"غرابيب سود" مُسلسل درامي يحكي عن "داعش" وتفاصيل حياة المنتمين له، والتي روتها شخصيات حقيقية عايشت الواقع الأليم، ويتطرَّق إلى الوسائل التي يستخدمها التنظيم الإرهابي للتواصل مع الشبان والشابات في المجتمعات العربية والغربية، والأساليب التي ينتهجها في الولوج إلى عقولهم.
ويسلِّط المسلسل الضوء على النساء الملتحقات بالتنظيم، وذلك عبر عدَّة نماذج؛ فمنهن الباحثات عن المال والفارَّات من حياةٍ يائسة نتيجة ظروفهن المالية واجتماعية قاهرة. ومنهن اللائي تدفعهن حالاتهن النفسية والاجتماعية إلى الرغبة في خوض تجارب ومغامرات سرعان ما يُصدمن بحقيقتها المرّة. وغيرهنّ ممن خضعن لعمليات غسيل أدمغة مُمنهَج عبر وسائل متعدّدة ومتنوّعة منها شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك عن طريق استغلال الوتر الديني بطرق عاطفية، وتفعيل فكرة "الجهاد" في زمن "نكبة المسلمين" وتدهور أوضاع الأمة على حدِّ زعمهم، إضافة لنساء أتين من مجتمعات غربية بعد أن غُرِّر بهنّ، وسرعان ما تجد تلك النسوة تناقضاً جوهريًّا بين ما كنَّ يتوقعنه أو ما صُوِّر لهن، وبين حقيقة التنظيم الإرهابي على أرض الواقع.
كما يتطرّق العمل في بعض جوانبه إلى كيفية تجنيد الأطفال والتلاعب بأفكارهم والتعامل مع أطفالٍ آخرين أصغر سناً أنجبتهم أمهاتهم من خلال ما يُسمّى بجهاد النكاح، وآخرين ممن انتسبوا إلى التنظيم قادمين قسرياً مع ذويهم الذين تركوا بلدانهم لغرض ما، وتُسلّط الحلقات الضوء على الجانب النسائي في التنظيم الإرهابي بشكل خاص، بما في ذلك حالات الصمت والخوف التي ترسم علاقة الفتيات المُجنّدات ببعضهن البعض، في ظل أزمة ثقة حقيقية.
