ملتقى التواصل والتكامل يوصي بتسليط الضوء على الشخصيات المؤثرة والتخلص من العادات السلبية

مسقط – الرؤية

أوصى ملتقى التواصل والتكامل الذي أقيم بعنوان "تحديات الأسرة في تربية الأبناء وتعزيز القيم والهوية العمانية" في الجانب التربوي بالتأكيد على أهمية وجود القدوة الصالحة، وتفعيل دور المجالس العامة، بالإضافة إلى تسليط الضوء إعلاميا على أصحاب الإنجازات والشخصيات المؤثرة، كما أوصى بتعزيز التواصل بين المجتمع والمدرسة، ويقترح تفعيل أدوار مجالس الآباء والأمهات بدرجة أفضل، وفتح قنوات تواصل وتحاور بين الطرفين بطريقة منهجية منظمة يعدّها الطرفان معا، إضافة إلى تعزيز الرقابة الذاتية لدى الأبناء، وتعزيز دور المسجد ووسائل الإعلام في تقديم رسائل هادفة ذات علاقة بهذا الجانب، بأسلوب عصري حديث يتواءم مع فكر الجيل الحالي.

وفي الجانب الثقافي أوصى الملتقى بتعزيز ثقافة الحوار الإيجابي بين أفراد الأسرة الواحدة، وتكثيف البرامج الإعلامية والتعليمية المعززة لهذه الثقافة، ذات البُعد التوعوي للآباء والأمهات والطلبة أيضا، بالإضافة إلى تطبيقها كممارسات تدريسية في المؤسسات التعليمية المختلفة.

كما أوصى الملتقى في الجانب المجتمعي بمعالجة المشاكل الأسرية بأنواعها المختلفة، ويقترح إعداد وثيقة تعاقدية لأخلاقيات المجتمع والتعامل الأسري، بالإضافة إلى تهذيب العادات السلبية المتعلقة بالزواج خاصة جانب الإنفاق الزائد، كما أوصى في الجانب الاقتصادي بترشيد الإنفاق في الجوانب المعيشية المعتادة في الأسرة، وتنفيذ برامج تثقيفية وتدريبية تُعنى بإيجاد آليات وأفكار تساعد الأسرة على توفير مصادر دخل متنوعة لها.

ونظمت الملتقى الذي أقيم أمس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرة بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة عمان تحت رعاية معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي محافظ مسقط وبحضور معالي الشيخ محمد بن سعيّد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية وعدد من أصحاب المعالي والمكرمين أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة، كما حضر الملتقى 400 مشارك يمثلون العديد من الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني وبعض الأسر، وذلك بهدف التعرف على التغيّرات التي طرأت على الأسرة العمانية وأثرت على قدرتها على  تأدية أدوراها ووظائفها، وتحديد التحديات التي تواجهها في تربية الأبناء وتعزيز القيم والهوية العمانية وتشخيص أسبابها الأساسية، والتعرف إلى أدوار عدد من القطاعات ذات الاتصال المباشر بقضايا الأسرة ومهامها التي تمثل محورا مهما في علاج هذه التحديات، إلى جانب إيجاد رؤية تكاملية توحد الجهود بين القطاع المؤسسي والمجتمعي لتحقيق الأهداف التربوية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.

وتضمنت توصيات البعد التربوي في الملتقى تعزيز دافعية الطلبة نحو التعلم، وتفعيل دور المراكز الصيفية في تعزيز علاقة الطالب بعملية التعلم، وتفعيل مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة في بث رسائل توعوية هادفة جاذبة، إضافة إلى تعزيز الوعي بأساليب التربية الحديثة المتوائمة مع متطلبات الشباب والتغيرات الحاصلة، وإعداد برامج توعوية مُمَنهجة في هذا الجانب، وتضمين المناهج التعليمية القيم المختلفة، وإدراج القيم الأساسية فيها بالإضافة إلى تعزيز تطبيقها من خلال الممارسات التدريسية، أو إدراج مقرر خاص بتعزيز القيم الصالحة.

كما أوصى الملتقى بتكثيف المبادرات التربوية الساعية إلى توعية الوالدين بمخاطر التقنيات وآليات استخدامها أيضا، واقترح استثمار فرق العمل التطوعية في إيجاد شراكات بينها وبين القطاع المؤسسي (الحكومي والخاص) للقيام بهذين الدورين، والتأكيد على ضرورة تركيز التعليم على الإنتاج المعرفي بدلا من التلقين، كما اقترح أيضا إعادة النظر في بعض أبعاد العملية التعليمية بحيث توجه اهتمامها إلى مسار الإنتاج المعرفي، وربط الجوانب التنظيرية بالتطبيق العملي.

وفي البعد الثقافي أوصى المشاركون بالاهتمام بمعالجة انتشار لغة المقارنة وغلبة النظرة المادية للأمور، وتكثيف البرامج التوعوية التثقيفية في هذا الجانب من قبل مؤسسات التعليم والإعلام والمساجد، وتجنيب الأطفال التأثر السلبي بثقافة عاملات المنازل، وإنشاء قناة تلفزيونية خاصة بالأطفال تعزز من القيم الصالحة ومبادئ الهُوية العُمانية الأصيلة، ووضع بعض الاشتراطات على موضوع استقدام عاملات المنازل كإلحاقهن بدورات تدريبية مكثفة تتواءم مع عادات المجتمع وتقاليده، وتسهيل إجراءات وجود العاملات بالأجرة من أجل تقليل تأثيرهن المباشر على الأبناء.

كذلك تضمنت التوصيات تعزيز دور المكتبات العامة، وإصدار مجلات ثقافية خاصة بالطفل والشاب، وتفعيل الشراكات بين الجهات المعنية بالثقافة والتعليم من أجل إصدار مجلات متخصصة في هذه الجوانب، إضافة إلى تكثيف وجود مراكز ثقافية تستثمر وقت الأطفال والشباب بطريقة صحيحة، وتضمن توظيفا حقيقيا لقدراتهم ومهاراتهم خاصة في أوقات الفراغ لديهم، واقترح الإيعاز للجهات المعنية بالثقافة إنشاء مثل هذه المراكز.

وفي البعد الاجتماعي أوصى الملتقى بتفعيل دور الأندية الشبابية لتلبية احتياجات الشباب واستثمار أوقات فراغهم، وتعزيز دور الإعلام في بث الرسائل التوعوية الهادفة لمعالجة هذا الجانب، والحد من انتشار جرائم الابتزاز الإلكتروني.

وفي البعد الاقتصادي أوصى الحضور بالتقليل من نسبة القروض الممنوحة للشباب، وإنشاء صندوق للتكافل الاجتماعي يجنّبهم اللجوء إلى الاقتراض.

تعليق عبر الفيس بوك