محمد محسن: الغناء على مسرح دار الأوبرا السلطانية شرف لكل فنان عربي

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

أبْدَى الفنان المصري مُحمَّد مُحسن إعجابَه بدار الأوبرا السلطانية مسقط؛ باعتبارها صرحا حضاريا وثقافيا عريقا. وقال محسن -في حواره مع "الرُّؤية"- خلال استعداده للمشاركة في عرض "البُردة"، غدا، إنَّها المرة الأولى التي يزور فيها السلطنة ويقف على خشبة مسرح دار الأوبرا السلطانية. مؤكدا أنَّ الغناءَ في الدار علامة فارقة في مسيرته الفنية. مضيفا بأنَّ الغناء وَسْط الجمهور العُماني وعلى مسرح دار مثل الأوبرا السلطانية شرفٌ لكل فنان. وقال مُحسن إنَّه يتمنَّى العودة مرة أخرى للوقوف على خشبة الدار، وغناء أعمال عمالقة زمن الفن الجميل؛ أمثال الموسيقار سيد درويش وموسيقار الأجيال مُحمَّد عبدالوهاب.

وقد اختص الفنان مُحمَّد مُحسن "الرُّؤية" بالحوار التالي...

 

≤ الرُّؤية - شريف صلاح

 

 

≤ حقق ألبُومك الأوَّل "اللف في شوارعك" نجاحا كبيرا على المستويين الفني والجماهيري، كيف تقيِّم تجربتك وصولا لبداية المشوار؟

- تعلَّقت بالفنون منذ الطفولة؛ حيث كان أهلي يحبون الاستماع للمشايخ الكبار؛ مثل: محمد رفعت، ومصطفي إسماعيل، وعلي محمود...وغيرهم، ومن كثرة سماعي وحبي لهؤلاء المشايخ الثلاثة تحديدا طوال سنوات الطفولة كنت أقلدهم، واكتشفتُ فيما بعد أنَّ أذناي تربت تربية صحيحة بسبب الاستماع إلي هؤلاء العمالقة الذين لم يجود الزمان بمثل أصواتهم حتي الآن، كما أنَّ مخارج الحروف والنطق عندي أصبحت سليمة وصحيحة بسبب هؤلاء المشايخ، وهو ما شجعني على بدء المشوار.

 

 

≤ ومَنْ مِنَ المطربين كُنت حريصا علي سماعهم إضافة لشيوخ القرآن وتأثرت بهم في طفولتك؟

- لم أستمع إلي أيِّ مُطرب في حياتي حتي وصلت للجامعة ودخلتْ كلية الهندسة، وفي أحد الأيام كُنت أركب التاكسي واستمعت بالمصادفة إلي أغنية "والله تستاهل يا قلبي" للعظيم سيد درويش بصوت إيمان البحر درويش؛ فعشقت هذه الأغنية، ومن حُبِّي في الأغنية بحثتُ عنها حتي وجدتها بأصوات عدد كبير من المطربين منهم بالطبع سيد درويش، وسيد مكاوي، وزكريا أحمد، وإسماعيل شبانه، وحفظتها من "سيد مكاوي وسيد درويش" تحديدا، وعندما أقيمت مسابقة أصوات في كلية الهندسة تقدَّمت بهذه الأغنية، وحصلت على المركز الأول. وفي العام التالي حدث نفس الشيء، وتكرَّر نفس الأمر علي مستوى جامعات مصر، وطلب مني رئيس جامعة القاهرة بعد فوزي بالمركز الأول علي مستوى جامعات مصر الانضمام لكورال الجامعة، لكنَّ المايسترو المسؤول عن الفرقة لم يكن يُحبني، ولم يجعلني أغني مُنفردا "صولو"، وكان يسمح لأصوات أقل مني بالغناء، وبسبب هذا المايسترو أخرجت موضوعَ الغناء من ذهني، وتفرَّغت لدراستي في كلية الهندسة.

