حمود الحاتمي
يتعاهد شاب وفتاة بعد زواجهما على تكوين أسرة يتشاركان في رعايتها، وتكون لهفتهما عارمة مع أوَّل طفل فيحظى بالدلال من ملبس ومأكل حتى تتدخل العاملة في التربية بحُجة كثرة الأعباء العملية للأم فلا بأس أن تسند أدوار وتتصاعد هذه الأدوار حتى تشمل كل الأسرة.
ويأتي طفل آخر وثالث ....إلخ وأدوار العاملة تتصاعد رويدا رويدا .
وفي سن المدرسة تبحث الأم عن روضة أو مدرسة خاصة تأخذ دور التعليم في الصباح وفي المساء دور ولي الأمر.
وبعد أن يكمل الطفل الحلقة الأولى من التعليم تبحث عن المُعلمين الذين يعطون الدروس الخصوصية أو تتكفل المدارس الخاصة بهذا الدور تحت مسمى دورات تطوير القدرات.
في ذلك المشهد يكون دور الأب غائباً إلا ما ندر في توفير المستلزمات وقضاء وقت قصير في رحلة عائلية وإلا فإنّ العذر هو كثرة الشغل.
أيها الآباء ...أيتها الأمهات الأبناء مسؤولية وأمانة استودعها الله لديكم مصداقاً لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".
الأبناء فلذات أكبادنا وهم بحاجة إلينا.. بحاجة إلى أيادينا الحانية ومشاعرنا التي تحسسهم بوجودنا معهم.
مديرة مدرسة خاصة كانت تستقبل الطلاب وتقوم بتسجيلهم في المدرسة أتتها أم وللأسف هي تربوية أتتها بطلب غريب قالت لها: بعد الانتهاء من اليوم الدراسي أريد أن تذاكروا لابني وحل الواجبات أريد العودة من عملي ولا أصدع رأسي بالمذاكرة لابني وخذوا من الرسوم ما شئتم، فاعتذرت منها المُديرة عن تلبية هذه الخدمة وقالت : إنَّ تربية الأطفال وتعليمهم مسؤولية مشتركة بين البيت والمدرسة وهناك أدوار متبادلة بينهما.
أيها الآباء: إنّ الواجبات المنزلية التي تعطى للطفل هي بمثابة تأكيد مهارة أو معرفة أو سلوك تم اكتسابه في المدرسة ويظهر على شكل نشاط ورقي أو مشروع لا يتعدى تنفيذه عشر دقائق ويكون دور الوالدين المُتابعة والتوجيه، أما التنفيذ فسيكون على التلميذ نفسه .
وقوف الوالدين مع الأبناء أثناء تأدية الواجبات المنزلية يحقق أهدافاً عدة منها: إحساس الطالب بالطمأنينة والسكينة في كنف حضن حنون، ويد حانية، ويدفعه ذلك إلى الاستمتاع بأداء الواجب المنزلي وإظهار قدراته أمام والديه، وهنا يأتي دور التشجيع والتعزيز منهما نحو الطفل.
كذلك من الأهداف أيضًا استشعار الطفل بالمسؤولية نحو نفسه وهنا سيظهر الاعتماد على النفس.