الحارثي: نعوّل على الأقمار الصناعية في توفير خدمات الاتصالات بالمناطق النائية

حمد: اعتماد متزايد على الأقمار الصناعية في نقل البيانات وخدمات الإنترنت

الرؤية - نجلاء عبد العال

تصوير/  راشد الكندي

انطلقت أمس اجتماعات مجلس إدارة المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عرب سات) التي تستضيف السلطنة أعمالها على مدى يومين، وتسبق اجتماع الجمعية العمومية بحضور أصحاب المعالي وزراء الاتصالات العرب وأصحاب السعادة ورؤساء الوفود العربية المشاركة، وسيعقد غدا الخميس برئاسة معالي الدكتور أحمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات، حيث يضم مجلس إدارة المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عرب سات) 9 دول وهي السلطنة والمملكة العربية السعودية ودولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر وليبيا والسوادن والجزائر وجيبوتي.

وعلى هامش اجتماعات مجلس الإدارة، قال سعادة سعيد بن حمدون الحارثي وكيل وزارة النقل والاتصالات للموانئ والشؤون البحرية إنَّ جدول أعمال الاجتماع يتضمن عدة مواضيع منها مناقشة الحساب الختامي للمؤسسة لعام 2016م، إضافة إلى مناقشة تقارير فريق الحوكمة، ولجنة المراجعة واللجنة التوجيهية، وذلك تمهيدا لرفع هذه التقارير إلى اجتماع الجمعية العمومية لأصحاب المعالي الوزراء وزراء الاتصالات يوم غد -الخميس، وأشار إلى أنَّ استخدامات الأقمار الصناعية واسعة ويعول عليها في تقوية الاتصالات خاصة في المناطق النائية والتي يصعب مد شبكات الاتصالات إليها.

وأكد الدكتور يحيى عبد الله محمد حمد مدير عام الهيئة القومية للاتصالات بجمهورية السودان، أهمية الخدمات التي تقدمها شركة عرب سات التابعة لجامعة الدول العربية خاصة في مجال الاتصالات، مشيرا إلى أنَّ السودان من أكثر الدول العربية استخداما لخدمات عرب سات، وخاصة في توصيل الخدمات إلى المناطق الطرفية والحدود، خاصة وأن الأقمار الصناعية أصبح يعتمد عليها ليس فقط في تقديم خدمات الاتصالات الصوتية ولكن أيضا في نقل البيانات وخدمات الإنترنت، موضحا أن الغرض من الاجتماعات الوقوف على أداء الشركة خلال العام الماضي ومتابعة خطط تحسين الأداء المستمر.

وتناول اجتماع مجلس الإدارة عددا من الموضوعات المهمة والمتمثلة في عرض تقرير مجلس الإدارة السنوي واختيار أعضاء جدد لمجلس الإدارة والمصادقة على الحساب الختامي للمؤسسة في عام 2016، بالإضافة للتصديق على مشروع جدول الاجتماع ومتابعة جدول تنفيذ قرارات الدورة السابقة.

وألقى معالي عادل الطريف وزير الثقافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية الرئيس السابق للجمعية كلمة نقل خلالها رئاسة الدورة إلى السلطنة.

وتأسست عرب سات في 1976م من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية والبالغ عددها آنذاك21 دولة، لتظل عرب سات تعمل على تلبية احتياجات العالم العربي لفترة تزيد على 40 عاماً، من مقرها الرئيسي في الرياض بالمملكة العربية السعودية ومحطتين أرضيتين للتحكم بالأقمار بالرياض وتونس.

وتُعد عرب سات واحدة من الشركات الرائدة في تشغيل الأقمار الصناعية في العالم، وهي الرائدة كذلك في تقديم خدمات الأقمار الصناعية في العالم العربي، حيث إنها تحمل ما يزيد على 500 قناة تليفزيونية و 200 محطة إذاعية وشبكات التلفزيون المدفوع ومجموعة واسعة من قنوات عالية الوضوح HD. وتصل إلى عشرات الملايين من المنازل في أكثر من 100 دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا وأروبا ووسط آسيا، ويتابعها ما يزيد على 170 مليون مشاهد في 21 دولة عربية.

وتشغل عرب سات أسطولا يتمتع بأحدث ما توصلت إليه التقنية على الدرجة 20 شرقاً و 26 شرقاً و30.5 شرقاً و39 شرقاً و44.5 شرقاً في مدار ثابت حول الأرض، كما تعتبر عرب سات المشغل الوحيد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي يقدم طيفاً كاملاً من الخدمات الإذاعية والتلفزيونية، الاتصالات، وخدمات النطاق العريض. وستزداد هذه القدرة الاستيعابية للمؤسسة بشكل كبير مع إطلاق الجيل السادس من برنامج عرب سات للأقمار الصناعية والتي ستتيح لعرب سات امتلاك أحدث أسطول في المنطقة بقدرة استيعابية أكبر تمتاز بالمرونة والموثوقية.

 وتحافظ (عرب سات) على شراكات إستراتيجية مع معظم شركات الأقمار الصناعية الرائدة في العالم، وشركات القيمة المضافة،  كما استحوذت عرب سات على هيلاسات واحدة من المجموعات الرائدة في قطاع الاتصالات الفضائية في جنوب شرق أوروبا. تخول هذه الشراكات وعمليات الاستحواذ عرب سات على الوصول إلى حقوق مواقع مدارية وترددات جديدة، ولتغطيات أوسع مما يتيح للعملاء تقديم المحتوى والحلول الفنية للمشاهدين من الأفراد أو شركائهم حول العالم.

