مشروع "العنونة" بالبريمي

 

سيف بن سالم المعمري

 

 تشهد ولاية البريمي نمواً متسارعاً في النهضة العمرانية والتوسع الأفقي في المخططات السكنية والتجارية والصناعية، والزائر لمركز مدينة البريمي يلحظ التطور الملحوظ للنشاط الاجتماعي والاقتصادي والصناعي والسياحي للمحافظة بشكل عام، ولمدينة البريمي بشكل خاص، الأمر الذي يتطلب من الجهات المختصة إلى المسارعة في إيجاد آلية عمل واضحة ومحددة زمنيا؛ لإنجاز مشروع عنونة جميع المخططات بشكل عام، والمخططات السكنية بمركز ولاية البريمي بشكل خاص.

وتبلغ المساحة الإجمالية التقديرية لولاية البريمي بجميع مناطقها وقراها 1222 كيلومتر مربع، ويقطنها ما يزيد عن 104 ألف نسمة، ومن أبرز مناطقها السكنية، حماسة، وصعراء، والخضراء، وأرض الجو، والغريفة، والعقدة، سيح النفحات.

ومع التوسع الملحوظ للنشاط العمراني بمركز الولاية، وتنوع النشاطات في الأحياء السكنية والتجارية والصناعية والسياحية، أصبحت ضرورة ملحة جدًا من أي وقت مضى لتعاضد عدد مؤسسات الدولة للبدء بتنفيذ مشروع العنونة بمركز الولاية ليواكب تخطيط وتنظيم المدن الحديثة، و تعد البريمي أحدى المدن العصرية التي واكبت النهضة التنموية الشاملة في السلطنة، فضلا عن الموقع الاستراتيجي للمدينة كونها تمثل البوابة الشمالية الغربية للسلطنة مع دول الجوار، علاوة على قربها من مدينة صحار التي تعد العاصمة الاقتصادية الواعدة للسلطنة، وتمثل مدينة البريمي امتدادا للأنشطة الصناعية والتجارية بميناء صحار والمنطقة الحرة والتي ستسهم جميعها في إيجاد حركة اجتماعية وتجارية وسياحية في المدينتين.

ومن أبرز الدوافع التي تتصدر حاجة مدينة البريمي لمشروع العنونة، المستوى الحضري الذي وصلت إليه المدينة، وتدفق المشاريع الاستثمارية في المجالات الصناعية، والسياحية والترفيهية والمتمثلة في المنشآت الفندقية والحدائق والمتنزهات، بالإضافة إلى المراكز التجارية العصرية، فضلا عن أنّ المدينة تشهد نموًا ملحوظا في تدفق السياح من دول مجلس التعاون الخليجي ودول جنوب شرق آسيا، والجنسيات الآخرى، كما أنّ وجود المؤسسات الأكاديمية كجامعة البريمي وكلية البريمي الجامعية ومركز التدريب المهني والمؤسسات الأكاديمية والثقافية المؤمل أنشاؤها في المدينة في خطط التنمية المستقبلية للمحافظة، ستسهم في احتضان المدينة للأكاديميين والمستثمرين ورجال الأعمال والجاليات، الأمر الذي يتطلب أن يكون تنظيم مدينة البريمي متناغما مع التخطيط الحضري والتطور العمراني الذي تشهده.

وعلى المستوى الاجتماعي فإنّ النمو العمراني المتسارع في المخططات السكنية بالمدينة وما يرتبط به من خدمات عامة من جميع المؤسسات يتطلب وجود عنونة للأحياء السكنية، والطرقات والشوارع الرئيسية والفرعية، كما يتطلب تسميتها وترقيمها، وترقيم جميع المنشآت في المدينة، وكذلك ترقيم المنازل في جميع المخططات السكنية، حيث إنّ المساحات الكبيرة للمناطق السكنية يتطلب ضرورة ملحة لعنونتها، فمثلا تمثل مناطق حماسة والخضراء وصعراء وأرض الجو، والغريفة، والعقدة، وسيح النفحات بمركز مدينة البريمي كثافة عمرانية وسكانية ملحوظة ومتسارعة، مما يزيد من صعوبة وصول الخدمات إلى قاطني تلك المناطق، وصعوبة تحديد إحداثياتها، وتزداد معاناة قاطني تلك المناطق السكنية في حالة طلب أيصال خدمة معينة من أي مؤسسة، فمثلا يتطلب وصول حافلات المدارس، و صهاريج المياه وشفط مياه الصرف الصحي، وبقية خدمات التوصيل إلى المنازل، وكذلك وصف مكان السكن لأي جهة معينة، فضلا عن الحالات الطارئة التي قد تقع في تلك المناطق والذي يتطلب الاستغاثة السريعة من مركز الدفاع المدني والإسعاف، كلها تزيد مشقة السكان في تحديد مواقعهم بالضبط، مما يدفع الكثير منهم إلى الانتقال إلى مركز المدينة أو تحديد إحداثيات المكان الذي يقطنه بالضبط عن طريق الوصف بحساب عدد المباني، وعدد أعمدة الإنارة، والكهرباء، واللافتات المرورية ونحو ذلك، بل وصل الحال في منطقة الغريفة -ونتيجة لاتساع المنطقة وكثافة المنازل فيها- أن يكون محور الوصف في المنطقة لافتة كتب عليها "سبحان الله" ، وأصبحت نقطة التوجيه والانطلاق لقاطني المنطقة والتي يستعينون فيها لتحديد أماكن سكناهم.

إنّ مشروع العنونة لمركز مدينة البريمي أصبح ضرورة ملحة وليست ترفا، تتطلبها مقتضيات النمو الحضري والتوسع السكاني والعمراني والأنشطة المتنوعة بالمدينة، وعلى الجهات المعنية الدراسة الجادة لمشروع العنونة، على أن تتعاضد المؤسسات ذات العلاقة كالمجلس الأعلى للتخطيط، ووزاتي الإسكان، والبلديات الإقليمية وموارد المياه، والمجلس البلدي بمحافظة البريمي والمؤسسات الآخرى، لتواكب مدينة البريمي مثيلاتها من المدن العصرية في السلطنة كمسقط وصحار وصلالة.

فبوركت الأيادي المخلصة التي تبني عُمان بصمت،،

Saif5900@gmail.com