مسقط – الرؤية

اختـتمت في جامعة السلطان قابوس النسخة الأولى من الدورة التدريبية المُكثفة لإعداد المدربين والتي تنظمها اللجنة العمانية للرياضيات. جاءت الدورة التدريبية بعنوان إعداد مدربين على برنامج جيوجبرا وقدمها الدكتور حسام الكاستي من الجامعة اللبنانية (قسم التربية) وهو متخصص في تدريس مُقررات التربية العملية للمعلمين أثناء الخدمة ولديه خبرة في تنفيذ عشرات حلقات العمل لمُعلمي الرياضيات في موضوع دمج التكنولوجيا في حصص الرياضيات. كما أنه متخصص في برمجية جيوجبرا (GeoGebra) وممثل كلية بيروت الدولية للجيوجبرا.

تأتي إقامة دورة متقدمة لإعداد المدربين في برنامج جيوجبرا الإصدار الخامس GeoGebra من منطلق حرص اللجنة العُمانية للرياضيات على تفعيل دورها في تدريب معلمي ومعلمات الرياضيات في جميع ربوع هذا الوطن الغالي، وصقل مواهبهم وقدراتهم التعليمية والتدريسية. كما خضع المرشحون للدورة لاختبار مسبق وخاص بالبرنامج لاختيار المؤهلين منهم لحضور الدورة التدريبية التي استمرت مدة خمسة أيام متواصلة من التدريب المكثف بواقع 5  ساعات يوميا .

كذلك تعرف المشاركون في الدورة على كيفية استخدام البرنامج في تدريس الرياضيات بصورة احترافية في جميع المراحل التعليمية. واختتمت الدورة بعقد اختبار.

وتقوم حالياً اللجنة بإعداد قاعدة بيانات بالأسماء التي اجتازت الدورة، كي يمكن الاستعانة بهم في التدريب على مستوى المحافظات بالسلطنة.

وعن الدورة يقول الدكتور حسام الكاستي: "تم تغطية جميع المعارف بالأوامر والأيقونات الخاصة بالبرنامج مما يعني تغطية جميع السمات التقنية ببرنامج جيوجبرا" وقد أعجب المدرب بالتزام الجميع بالحضور في جميع الجلسات وحرصهم على الاستفادة مما كان له أثر طيب في إنجاح الدورة. وعن توصياته ليكون للدورة أثرها الفعال بعد انقضائها يقول الدكتور الكاستي: "آمل أن يتم عمل تعاون بين المشاركين في الدورة لإعداد دورات ومشاغل يقدمونها للمعلمين الآخرين لتوسيع دائرة استخدام برنامج جيوجبرا في تعليم الرياضيات فضلا ً عن أن مثل هذه المشاغل ستعزز معرفة المدرب بالبرنامج بصورة أعمق".

بينما يقول سالم بن سيف المجرفي أحد الحضور وباحث ماجستير في مناهج وطرق تدريس الرياضيات بجامعة السلطان قابوس: "إن الإنماء المهني للمعلمين والمعلمات عملية أساسية لا يمكن الاستغناء عنها لتحسين الأداء وتلبية احتياجات التغير ومتطلبات العصر ومن أهدافها تعرف المعلمين والمعلمات على أحدث طرق التدريس والوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم وكيفية تطبيق تلك الطرق في المدارس، وهذا ينسجم مع رؤية اللجنة العمانية للرياضيات التي أقامت هذه الدورة التدريبية التي تمثّل التدريب المدروس الذي يضمّ عدداً من الخطوات المنتظمة المؤثرة في عملية الإنماء المهني، والذي يهدف بشكل رئيسي إلى تحقيق الغايات والأهداف من خلال الجهود ذات القيمة وتنمية وتطوير الجوانب المعرفيّة، والعلميّة، والمعلوماتيّة، وطرق التفكير لدى المتدرّب أو مجموعة المتدرّبين، ويسعى إلى إحداث تغيير سلوكيّ إيجابيّ في جانب المهارات والقدرات المختلفة وتطوير الأداء وبالتالي إحداث تغيير إيجابي في آلية العمل من خلال تغيير اتجاهاته العامة وكافة أنماطه السلوكية. إن استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في التعليم والتعلم له أهمية كبيرة في تطوير العملية التعليمية في المدارس والجامعات حيث إنه يزيد من التفاعل بين الطلاب في تبادل المعلومات والحصول عليها بسهولة، كما يسهل عملية التواصل بين الطلاب أنفسهم من جهة وبين المعلم من جهة أخرى وهناك العديد من الوسائل التكنولوجية التي استخدمت في دمج التكنولوجيا في التعليم ابتداءً من استخدام الحاسوب الشخصي، والهواتف الذكية، وشبكة الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي المُختلفة وغيرها من التقنيات الحديثة".

وأضاف سالم بن مرهون اليعقوبي من مدرسة الإمام سيف بن سلطان بمُحافظة الظاهرة قائلاً: " إن هذه الدورة ساهمت في توسيع إدراك المفاهيم الرياضية وخاصة الهندسة. يمكن تطبيق ما جاء في جلسات الدورة في تدريس مواضيع المناهج الدراسية للتعليم الأساسي أو ما بعد الأساسي. ولا ننسى كلمة شكر للجنة العمانية للرياضيات على إقامة مثل هذه الدورات لتنمية مهارات المُعلمين التدريسية".

وبدوره أشار الدكتور محمد الغافري الأستاذ المساعد بقسم المناهج و طرق التدريس بكلية التربية إلى أن اللجنة العمانية للرياضيات تعتزم الاستمرار في التدريب على نفس البرنامج أي برنامج الجيوجبرا بحيث يكون التركيز في الدورات القادمة على الاستخدام المتقدم للبرنامج إذ إنه يفترض بعد هذه الدورة المكثفة أن يصبح لدى المتدربين قدر من الخبرة في استخدام البرنامج.

وتسعى اللجنة من خلال هذه الفعاليات المختلفة إلى إثراء مجتمع الرياضيات بمختلف تخصصاته سواء التربوية أو البحثية في مجالي الرياضيات البحتة والرياضيات التطبيقية، مما يساهم في نشر الوعي بالدور الهام الذي تلعبه الرياضيات في التطور العلمي والتكنولوجي الذي يشهده العالم. وكما هو معروف فإنَّ اللجنة العمانية للرياضيات تشكلت بموجب قرار من مجلس الوزراء عام 2011م، وأوكلت لها العديد من المهام التي من شأنها توثيق الصلة مع الاتحاد العالمي للرياضيات وتحويل عضوية السلطنة به من عضو مشارك إلى عضو دائم.