مستقبل الاستدامة البيئية

نجح منتدى عمان البيئي الأول في تشخيص واقع الاستدامة البيئية في السلطنة، حيث سلط الضوء- على مدى يومين متتاليين من خلال 13 ورقة عمل و4 محاور رئيسية- على كيفية تحقيق الاستدامة ومدى تطبيقها في مختلف المشروعات والخطط التنموية.

واستطاع هذا الحدث الذي عقد في السلطنة لأول مرة، صياغة حزمة من التوصيات الطموحة في مستقبل أكثر إشراقا، ترمي إلى بلوغ أهداف الاستدامة وفق رؤية الأمم المتحدة 2030 في هذا الجانب.

وترجم المنتدى الشراكة المجتمعية المطلوبة بين القطاعين العام والخاص، من خلال التعاون الوثيق بين جريدة الرؤية ومكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني، والتي أسفرت عن هذا الحدث المهم، والذي شارك فيه ممثلون لمنظمات ولجان دولية وإقليمية، وخبراء وطنيون وأجانب، أثروا مناقشات المنتدى طوال فترة الانعقاد.

التوصيات لم تترك تحديا إلا ووضعت له حلاً وسبيلاً للمواجهة، وركزت على السعي لوضع استراتيجية وطنية شاملة لتحقيق الاستدامة، وتعزيز العمل التوعوي للنهوض بإجراءات حماية البيئة، إضافة إلى تشجيع تدوير النفايات والاستفادة منها كمصدر دخل يعود بالنفع على المجتمع ويخدم مسيرة التنمية.

المشاركون في أعمال المنتدى طرحوا العديد من النقاط الإيجابية من خلال أوراق العمل، حيث دعوا إلى توظيف الإستراتيجيات القائمة في إدارة المخلفات الصلبة والسائلة، وذلك عبر مرافق متخصصة بمختلف المحافظات، علاوة على أهمية ضمان التخلص الآمن من النفايات وفق أعلى المعايير العالمية، والعمل بمبادئ الحوكمة البيئية في كلِّ ما يتصل بالأنشطة التنموية، ونشر المعارف الخاصة بآليات وسبل الحفاظ على البيئة وحمايتها وتحقيق التنمية المستدامة.

وفي قراءة واعية للواقع والمستقبل، عسكت التوصيات المحاور الأربعة للمنتدى، وهي خطط الاستدامة البيئية، وتطبيقات مفهوم الاستدامة في مجالات الطاقة وتدوير النفايات وتوليد الوقود الحيوي، واستراتيجية التوعية والتعليم البيئي، وأخيرا دور صون التنوع الأحيائي في تحقيق الاستدامة.

لا شك أنّ ما طرحه المنتدى من رؤى وطموحات ومطالب، يمكن التأسيس عليه لتحقيق نقلة نوعية في الحفاظ على بيئتنا الجميلة، ما يدعم الجهود المشكورة للجهات المعنية بهذا المجال، وتضع السلطنة على رأس الدول المُهتمة بالبيئة، لاسيما وأنّ السلطنة كان لها قصب السبق في الاهتمام بالبيئة على المستوى الإقليمي.

لقد أخذت جريدة "الرؤية" على عاتقها عقد هذا الملتقى سنويا، لمواصلة طرح العديد من النقاشات التي أثبتت فائدتها في دعم مسيرة التنمية والنهوض بالبيئة، وصولا إلى عمان التي نريدها.. الأجمل دائما!

تعليق عبر الفيس بوك