ردود الفعل أكثر غرابة من الفعل نفسه

تأييد "القرار الشجاع" يجمع دولا عربية مع إسرائيل في سلة واحدة تقريبا

 

 

 

 

 

 

  • كوريا الشمالية تستغل الموقف لتأكيد صحة موقفها من حتمية تطوير أسلحة نووية 
  •  7 دول من أمريكا اللاتينية تدعو إلى حل للصراع تدعمه الأمم المتحدة

 

 

عواصم - الوكالات

اعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الهجوم الأمريكي على القاعدة الجوية السورية عدوانا على دولة ذات سيادة، وانتهاكاً للقانون الدولي، كما أدانت إيران الهجوم الأمريكي. وأعلنت موسكو تعليق إتفاق مع القوات الأمريكية يهدف إلى تلافي الحوادث الجوية في الأجواء السورية. وقالت كوريا الشمالية أمس إن الضربات الصاروخية الأمريكية على قاعدة جوية سورية أمس "عمل عدواني لا يغتفر" يظهر أن قرارها تطوير أسلحة نووية هو "الخيار الصحيح مليون مرة".

ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية رد وزارة الخارجية بكوريا الشمالية وهو أول رد فعل يصدر عن الشمال منذ أن أطلقت مدمرتان أمريكيتان بالبحر المتوسط عشرات الصواريخ على قاعدة جوية سورية تقول وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن هجوما كيماوياً انطلق منها الأسبوع الماضي.

بينما على الجانب العربي، أعلنت كل من السعودية وقطر والكويت والإمارات والبحرين تأييدها للضربة العسكرية، مشيدة بما وصفته بـ«القرار الشجاع» للرئيس الأمريكي. وحمّل مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية «النظام السوري مسؤولية تعرّض سوريا لهذه العمليات العسكرية».

وكانت السعودية أول دولة عربية تعلن عن تأييدها الكامل للعدوان العسكري الأمريكي على سوريا. وهنأ الملك سلمان بن عبد العزيز، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على "قراره الشجاع الذي يصب في مصلحة المنطقة والعالم"، بحسب وكالة الأنباء السعودية. كما جرى خلال اتصال هاتفي بين الجانبين بحث العلاقات الثنائية المميزة بين البلدين الصديقين واستعراض الأوضاع في المنطقة والعالم.

ودعت وزارة الخارجية القطرية إلى «وقف جرائم النظام وتقديم مرتكبي هذه الجرائم للعدالة الدولية... وتشكيل حكومة انتقالية تضمن الحفاظ على وحدة سوريا ومؤسساتها». كذلك دعت الكويت إلى إلزام كافة الأطراف وحملهم على التجاوب مع المساعي الدولية للوصول إلى الحل السياسي. ورحّب «الائتلاف السوري» المعارض بالهجمات، ودعا إلى تنفيذ المزيد منها. وقال رئيس وفد «الهيئة العليا» المعارضة إلى محادثات جنيف، نصر الحريري، إن الإدارة الأميركية في حال تابعت تلك الضربات "تكون قد بدأت بداية صحيحة في محاربة الإرهاب".

ولم تختلف نبرة الدول العرب المؤيدة كثيرا عن التصريحات الإسرائيلية، فقد قال رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن الرئيس ترامب وجه رسالة قوية، وتمنى أن يكون لها صدى في طهران. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يقف بشكل كامل وراء قرار إطلاق أكثر من 50 صاروخ كروز على القاعدة الجوية السورية. وأضاف في بيان "بالقول والفعل على حد سواء بعث الرئيس ترامب رسالة قوية وواضحة اليوم مفادها أنه لا تهاون مع استخدام وانتشار الأسلحة الكيماوية."

وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي الغارات الأميركية، مشيراً إلى أن اتخاذ أيّ خطوات عسكرية أحادية الجانب، يؤدي إلى نتائج خطيرة ومدمرة وينتهك المواثيق الدولية.

أما لهجة حزب الله في لبنان فجاءت ذات نبرة أعلى، إذ رأى الحزب في بيان أنّ «العدوان الأميركي السافر على السيادة السورية جريمة جديدة... وإصرار من الإدارة الأميركية على المضيّ في المسار العدواني المستمر الذي تسلكه الولايات المتحدة الأميركية في مواجهة أمتنا، خدمةً للكيان الصهيوني وتحقيقاً لأطماعه في المنطقة. وأضاف أن هذه الخطوة الحمقاء التي قامت بها إدارة ترامب ستكون فاتحة توتر كبير وخطير على مستوى المنطقة، وستزيد من تعقيد الأوضاع على مستوى العالم.

وفي أنقرة، كان لصدى الصواريخ وقع آخر. بدا الرئيس رجب طيب أردوغان كالمنتشي من الضربة، معيداً تصريحاته إلى الحقبة الأولى من الحرب السورية، إذ رأى أن الضربات «غير كافية»، مشدداً على ضرورة القيام بإجراءات أخرى. ودعت أنقرة إلى «إقامة منطقة حظر جوي» فوق سوريا. ووصف أردوغان الضربة الأمريكية على قاعدة الشعيرات بأنها رد إيجابي على "جريمة حرب"، وأنها "خطوة مهمة لضمان حماية المدنيين من الهجمات بالأسلحة الكيمياوية والأسلحة التقليدية، ومعاقبة الضالعين فيها".

