تفجير مانشستر.. رعب البحث عن "فلذات الأكباد"

...
...

 

 

مانشستر (إنجلترا) - رويترز

لجأَ آباء وأصدقاء -استبدَّ بهم القلق- إلى وسائل التواصل الاجتماعي، ونشروا صوراً ورسائل تمزِّق نياط القلوب، في مُحاولة للعثور على أحبائهم، أمس الثلاثاء، بعد تفجيرٍ أسفر عن سقوط 22 قتيلا على الأقل، وإصابة العشرات في حفل للمغنية الأمريكية أريانا جراندي.

وَنَشر آدم جيه.براون -على فيسبوك- رسالة تقول: "مازالت مفقودة: صافي روز روسوس. عمرها 8 سنوات. مفقودة من هجوم مانشستر. ترتدي تي-شيرت أبيض عليه صورة أريانا وتنورة من قماش داكن متين وبنطلونا ضيقا وحذاء طويلا أسود". ومع الرسالة، نشر صورة لوجه مبتسم. وقال مايكل ماكنتاير على تويتر "أرجوكم.. أرجوكم إعادة النشر. أبحث عن ابنتي وصديقتها"، ونشر مع التغريدة صورة للابنة لورا وصديقتها إيليد. وكان كثيرٌ من الآباء والأمهات ينتظرون أطفالهم في منطقة مانشستر أرينا وحولها عندما هزَّ الانفجار باحة الساحة أثناء خروج الآلاف من الصغار عشاق المغنية الأمريكية بصحبة أسرهم بعد انتهاء الحفل. وعثر كثيرٌ من الفتيان والفتيات في سن المراهقة في نهاية الأمر على أصدقائهم وأقاربهم وسط الفوضى، وساعد المارة آخرين على الوصول إلى الأمان، وعرض سائقو سيارات أجرة على آخرين توصيلهم مجانا إلى بيوتهم بينما جرى نقل عشرات آخرين إلى الفنادق القريبة. وكانت جيه.كيه رولينج مؤلفة روايات هاري بوتر واحدة من العديد من الفنانين والشخصيات المشهورة في بريطانيا الذين ساعدوا في نشر الأخبار بإعادة نشر التغريدات وعروض المساعدة. وقالت جراندي -التي يتألف جمهورها في الأساس من الشباب في سن المراهقة والبنات الصغار على تويتر- "محطمة. آسفة جدا جدا من صميم قلبي. ولا أجد كلمات".

وكانت بولا روبنسون (48 عاما) في محطة القطار المجاورة للساحة التي أقيم فيها الحفل مع زوجها عندما شعرت بالانفجار، وشاهدت عشرات من البنات في سن المراهقة وهن يصرخن ويركضن مبتعدات عن المكان. وقالت لرويترز: "ركضنا. وكان ذلك بعد الانفجار فعليًّا بثوان. وطلبت من الصغار الجري معي". وأضافت أنها أخذت عشرات من البنات في سن المراهقة إلى فندق هوليداي إن إكسبريس القريب، وأرسلت تغريدة برقم هاتفها للآباء القلقين تطلب منهم مقابلتها في الفندق. وقالت إن هاتفها لم يتوقف عن الرنين منذ أرسلت تلك التغريدة.

وفي الساعات التي أعقبتْ التفجير، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صورٌ لوجوه مبتسمة لفتيان وفتيات في سن المراهقة ما زال أهلهم يبحثون عنهم. ونشر مع هذه الصور وسم "صلوا من أجل مانشستر".

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي -من على درجات السلم في مقر إقامتها الرسمي في 10 شارع داوننج ستريت- "جبن المهاجم قابلته شجاعة أجهزة الطوارئ وأهل مانشستر". وأضافت: "محاولة تفريقنا اصطدمت بأفعال نابعة من الطيبة لا حصر لها وحدت الشعب".

وصباح أمس الثلاثاء، توافدَ الأصدقاءُ والأقاربُ المنزعجون على استاد الاتحاد في مانشستر بناءً على نصيحة الشرطة لمن يحتاجون المساعدة بعد الهجوم. وبدأت قصص مُشجِّعة تظهر عن التئام شمل البعض مع استيقاظ البريطانيين على أكثر هجمات المتشددين دموية في البلاد منذ قتل أربعة مسلمين بريطانيين 52 شخصا في تفجيرات انتحارية استهدفت شبكة المواصلات في لندن في يوليو عام 2005.

ونشرت رايلي بلاكري -التي استخدمت تويتر في البحث عن صديقتها هيذر- النبأ السعيد لمتابعيها بعد أن ساعدها مستخدم آخر في العثور على الصديقة. وقالت في تغريدة "تحديث: عثرنا عليها. هي بخير. على ما يرام".

تعليق عبر الفيس بوك