مواصلة النهضة التعليمية

 

يبشر اعتماد المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- لـ"فلسفة التعليم في سلطنة عمان"، بالمستقبل المشرق لبلادنا في قطاع التعليم، إذ إن هذه الفلسفة ستكون بمثابة مرجع لبناء السياسات التعليمية وموجهاً نحو التطوير المستمر للتعليم في جميع مراحله وأنواعه.

فتطوير التعليم حاضر بقوة في شتى الخطابات السامية ومختلف الخطط التنموية النهضوية، التي تمتد على مدى السبعة وأربعين عامًا، ولذا فمن شأن هذه الفلسفة الجديدة أن تبني الجسور بين ما تم إنجازه من تقدم في قطاع التعليم وما يصبو إليه الخبراء من تطوير يواكب متغيرات العصر وينتهج سبلاً غير تقليدية في طرق التدريس ووضع المناهج.

ولقد أكد المقام السامي- أيده الله- منذ أن تولى مقاليد الحكم أن السلطنة ستسعى بكل قوة لكي تتقدم في مجالات التعليم، عبر سياسة "ولو تحت ظل شجرة"، وهي العبارة التي ألهمت الكثيرين ووضعوها شعارًا نصب أعينهم، خلال دراستهم في الصحراء أو في الوادي أو على الساحل، كي يتسلحوا بالعلم والمعارف ويسهموا في بناء لبنات التنمية، واحدة فوق الأخرى، كي يكتمل صرح النهضة الشامخ، بكل عنفوانه وطاقاته الفعالة على كافة الجهات.

التعليم هو قاطرة التنمية المعرفية- بلا شك- ولذلك فإنَّ التركيز على تطويره والاهتمام بجعله مواكباً للمتغيرات وتعزيز اعتماده على التقنيات الحديثة، يساعد على تقدمه وتحقيق الغايات النبيلة منه، في صورة منجزات عصرية وقوى بشرية وطنية تمتلك زمام المعرفة وتشارك في صناعة القرار بكل وعي وجدارة.

ولعل ما تضمنه جدول أعمال مجلس التعليم أمس، يحدث نقلة نوعية في مسار التعليم، سواء في مراحله الأساسية، أم المرحلة الجامعية، وفي ذلك فقد جاء إقرار المجلس بتحويل معهد تأهيل الصيادين بالخابورة إلى كلية مهنية تُعنى بالتقنيات والعلوم البحرية، وهي خطوة من شأنها أن تحقق التطور المنشود في قطاع الثروة السمكية، تعزيز لدوره الرائد في رفد الاقتصاد الوطني بموارد دخل غير نفطية، علاوة على إسهاماته المميزة في الأمن الغذائي، بفضل ما يوفره من منتجات سمكية متنوعة.

إنَّ مسيرة التعليم تمضي قدمًا في ظل الرعاية السامية لهذا القطاع المحوري، وانطلاقًا من أدواره الكبرى في النهضة العمانية، كي تصل إلى قمة التقدم التعليمي، مستعينة في ذلك بالجهود المُخلصة من أبناء الوطن في شتى المجالات.

تعليق عبر الفيس بوك