سول - رويترز
قال مراقبون أمس إن التجربة الناجحة على ما يبدو التي أجرتها كوريا الشمالية بإطلاق صاروخ يتراوح مداه من المتوسط إلى البعيد تشير إلى تقدم ملحوظ في مساعيها تجاه تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات الأمر الذي يثير قلق شبه الجزيرة الكورية والولايات المتحدة.
وقالت كوريا الشمالية أمس إنها أجرت بنجاح تجربة لإطلاق صاروخ تم تطويره حديثا يتراوح مداه من المتوسط إلى البعيد تحت إشراف الزعيم كيم جونج أون بهدف التأكد من القدرة على حمل "رأس حربي نووي ثقيل كبير الحجم".
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية إن كيم اتهم الولايات المتحدة "بترهيب" الدول التي "لا تملك أسلحة نووية" ونبه واشنطن إلى ضرورة عدم إساءة تقدير حقيقة أن برها الرئيسي يقع في مرمى ضربات كوريا الشمالية.
إلا أن القيادة العسكرية الأمريكية في المحيط الهادي قالت يوم الأحد إن نوع الصاروخ الذي جرى إطلاقه "لا ينطبق" على صاروخ باليستي عابر للقارات. وقلل الجيش الكوري الجنوبي من شأن مزاعم الشطر الكوري الشمالي بإحراز تقدم تقني فيما يتعلق بإعادة دخول الغلاف الجوي.
وقال روه جي-تشيون المتحدث باسم مكتب هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية "نعتقد أن هذا الاحتمال ضعيف". وسقط الصاروخ في البحر قرب روسيا يوم الأحد في عملية إطلاق وصفتها واشنطن بأنها رسالة إلى كوريا الجنوبية بعد أيام من تولي رئيسها الجديد مون جيه-إن السلطة متعهدا بالدخول في حوار مع بيونجيانج.
ورد مون أمس بإرسال مبعوث خاص لكل من الولايات المتحدة والصين واليابان وروسيا وألمانيا لتوضيح خطط وسياسات الحكومة الجديدة لكوريا الجنوبية تجاه كوريا الشمالية.
من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إن موسكو تعارض امتلاك أي دولة لأسلحة نووية لكن على العالم أن يتحدث مع كوريا الشمالية لا أن يهددها.
وأضاف بوتين في تصريحات من بكين أن الاختبارات النووية على غرار ما أجرته بيونجيانج في الأسابيع القليلة الماضية غير مقبولة لكن هناك حاجة لحل سلمي للتوتر المتصاعد على شبه الجزيرة الكورية. وتابع "أود التأكيد على أننا نعارض تماما توسيع نادي القوى النووية بما في ذلك شبه الجزيرة الكورية وكوريا الشمالية" مضيفا أن مثل هذه الخطوة ستكون "مضرة وخطيرة". وقال "لكننا في الوقت نفسه ندرك أننا لاحظنا في العالم مؤخرا أن انتهاكات صارخة للقانون الدولي وتوغلا في أراضي الدول الأخرى وتغيير في الأنظمة أدت لمثل هذه الأشكال من سباقات التسلح".
ولم يحدد بوتين إلى أي الدول كان يشير لكنه انتقد في الماضي الولايات المتحدة بسبب عملياتها العسكرية في العراق وليبيا وسوريا واتهمها بالسعي للإطاحة بحكومات شرعية.
وقال "وفي هذا السياق نحتاج إلى التعاون وتعزيز نظام الضمانات الدولية بمساعدة القانون الدولي وبمساعدة ميثاق الأمم المتحدة". وأضاف "نحتاج إلى العودة للحوار مع كوريا الشمالية والكف عن إخافتها وإيجاد سبل لحل المشكلات سلميا". وأوضح أن مثل هذا النهج ممكن في ضوء ما وصفها "بالتجربة الإيجابية" بإجراء محادثات مع بيونجيانج في الماضي.