 

 

≤ وماذا عن ألبومك المقبل؟

- ألبومي المقبل سيغيِّر رأي الكثيرين عني، كله أغاني خاصة وألحان لملحنين لحنوا لكبار المغنيين، وسوف ترونه بشكل مُختلف كليًّا ويهتم بالكلمات والألحان لأنَّني لا أرغب في تقديم أي شيء سائد. فأنا أبحث عن العناصر المكتملة، شاعر حقيقي يكتب الشعر حينما أفرغ كلماته أجدها قد كونت قصيدة ذات معنى، وليس مجرد كلمات مثل: بحبك ووحشتيني، أجدها قصيدة متماسكة الأطراف متوازنة الكلمات من حيث الثقافة والمضمون.

 

≤ وهل من المتوقع أن نجد بعض الأعمال أو الأغاني السياسية في الألبوم المقبل؟

- لا تُوجد مرحلة سياسية تختلف عن مرحلة سياسية سابقة.. سأبقى أغنِّي للناس وللشعب، ولن أغني للسلطة، وسأقدِّم ما يُعبِّر عن الناس والواقع الذي نعيشه؛ فشعبيتي وحبي الناس لي ولفنِّي نابع من تجسيدي أو نجاحي في التعبير عمَّا يُؤمن به الشارع فقط؛ فالثورة هي التي منحتنا الأمل ومنحتنا الفرصة، والضمانة للاستمرار عندي هي حب الناس؛ لأنهم هم الذين سمعوا ما قدمته في البداية، وسأبقى معهم، ولن أخذلهم.

 

≤ وكيف بدأت قصة الحب التي جمعت بينك وبين الفنانة هبة مجدي وتكللت بالزواج مؤخرا؟

- قابلت هبة للمرة الأولى في مطار القاهرة عام 2012 عندما تمَّ ترشيحي لجائزة أفضل مطرب شاب بأحد مهرجانات الأردن، عن ألبومي الأول "اللف في شوارعك"، أتذكر أنها جلست إلى جوار المخرج شادي الفخراني، بينما كان يجلس والدها بجانبى، فتبادلتُ معه أطراف الحديث وحكيت له عن نفسي وهو أيضا، وبعد أنْ وصلنا الأردن كنت حريصا على أن أهديها ألبومي، ولم تكن هناك فرصة أن نلتقي مرة أخرى خلال المهرجان. وعلى الرغم من مرور أكثر من ثلاث سنوات على هذا اللقاء، إلا أن للقدر والقسمة والنصيب دورًا في أن يجمعونا مرة أخرى؛ حيث كُنت أجلس عند أحد أصدقائي أشاهد برنامج الإعلامي خيري رمضان، ووجدت أنَّ هبة التي لم أكن أعرف عن موهبتها في الغناء شيئاً، تشدو برائعة سيد درويش "أهو دا اللي صار"، فاستوقفتني كثيرا، وسارعت بالاتصال بيوسف إسماعيل مدير المسرح القومى؛ لأنه كان يبحث عن بطلة لمسرحية "ليلة من ألف ليلة"، وكانت المفاجأة أنه يشاهدها ومعجب بها جدًّا، فحدث اللقاء الثاني في اليوم التالي مباشرة بالمسرح القومى، ومنذ ذلك اليوم وأنا وهبة معا.

 

≤ لكن على الرغم من هذا، هل كان من السهل عليك الاختيار واتخاذ قرار الزواج بالفنانة هبة مجدي؟

- رغم أنَّ الصُّدفة لعبت دورا كبيرا في قصة حبنا، إلا أنَّ قرار الارتباط كان يعتمد على أسباب، فقبل أن أرتبط بهبة وأختارها لتكون زوجتي المستقبلية وأمًّا لأبنائى، كنت أحبها كفنانة لأن سمعتها في الوسط جيدة جدًّا، فعندما تتحدَّث عن الفنانات المحترمات اللاتي تحافظن على صورتهن أمام الجمهور تأتي هبة مجدي مُتصدرة للقائمة، كما أنَّ حرص هبة على اصطحاب والدها في السفر أكد لي أنها تنتمي لأسرة مصرية تحافظ على التقاليد والعادات.

وبالمناسبة، كلُّ ما سبق لا يعني أنني سأتدخل في اختياراتها الفنية؛ لأنَّني أثق في قناعاتها جيدا؛ لذلك أترك لها حرية القرار بالكامل رغم أنها تاخذ رأيي فيما تقدِّم.

تعليق عبر الفيس بوك