الإرهاب الأسود

 

بينما يحتفل أقباط مصر بأعيادهم، وتزدحم بهم الكنائس يرتكب الإرهاب الأسود جريمتين أفزعت كل منهما العالم، وأبكت ملايين المصريين والعرب الذين تابعوا لقطات مصورة لجُثث الضحايا الأبرياء ومنهم أطفال ونساء وهي ممزقة وكانت قبل لحظات تتبادل التهاني بالعيد وتتمتم بترانيم الصلاة.. أكثر من 43 ضحية و119 مصاباً- وفق أقل التقديرات- في جريمتين سارع تنظييم داعش الإرهابي بإعلان مسؤوليته عنهما.

بينما كانت مشاهد توافد الآلاف من المسلمين قبل المسيحيين على المستشفيات للتبرع بالدم لإنقاذ المصابين خير ردٍ على جرائم الإرهاب الأسود وخسته، كذلك اختلط في الجريمة الثانية أمام الكاتدرائية المرقصية بالإسكندرية الدم المسيحي مع الدم المسلم فقد كان أغلب ضحايا الهجوم الانتحاري من المُسلمين، وذلك بعد مرور وقت قصير على وقوع جريمة كنيسة طنطا الإرهابية الغادرة التي فجر فيها الإرهابي جسده وسط أجساد المسيحيين داخل كنيستهم وقت الصلاة، وكان الإرهابي الثاني في طريقه للدخول إلى الكاتدرائية  بالإسكندرية حيث يتواجد البابا تواضروس بين جموع المصلين، إلا أنَّ العناية الإلهية أنقذت المئات بعد أن فجر الإرهابي حزامه الناسف على الباب .

لا أحد يُمكنه الآن معرفة تداعيات هذه الجرائم الإرهابية المروعة خلال الفترة القادمة، خاصة وأنّ المُجرم يدرك جيداً الآثار السلبية لهذا القتل الجماعي، خاصة والدولة المصرية تخوض صراعاً دامياً شرساً مع فلول الإرهاب الأسود في شمال سيناء وأماكن أخرى،عليها الآن مواجهة أخطار محتملة جديدة جراء هذه الهجمات النوعية، ولهذا قرَّر الرئيس المصري الدفع بعناصر من الجيش لمُعاونة الشرطة في تأمين بعض المنشآت الحيوية وبث الشعور بالطمأنينة في نفوس المواطنين.

ليس هناك سوى إعلان الإدانة الشديدة لتلك الجرائم، وبقلوب تعتصر ألماً نُقدم التعازي والتضامن مع  عائلات الضحايا، والحكومة المصرية، والدعاء للمصابين بالشفاء العاجل والدعوة إلى تكاتف الجهود العربية والدولية من أجل مواجهة هذا الإرهاب الغادر وتقديم مرتكبي هذه الجرائم المشينة ومنظميها ومموليها إلى العدالة.

إنَّ هذا الإرهاب الغاشم الجبان آن له أن يزول من منطقتنا، وذلك عبر القضاء على منابعه وقطع الطريق على كل من تسول له نفسه دعم هؤلاء الأوغاد قتلة الأبرياء، بجانب تضافر الجهود لنشر الوسطية والاعتدال وعدم الغلو في القول أو الفعل.

تعليق عبر الفيس بوك