رسالة التسامح

 

 

يُمثل معرض رسالة الإسلام الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في مختلف العواصم والمدن حول العالم، مزيجا بين الحرص على توصيل رسالة التسامح والسلام إلى أنحاء العالم بلغته التي يفهمها، والعمل على بناء جدران الثقة بين المسلمين وغيرهم من شعوب العالم بمختلف عقائدهم، ولمسة حضارية تفتح مساحات للتفاهم الإنساني، يغلف كل ذلك شعور بواجب تاريخي يدفعنا إلى توصيل جوهر الإسلام بسماحته ورقيه، ولهذا يكتسب معرض رسالة الاسلام أهمية كبيرة، خاصة وأنه فرصة للتعرف عن قُرب على ملامح التسامح الديني في عمان، باعتباره قيمة إنسانية وضرورة من أجل مستقبل أفضل للعالم.

فمن أجل نشر وتعزيز ثقافة التعايش المشترك والتفاهم السلمي بين الأمم والثقافات والشعوب واصل المعرض جولاته في مختلف دول العالم، واستقر في مكتبة الغازي خسروبك الإسلامية في عاصمة البوسنة والهرسك (سراييفو) حيث يقام لأول مرة باللغة البوسنية بالتعاون مع رئاسة المشيخة الإسلامية في البوسنة والهرسك وبرعاية كريمة من سماحة الشيخ الدكتور حسين كفازوفيتش رئيس العلماء والمفتي العام للبوسنة والهرسك؛ وسط حضور رسمي وشعبي وإعلامي كبير من المهتمين بالقيم المشتركة، ويستمر حتى نهاية أبريل الحالي.

وبينما تتردد أصوات الانفجار وهدير المدافع في بقاع كثيرة من العالم وسط أجواء من التوترات الإقليمية، وامتداد رقعة التطرف والإرهاب والعنف الممارسات اللاإنسانية والتي تتعارض مع تعاليم الأديان والثقافات المحبة للرحمة والسلام؛ يأتي صوت السلام من سلطنة عمان وموحياً وباعثاً على الشعور بالأمان، وإيصال رسالة السلام في العالم.

والهدف هو إيصال رسالة مفادها أنّ التسامح الديني والانفتاح على الآخر عنصران متجذران في بلادنا منذ القدم وحتى يومنا هذا، مع الاحتفاظ بأصالة قيم المجتمع العماني ودينه وثقافته، وأنّ نقول للعالم إنّ هناك مشتركًا إنسانيًا يمكننا البناء عليه وهو أكبر بكثير من نقاط الاختلاف بين البشر.

إن معرض رسالة الإسلام امتداد للقوة الناعمة التي تتمتع بها السلطنة، جنبا إلى جنب مع دبلوماسية السلام، والتي ترسخ الأسس المعتدلة والحكيمة للسياسة الخارجية للبلاد، والمستلهمة من الفكر النير لجلالة السلطان المعظم، وتترجم بصورة حقيقية طبائع الشخصية العمانية المحبة للسلام العاشقة للتسامح مع الآخر.

تعليق عبر الفيس بوك