خبراء ناقشوا المخاطر في الأغذية الجافة

"البلديات الإقليمية" تواصل حلقات أسبوع سلامة الغذاء

 

 

مسقط - الرؤية

نظمت وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه أمس بفندق جراند هرمز حلقة عمل "تقييم المخاطر والتتبع الغذائي في الأغذية الجافة" ضمن فعاليات أسبوع سلامة الغذاء الذي تنظمه الوزارة بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس والجهات المعنية الأخرى خلال الفترة من 9-13 أبريل.

ركزت حلقة العمل على المفاهيم العامة للمخاطر التي تهدد سلامة الأغذية الجافة وطرق تشخيصها وأسس تقييم المخاطر والتشريعات المنظمة لإدارتها، كما تناولت أيضا ظروف التداول والتخزين على سلامة الأغذية الجافة والتقنيات الحديثة وفعاليتها في التقليل من المخاطر الميكروبية والكيميائية التي تهدد سلامة الأغذية الجافة.

اشتملت الحلقة على جلستين الأولى بعنوان مخاطر المبيدات الحشرية والسموم الميكروبية في الأغذية أما الجلسة الثانية فقد جاءت بعنوان مخاطر الطفيليات والبكتيريا في الأغذية وتقييم المخاطر.

وتضمنت الجلسة الأولى مجموعة من أوراق العمل بدأت بورقة "ملوثات الآرز وطرق الكشف عنها" قدمها الأستاذ الدكتور سيف البحري من جامعة السلطان قابوس، وأشار فيها إلى أن الأرز غذاء حيوي لنصف سكان العالم، وهو الأكثر استهلاكا على نطاق واسع، إلا أنه يتعرض لملوثات مختلفة من الزراعة والطحن والتخزين والتغليف والتصدير وأثناء إعداد الطعام، ويمكن أن تشمل الملوثات السموم الميكروبية، والتلوث ببراز القوارض، والمواد الكيميائية المستخدمة بالتغليف، والمعادن الثقيلة والمبيدات الحشرية المستخدمة لمكافحة الآفات الزراعية، ويمكن استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة للكشف عن ملوثات الآرز لحماية المستهلكين.

فيما ناقشت ورقة العمل الثانية للجلسة الأولى والتي قدمها الدكتور مصطفى والي من جامعة السلطان قابوس "استخدام المبيدات الحشرية وعلاقتها بالإصابة بالسرطان" وأشار فيها إلى أنّ المبيدات تستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، وهناك أدلة متزايدة على أن تعرض البشر لمبيدات الآفات مرتبط بزيادة الإصابة بالسرطان، وكثيرا ما أثبتت الدراسات الصحية الزراعية وجود علاقة إيجابية بين التعرض المهني لمبيدات الآفات وأنواع السرطان المختلفة، إلا أن البيانات المتعلقة بالتعرضات غير المهنية نادرة لاستخلاص أي استنتاج، وفي السلطنة ازداد تواتر تشخيص السرطان بشكل كبير بين السكان البالغين، ولا توجد دراسات تتناول تأثير مبيدات الآفات أو بقاياها على تطور السرطان بين البالغين العمانيين.

وتطرقت ورقة العمل أيضا إلى مناقشة علاقة التعرض لمبيدات الآفات مع العديد من المواقع السرطانية في المناطق ذات الاستخدام العالي للمبيدات مقابل المناطق ذات الاستخدام المنخفض للمبيدات، والتحقيق في الآليات المحتملة المسببة للسرطان والتي يمكن من خلالها أن يسبب التعرض للمبيدات في تطور السرطان.

وأوضح خلال ورقة العمل أن التعرض الطويل الأمد لمبيدات الآفات يحفز الإجهاد التأكسدي الخلوي، في جميع أنحاء الاستجابات بوساطة الأكسدة، والتعديلات الجينية (تغييرات مثيلة الحمض النووي ودورها التنظيمي في التعبير الجيني) مما يؤدي إلى تطور السرطان.

بعدها قدم الدكتور يوسف السويدي من الكلية التقنية العليا ورقة عن "حقائق ومعضلات السموم الميكروبية في منتجات الأغذية" ذكر خلالها أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة في تفشي الأمراض بسبب استهلاك المواد الغذائية الملوثة، وهي مشكلة متكررة في جميع أنحاء العالم, وتشكل الكائنات الدقيقة والفطريات أحد العوامل الهامة في تلوث الأطعمة .

وشهدت الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان "مخاطر الطفيليات والبكتيريا في الأغذية وتقييم المخاطر" استعراض مجموعة من الأوراق، فقدمت أم كلثوم بنت حمد الكندية من وزارة الزراعة والثروة السمكية ورقة حول "الطفيليات البحرية" وأوضحت أنّها تعد عنصرا طبيعيا من المحيط الحيوي، حيث تستوطن الأرض (اليابسة والمياه) وظهرت الطفيليات جنبا إلى جنب مع الكائنات الحية الحرة وتطورت معها ملايين السنين، ولعبت دورا في الانتقاء الطبيعي، ونقل المواد والطاقة، وزيادة التنوع البيولوجي.

وقدمت علياء بنت عبدالله الوائلية من وزارة الزراعة والثروة السمكية ورقة "دراسة مستوى الهيستامين والأحماض الأمينية الأخرى لسمك السنسول بالأسواق" و ذكرت خلالها أنّ التسمم بسمك السنسول (غالبا ما يسمى التسمم بالهستامين) يحدث بسبب ابتلاع أنواع معينة من الأسماك البحرية التي تحتوي على مستويات عالية من الهيستامين وربما الأمينات الحيوية الأخرى، وتشمل أنواع الأسماك المعنية سمك التونة، الذي يمثل 8 في المائة (8%) من الأسماك المتداولة عالميا، وهذه الأنواع من الأسماك تحتوي على مستويات عالية من الهستيدين الحر في أنسجتها وعندما تكون الظروف مواتية للبكتيريا تتكاثر في الأسماك، على سبيل المثال، عندما تتعرض الأسماك لدرجات حرارة غير مناسبة أثناء و / أو بعد الصيد، يؤدي نزع الكربوكسيل الجرثومي من الهستيدين إلى تشكيل الهستامين، ويمكن للأمينات الحيوية الأخرى التي يتم إنتاجها خلال النمو البكتيري في الأسماك أن تقوم بتحفيز تأثير الهستامين، كما يمكن أن تختلف شدة الأعراض، اعتمادا على كمية الهستامين والأمينات الحيوية الأخرى المتناولة وحساسية الفرد لأمينات حيوية محددة، وفي بعض أنحاء العالم يمثل التسمم بسمك السنسول أكبر نسبة من حالات الأمراض التي تنقلها الأسماك.

وقدّم الأستاذ الدكتور محمد شفور رحمن من جامعة السلطان قابوس ورقة بعنوان "تقييم المخاطر والتحكّم بها في الأغذية الجافة" أوضح فيها المفهوم العام لتحليل المخاطر فيما يتعلق بالأغذية، بينما ركز الجزء الثاني على تحليل المخاطر للمنتجات المجففة، وسلط الضوء على المخاطر المتعلقة بالمنتجات المجففة مثل بقايا الميكروبات والمواد المضافة والحافظة ومبيدات الآفات والمعادن الثقيلة والمضادات الحيوية والمخدرات.

تعليق عبر الفيس بوك