وقال رئيس وزراء كندا جاستن ترودو أمس إن بلاده تؤيد تماما الضربات الجوية الأمريكية في سوريا وتدين كل أشكال استخدام أسلحة كيماوية وستواصل دعم الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة في سوريا. وقال ترودو للبرلمان إن "كندا تدعم تماما التحرك المحدود والمركز الذي قامت به الولايات المتحدة لتقليل قدرات نظام الأسد على شن مثل هذه الهجمات."

وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة إن الضربة الأمريكية على قاعدة جوية في سوريا كانت ضرورية لردع الرئيس بشار الأسد عن تحقيق هدفه الذي قال إنه يتمثل في "إبادة كل من يقاومه". وبالتوازي، أشار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى دعم حكومتيهما للهجمات الأميركية. وأوضح بيان مشترك لهما أن «الرئيس السوري بشار الأسد هو الذي يتحمّل وحده مسؤولية هذا التطور».

وقال وزير الخارجية الألماني، سيغمار غابريال، إنه "يتفهم" الغارة الضربة الأمريكية على مواقع عسكرية لنظام الرئيس، بشار الأسد، لأنها رد على "جريمة حرب بشعة".

أما وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، فقال إن بلاده أخطرت بالضربة الجوية الأمريكية في سوريا، وإنه "يدعم ما قامت به الولايات المتحدة".

وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمس إنه ألغى زيارة لموسكو كانت مقررة في العاشر من أبريل وذلك بعد التطورات في سوريا حيث وقع هجوم بغاز سام في منطقة خاضعة للمعارضة المسلحة مما دفع الولايات المتحدة لشن ضربات صاروخية. وأضاف جونسون في بيان "التطورات في سوريا غيرت الموقف تماما."

وعبر رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، عن دعمه للضربة العسكرية الأمريكية في سوريا، ولحرص "الولايات المتحدة على منع انتشار الأسلحة الكيمياوية واستعمالها". أما الصين فدعت "جميع الأطراف إلى الحيلولة دون تفاقم الأوضاع في سوريا" بعد الغارة الجوية الأمريكية.

وقالت الحكومة الهولندية في بيان إن "الولايات المتحدة أرسلت إشارة واضحة بأن استخدام الغاز السام غير مقبول". ووصفت أيضا الضربات الأمريكية بأنها رد "متناسب".

وفي بروكسل قال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي في تغريدة على تويتر إن "الضربات الأمريكية تظهر التصميم الذي نحتاجه ضد الهجمات الكيماوية الهمجية. الاتحاد الأوروبي سيعمل مع الولايات المتحدة لوضع حد للوحشية في سوريا."

وقال رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم ترنبول إن الضربات بعثت "رسالة في غاية الأهمية" بأن العالم لن يتسامح مع استخدام الأسلحة الكيماوية.  

وأبدت إيطاليا تأييدها للضربات الصاروخية الأمريكية وقالت إنها رد مناسب يردع الأسد عن استخدام الأسلحة الكيماوية. وقال وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو في بيان "تتفهم إيطاليا أسباب التحرك العسكري الأمريكي". وقال متحدث باسم الحكومة البولندية إن الولايات المتحدة ضامن للسلام العالمي وإن هناك أوقاتا لا بد فيها من الرد.

وأشاد سوريون أمريكيون بهجوم صاروخي أمريكي على قاعدة جوية سورية بوصفها ضربة من أجل حقوق الإنسان لكنهم قالوا إنهم قلقون من دوافع الرئيس دونالد ترامب وما سيحدث من تداعيات. ورحب كثير ممن أغضبتهم مساعي ترامب لحظر دخول السوريين ضمن زائرين من عدة دول إسلامية بما اعتبروه دوره الجديد كمنتقم للمدنيين الذين قتلوا في هجوم بأسلحة كيماوية في سوريا.

غير أن عددا من الدول عبرت عن تحفظاتها بشأن القرار الأمريكي بشن هجمات من دون تفويض من مجلس الأمن الدولي.

وعبَّر العراق عن "القلق لخطورة التصعيد في الصراع الجاري على الأراضي السورية دون الاتفاق على خطة شاملة لإنهائه". وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال في بيان إن "التدخلات والإجراءات المستعجلة قد تؤثر سلباً على الجهود المبذولة لمواجهة الإرهاب."

وأدانت إندونيسيا، التي تضم أكبر عدد من المسلمين في العالم، بقوة استخدام أسلحة كيماوية في سوريا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإندونيسية أرماناتا ناصر في رسالة نصية "في الوقت ذاته، تشعر إندونيسيا بالقلق إزاء التحركات الأحادية من جانب أي طرف بما في ذلك استخدام صواريخ توماهوك ردًا على مأساة الهجوم بأسلحة كيماوية في سوريا."

وعبرت 7 دول من أمريكا اللاتينية عن قلقها من تصاعد العنف في سوريا "وأدانت بقوة الاستخدام غير الآدمي للأسلحة الكيماوية في هذا البلد ضد المدنيين خاصة الأطفال". وفي بيان مشترك أصدرته وزارة خارجية المكسيك حثت الأرجنتين وتشيلي وكولومبيا والمكسيك وباراجواي وبيرو وأوروجواي كل الأطراف المعنية وبينها الدول صاحبة التأثير في المنطقة بممارسة "أقصى درجات التعقل" في سوريا.

 

تعليق عبر الفيس بوك