وفي عام 2004 قام الجهاز التنفيذي في عرب سات بإعادة هيكلة المؤسسة ورسم خططها الاستراتيجية والتسويقية قصيرة وطويلة الأمد، وقد وضع نصب عينيه عدة أهداف لتطوير عرب سات وضمان استقلاليتها، ومن أهم هذه الأهداف: العمل على أسس تجارية بحتة لتتمكن المؤسسة من المنافسة في سوق البث والاتصالات الفضائية التي شهدت وما زالت تشهد منافسة قوية من مشغلين إقليميين وعالميين والاستمرار والبقاء فيها دائماً للأفضل. والاستقلالية التامة للمؤسسة وعدم الاعتماد على الأقمار المؤجرة من مشغلين آخرين. وبناء أسطول فضائي مُتكامل لتقديم كافة خدمات البث التلفزيوني والاتصالات الفضائية على أفضل المعايير والمواصفات الدولية، وما يتلاءم مع تغطية عرب سات الجغرافية وحسب مواقعها المدارية، وذلك لتلبية الطلب المتزايد على هذه الخدمات. وبناء احتياطي كامل في المدار في حال الأعطال التقنية لا سمح الله، وذلك لضمان استمرارية الخدمة لعملائنا وعدم توقفها تحت أيّ ظرف كان. والتوسع إقليميا وعالميا والبحث عن أسواق وشراكات جديدة لتنويع إيرادات المؤسسة والريادة إقليميا والوصول إلى العالمية.

وفي عام 2006م، بدأت عرب سات إطلاق الأقمار بمعدل قمر كل عام حتى عام 2011م، الذي شهد إطلاق آخر أقمار الجيل الخامس، على أن تبدأ إطلاق 4 من أقمار الجيل السادس ابتداء من منتصف العام الجاري، وبذلك حققت معظم أهداف خططها الاستراتيجية.

وقد تحقق لعرب سات منذ ذلك الحين، بناء أسطول متكامل من الأقمار الحديثة (7 أقمار تصبح 10 نهاية العام المقبل) والتي تعد الأحدث في المنطقة مما ضمن للمؤسسة الاستقلالية التامة والاستغناء وعدم الاعتماد على الآخرين.

وقد بلغت استثمارات عرب سات في بناء أسطولها الفضائي وتحديث محطاتها الأرضية في الرياض وتونس إلى اليوم أكثر من ملياري دولار ومن المتوقع أن تصل الى أكثر من ثلاثة مليارات دولار مع الانتهاء من أقمار الجيل السادس. كما توفر لعرب سات احتياطي جاهز في المدار لضمان استمرارية الخدمة، وهو ما تنفرد به عرب سات عن غيرها من المشغلين الإقليميين والعالميين في المنطقة. وعملت منذ ذلك الوقت على أسس تجارية بحتة، وبرغم المنافسة فقد  تمكنت من أخذ موقعها المتميز في السوق الفضائية.

وافتتحت عرب سات مكاتب إقليمية في دبي والقاهرة وباريس وتمثيل لمندوبي المبيعات يغطي القارة الأفريقية، كما يقوم مكتب باريس بتغطية أوروبا والأمريكتين. وأقامت المؤسسة شراكات استراتيجية مع المدن الإعلامية في دبي والأردن ومصر ومع اتحاد إذاعات الدول العربية، كما قامت ببناء منصات بث فضائي في معظم الدول العربية وعدد من الدول الأوروبية، وكذلك شراكات استراتيجية مع عدد من أكبر مقدمي خدمة البث التلفزيوني والاتصالات في أوروبا وأمريكا الشمالية.

ولتعزيز لموقعها المداري الحصري للبث التلفزيوني 26 درجة شرقا وجعله الوجهة الأفضل للمشاهد العربي، عقدت عرب سات اتفاقية مع مشغل الأقمار الصناعي شركة "سهيل سات" للبث من موقع عرب سات 26 درجة شرقاً. ووقعت اتفاقية مع مجموعة MBC لتبدأ ببث قنواتها حصريا على عرب سات.

واستحوذت عرب سات على مشغل الأقمار الأوروبي هيلاس سات تعزيزاً لمواقعها المدارية والتوسع في القارة الأوروبية شرقا وغربا وخدمة عملائها وتمكينهم من الوصول إلى خيارات أفضل بمختلف أنواع الخدمات الفضائية. وتضاعفت إيرادات عرب سات التشغيلية لتُحافظ على معدل نمو سنوي في الإيرادات تجاوز 18%  خلال الثلاث سنوات الماضية رغم الأزمة الاقتصادية التي مرَّ وما يزال يمر بها العالم.

وتمَّ تصنيف عرب سات كأفضل مشغل إقليمي في العالم من قبل المُنظمات المتخصصة في تقييم مشغلي الأقمار الصناعية، كما حصلت على المركز (السادس) ضمن أكبر مشغلي الأقمار في العالم، وتطمح المؤسسة في أن تكون ضمن الخمسة الأوائل عالميا خلال السنوات القليلة القادمة بإذن الله. ولم يكن كل ذلك ممكناً لولا دعم وثقة العملاء من مُقدمي خدمات البث والاتصالات الفضائية في المقام الأول ثمَّ من مجلس إدارة المؤسسة وجمعيتها العمومية الممثلة بوزراء الاتصالات العرب. وكذلك نخبة من الشباب العرب هم مهندسو وإداريو عرب سات الذين يشاركون في التخطيط وتصميم الأقمار الصناعية وتسويقها وتقديم أفضل الخدمات لعملاء عرب سات.