"العلوم الشرعية" تحتفل بتكريم الفائزين في مسابقة ابن عمير للبحث العلمي

 

مسقط - الرؤية

احتفلت كلية العلوم الشرعية صباح أمس الثلاثاء بتكريم الفائزين في مسابقة ابن عمير للبحث العلمي في نسختها الثالثة عشرة والتي ترعاها مجموعة شركات ابن عمير ممثلة في مؤسسة ابن عمير للبحث العلمي والأعمال الخيرية.

رعى الاحتفال سعادة الدكتور عبد الله بن محمد الصارمي وكيل وزارة التعليم العالي بحضور سعادة الشيخ رشاد بن أحمد بن محمد الهنائي وكيل وزارة الشؤون الرياضية والشيخ حمود بن أحمد بن محمد الهنائي نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات ابن عمير، وفضيلة الشيخ زياد بن طالب المعولي مستشار معالي وزير الأوقاف والشؤون الدينية لشؤون الكلية، والشيخ عيسى بن يوسف البوسعيدي مستشار معاليه لشؤون مجلس أمناء الكلية، إضافة إلى أعضاء لجنة المسابقة وعدد من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية وجمع من الطلبة.

قدّم الحفل الطالب حمزة السليمي، وتلا الطالب اليقظان الرواحي آيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الرحيم الزيني رئيس لجنة المسابقة وعضو هيئة التدريس بالكلية كلمة أشاد فيها باستمرار المسابقة إلى نسختها الثالثة عشرة، وما لذلك من أثر كبير على البحث والاطلاع على الطلبة والطالبات ورفدا للمكتبة العمانية بالكثير من البحوث في موضوعات متنوعة، فضلا عن الغوص في مكنونات التراث العماني والعمل على دراسته واستخراج نفائسه.

عقب ذلك تابع الحضور فيلما وثائقيا رصد بدايات انطلاق المسابقة وأهم ما أحدثته من تأثير على جو البحث والاطلاع لدى طلبة الكلية من خلال عدد من اللقاءات.

وأكد الشيخ زياد المعولي مستشار معالي الوزير لشؤون الكلية والمدير العام لمعهد العلوم الشرعية –سابقا- إبّان انطلاق المسابقة أكد على أنها أتت بمبادرة كريمة من الشيخ أحمد بن محمد بن عمير الهنائي منذ العام 2000 للميلاد، بهدف بث روح التنافس العلمي بين الطلبة وصقل مهاراتهم البحثية وتحفيزهم على الإنتاج ورفد دائرة المعارف الإنسانية بالمزيد من البحوث القائمة على مناهج علمية معتبرة، مؤكدا أن المسابقة فتحت طريقا نحو الطباعة لعدد من البحوث الفائزة في المسابقة على مدى السنوات السابقة.

وأشار الباحث فهد بن علي السعدي إلى ما قدمته له المسابقة من دعم معنوي نحو الاهتمام بتراجم العمانيين حيث عمل على طباعة بحثه الذي حصل على المركز الأول في النسخة الثالثة من المسابقة والذي خرج بعنوان "معجم شعراء الإباضية"..

بعد ذلك ألقى الطالب زاهر بن سعيد السابقي قصيدة بعد ذلك تابع راعي الحفل والحضور عرضا مرئيا استعرض البحوث الفائزة في النسخة الثالثة عشرة المحتفى بها، مدعمًا بعدد من المشاهد التمثيلية، وخلال الفيلم تحدث الطالب جهاد بن جمعة الجابري الحاصل على المركز الأول عن بحثه "جهود الإباضية في علم الأصول" مؤكدا أنّه حاول الباحث استقصاء ما كتبه علماء الإباضية بشكل مخصوص ليكون كتابا في علم أصول الفقه ككتاب طلعة الشمس للشيخ السالمي، وكتاب فصول الأصول للشيخ خلفان بن جميّل السيابي، وكتاب موارد الألطاف للشيخ عامر بن خميس المالكي، ومن إنتاجهم المخطوط كتاب "فتح الله: شرح شرح مختصر العدل والإنصاف" الذي يؤكد الباحث أنه لو طبع لكان أكبر موسوعة في علم أصول الفقه، ويضيف الباحث أن هناك الكثير من التعليقات والحواشي على كتب أو على مباحث أصولية في كتب فقهية، ومن جهود الإباضية أيضا عدد من الفتاوى في علم أصول الفقه، ومنها أيضا بعض الحلقات العلمية التي كان يعقدها بعض العلماء في موضوع أصول الفقه والتي كان يحضرها عدد من طلبتهم النابغين.

 

ثم تحدث الطالب عبد العزيز بن زهير الفارسي الفائز بالمركز الثاني عن بحثه حول "النظرة المقاصدية في المسائل الزكوية"، مبينا الحِكَم التي من أجلها شرعت الزكاة.

 

الإباضية في العراق

وتحدث الطالب خلفان بن يحيى الصوافي في بحثه الحائز على المركز الثالث عن "الوجود الإباضي في العراق خلال القرون الثلاثة الأولى" مبينا أنه تركز في مدينة البصرة التي بلغ عددهم فيها في القرن الثاني الهجري نحو 800 شخص وربما أكثر، مؤكدا أنّ إباضيّة العراق كانت لهم أدوار عدة في المجتمع المسلم آنذاك حيث طرقت أدوارهم مجالات السياسة والعلم والاقتصاد والزراعة وغيرها من المجالات، وتركوا عددا من الآثار العلمية والرسائل التي تتضمن كثيرا من فقههم وعلمهم الواسع وسعة اطلاعهم على مجريات عصرهم من مختلف النواحي.

جدير بالذكر أنّ مسابقة ابن عمير للبحث العلمي التي أكملت نسختها الثالثة عشرة تعد إحدى أبرز إسهامات القطاع الخاص ورجال الأعمال في دعم التنمية الثقافية والفكرية لدى طلبة مؤسسات التعليم العالي، وتنظمها وتشرف عليها كلية العلوم الشرعية.

وتقوم إدارة الكلية بتشكيل لجنة من أعضاء هيئة التدريس لتقييم البحوث ومراجعتها، حيث تستعرض اللجنة في بداية عملها طلبات المشاركة في المسابقة وتقوم بدراسة موضوعات البحوث المقدمة وتعلن عن المقبول منها ليشرع الطلبة بعد ذلك في إعداد بحوثهم لمدة تقرب من عام كامل، بعد ذلك يقوم أعضاء اللجنة بتقييم البحوث المقدمة إلى اللجنة من خلال عدد من المعايير المتوافقة مع المناهج العلمية المعتبرة والمعاصرة للبحث العلمي، وتعلن على إثر ذلك نتائج البحوث الفائزة ليتوج أصحابها في حفل ختامي يقام خصيصا لهذا الغرض.

 

تعليق عبر الفيس بوك