3 قمم للتَّعاون

تنعقد اليوم في العاصمة السعودية الرياض، 3 قمم في حدث قد لا يتكرر كثيرًا، حيث تلتئم القمة الخليجية التشاورية بين قادة دول مجلس التَّعاون الخليجي لدول الخليج العربية، وكذلك تنعقد القمة الخليجية الأمريكية بحضور الرئيس الأمريكي، وثالث هذه القمم هي القمة العربية الإسلامية الأمريكية.

المراقب لهذه القمم الثلاث، سيجد عنصرا مشتركا فيها، وهو المكون الخليجي فيها، واشتراك الجانب الأمريكي في اثنتين منها، ما يعكس قوة هذا المكون الذي يستند إلى قوة وتكامل مجلس التعاون الخليجي، وعلاقاته الوثيقة والاستراتيجية مع الجانب الأمريكي. ولا شك أنَّ هذه القمم الثلاث، سيتمخض عنها حزمة من القرارات التي قد تغير المشهد السياسي والاقتصادي والعسكري كذلك في المنطقة خلال المرحلة المُقبلة، فصفقات التسليح التي أعلنت عنها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، ستغير موازين القوى العسكرية في المنطقة، لكنها ربما في المقابل ستدفع باقي دول المنطقة إلى سباق تسلح، لا أحد يعلم نتائجه أو نقطة نهايته.

القمم الثلاث، على أهميتها، ينبغي أن تناقش جوانب أخرى يفكر فيها المواطن العربي من الخليج إلى المحيط، ويحدوه الأمل في كل مرة أن يقرأ في البيان الصادر عن مثل هذه الاجتماعات ما يبحث عنه دائما، فقضايا التنمية والعدالة والنمو الاقتصادي وتحقيق الاستقرار في البلدان العربية، هي أكثر ما يأمله هذا المواطن من الزعماء في هذه القمم.

الزخم الإعلامي المصاحب لهذه القمم، يجب كذلك الاستفادة منه، في التأكيد على أن الدول العربية- والخليجية بصورة خاصة- تقف موقفا مناوئا وصريحا لحملات الكراهية والإرهاب التي استفحلت عقب انتشار الفوضى في عدد من البلدان وانهيار أنظمة حاكمة وأخرى تواجه تحديات جسيمة للوقوف على قدميها.

قضية الإرهاب وما يُسمى بـ"التشدد الديني" سيجري مناقشتهما ضمن جدول أعمال القمة العربية الإسلامية الأمريكية، لكن يتعين في المقابل الإشارة الى مسببات الإرهاب، وعمليات التسليح الممنهجة والدعم المادي واللوجيستي الموجهة لعناصر متهمة بارتكاب جرائم حرب، فضلاً عن مسؤولية منتجي السلاح عن مسار هذا السلاح ووقوعه في أيدي الإرهابيين.

إن القمم الثلاث تمثل فرصة لوضع استراتيجيات جديدة تخدم مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، وتوفير فرص نمو حقيقية بعيدًا عن أتون الحروب ونيران الصراعات التي قد لا تنتهي..

تعليق عبر الفيس بوك