الدعم العماني لليمن

تؤكد السلطنة دوماً وقوفها بجانب أشقائها العرب في مختلف الأزمات، وأنها لا تتوانى عن تقديم يد العون والتقريب بين وجهات النظر المختلفة في أي قضية كانت، وهذا هو المتحقق فعليا في الأزمة اليمنية التي اندلعت منذ سنوات؛ حيث تقوم السلطنة بجهود عديدة سواء على المستوى الإقليمي بين دول المنطقة أو على الصعيد الدولي من حيث التعاون مع الأمم المتحدة ممثلة في مبعوثها لليمن.

ولعل اللقاءين المهمين الذي جمع صاحب السُّمو السيد فهد بن محمود نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، مع معالي عبد الملك بن عبد الجليل المخلافي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بالجمهورية اليمنية، وكذلك لقاء الأخير مع معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، يؤكدان أن السلطنة تسعى بشتى الطرق كي تنتهي الأزمة اليمنية، بما يحقق التفاهم بين الأطياف السياسية هناك، وبما يدعم جهود الاستقرار واستتباب الأمن في مُختلف المحافظات اليمنية.

الجار اليمني يرتبط معنا بوشائج وعلاقات نسب وصهر مُمتدة على مدى الحقب التاريخية، لذلك فإنَّ السلطنة ربما تكون الدولة الأقرب إلى الشعب اليمني في محنته، في ظل ما يعتري البلاد من مشكلات سياسية وأزمات اقتصادية طاحنة، فضلاً عن مخاطر بيئية وصحية عظيمة، اتسعت رقعتها خلال الفترة الماضية، مع تفشي بعض الأوبئة والأمراض المميتة. الأمر الذي يفرض على جميع الأطياف السياسية والطوائف الحزبية هناك أن تعلي مصلحة الشعب والمواطن اليمني فوق كل اعتبار، وأن تصغي فقط لصوت المواطن اليمني الذي يئن تحت وطأة الفقر والتردي الاقتصادي والتشتت السياسي.

الدور العماني في اليمن، جلي لكل من يُبصر، لكن السلطنة تحرص أيضاً على القيام بدورها الإنساني في هذه الأزمة دون صخب إعلامي أو تسليط أضواء الكاميرات عليها، فالأهم بالنسبة لها وصول المساعدات ودعم جهود تقريب وجهات النظر، حتى يعود اليمن كما دونه التاريخ دائماً بأنَّه "اليمن السعيد".

إن تفاقم الأوضاع في الجمهورية اليمنية يحتم على جميع الأطراف الفاعلة في هذا الأتون المستعر، أن ينحوا خلافاتهم جانبًا، وأن يضعوا نصب أعينهم وحدة بلادهم وتماسكها كتلة واحدة، محافظة على هويتها العربية، دون اقتتال على المناصب، من أجل المواطن اليمني.

تعليق عبر الفيس بوك