دعوا إلى تعظيم الاستفادة من المنفذ الحدودي في الترويج للقطاع السياحي

مسؤولون: المحطة الخدمية على طريق (عبري - الربع الخالي) تبشر بزيادة الحركة التجارية بين السلطنة والسعودية

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

عبري- ناصر العبري

أجمع مسؤولون ومواطنون على أنّ توقيع أوَّل اتفاقية انتفاع للمحطة الخدمية على طريق عبري- الربع الخالي، من شأنه أن يُساعد في تنشيط الحركة المرورية والتجارية على هذا الطريق الحيوي، مؤكدين أنَّ السلطنة قادرة على الاستفادة من هذا الطريق في زيادة التبادل التجاري ونمو الأنشطة السياحية.

وأبرمت المديرية العامة للإسكان لمُحافظة الظاهرة اتفاقية حق الانتفاع للأرض المخصصة لإقامة محطة مُتكاملة في طريق الربع الخالي الذي يربط سلطنة عُمان بالمملكة العربية السعودية، وذلك مع شركة أرض الكنوز الأهلية للاستثمار. ووقع الاتفاقية كل من المهندس الشيخ عبد الله بن طالب الهنائي مدير عام المديرية العامة للإسكان لمحافظة الظاهرة، بينما وقع عن شركة أرض الكنوز الأهلية للاستثمار حسين بن علي البلوشي، ومن المتوقع أن تحتوي المحطة الخدمية المتكاملة بطريق الربع الخالي على مسجد ومحطة تزود بالوقود، ومركز خدمة سريعة للمركبات، ومحل تسوق ومطاعم، إضافة إلى عيادة عامة تحتوي على مركز إسعاف وفندق وورشة صيانة مركبات خفيفة وثقيلة ومحلات تجارية متنوعة وحديقة عامة ومواقف عامة للسيارات والشاحنات، وأجهزة للصرف الآلي، وتبلغ المساحة الإجمالية للمحطة 90,000 (تسعين ألف متر مربع). ويبلغ إجمالي الاستثمار في البنية التحتية والعمران ما يقارب 3 ملايين ريال عُماني، وستبلغ مدة تنفيذ المشروع ما يقارب 390 يوماً.

اهتمام حكومي

وقال سعادة الشيخ الدكتور خلف بن سالم الإسحاقي والي عبري إنّ حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم- أيده الله- والحكومة الرشيدة يولون الاهتمام الكبير لهذا المنفذ الحدودي الذي يربط السلطنة والمملكة العربية السعودية، بهدف توفير مُختلف الخدمات. وأضاف أنَّ المحطة الخدمية المتكاملة ستحقق فوائد كبيرة على السلطنة والاقتصاد الوطني، علاوة على التأثيرات الإيجابية على سكان محافظة الظاهرة وولاية عبري بصفة خاصة، كون الولاية ستحتضن هذه المحطة وسوف تكون جسر العبور بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية. وأوضح أنّ من التأثيرات الإيجابية تنشيط الحركة التجارية في ولاية عبري، علاوة على المساهمة في تعزيز التبادل التجاري بين السلطنة والسعودية.

وتابع سعادته أنَّ هناك حركة تجارية نشطة بين البلدين، وأن الميزان التجاري للبلدين يجب دعمه بالطرق التي تسهم في زيادة التجارة المشتركة، سواء فيما يتعلق بالإنتاج السلعي أو الإنتاج الزراعي أو حتى في ما يتعلق بالإنتاج البحري. وزاد قائلا إنّ الطريق الجديد من شأنه أن يقلص الفارق الزمني ويقرب البعد الجغرافي بين السلطنة والسعودية، وخصوصاً فيما يتعلق بخدمة حجاج بيت الله الحرام من السلطنة إلى الديار المقدسة، مشيرًا إلى أن الطريق سيسهم في زيادة الحركة السياحية بين البلدين، في المواسم السياحية في كلا البلدين.

وأضاف سعادة والي عبري أنّ هذه المحطة سوف تفتح آفاقاً رحبة للحركة الاقتصادية في تلك المنطقة وسوف تنعش أيضا المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بما يُعزز من جهود إيجاد فرص عمل للباحثين عنها. وأوضح أن المنفذ سيقدم خدمات عدة سواء كانت سلعية أو لوجستية أو خدمات عامة للعابرين من خلال هذا المنفذ في الاتجاهين، معرباً عن أمله في أن يكون أحد أهم الروافد الاقتصادية بالسلطنة في ظل التوجه العام نحو تنويع مصادر الدخل.

مشاريع استثمارية

فيما قال سعادة المهندس علي بن محمد العلوي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية ينقل إنَّ مُحافظة الظاهرة مقبلة على مشاريع استثمارية كبيرة، إذا ما تم فتح طريق الربع الخالي الذي يربط السلطنة مع المملكة العربية السعودية، وبالتالي فإنَّ مثل هذه المشاريع موضع ترحيب وينبغي تقديم كل سبل الدعم لها. وأوضح أنّ هناك توجهاً نحو إنشاء منطقة اقتصادية بولاية عبري والتي سيكون لها مردود كبير على مُحافظة الظاهرة عامة.

وقال المهندس حمد بن خميس الحاتمي رئيس نادي عبري الرياضي إنّ مشروع طريق الربع الخالي حيوي جدًا، لما يمثله من أهمية باعتباره طريقاً دولياً يربط بين السلطنة والسعودية، وسيتطلب الطريق توفير العديد من الخدمات كونه يقطع أراضٍ صحراوية بعيدة عن المدن. وأوضح أنَّ إنشاء محطة الخدمات على الطريق يحمل أهمية بالغة في ظل الحاجة الماسة إليها للتزود بالوقود وصيانة المركبات وتوفير أماكن للراحة والطعام إضافة إلى دورها في توفير الإيواء لمن يحتاج إلى المبيت أثناء السفر. وأعرب الحاتمي عن أمله في أن يتم تنفيذ العديد من هذه المشاريع في هذه المنطقة، بما يعزز زيادة الحركة التجارية على هذا الطريق وكذلك يسهم التوسع العمراني، وأن يقوم الجانب السعودي بإنشاء مثل هذه المشاريع أيضًا خدمة لمُستخدمي الطريق.

وقال سنيدي بن حميد الشعيلي نائب رئيس المجلس البلدي بمُحافظة الظاهرة إنَّ المحطة المتكاملة على طريق الربع الخالي تُعد أوَّل استراحة مُتكاملة للمسافرين على طريق عبري- الربع الخالي، وسوف تُحاكي مراكز الخدمة الموجودة على الطرق السريعة في الدول المتقدمة. وأوضح أنَّ المحطة المتكاملة سوف تبرز الطابع المتميز لهذه المراكز التي تساعد المسافرين وتوفر لهم سبل الراحة عبر تقديم خدمات عالية الجودة.

وقال الشيخ بدر بن سالم  بن راشد البلوشي (من سكان الظاهرة) إنَّ ولاية عبري تُعد في الأصل معبرا للقوافل وموقعها يمثل ملتقى طرق بين السلطنة ودول الخليج العربي، كما أن طريق الربع الخالي الذي يربط السلطنة بالمملكة العربية السعودية سيكون رابطاً قوياً جداً ومميزًا فيما يتعلق بتعزيز الجوانب التجارية بين البلدين. وأوضح أنَّ هذه المنطقة القريبة من الطريق متوقع لها أن تشهد نهضة واسعة وزيادة في الخدمات المقدمة، خاصة بعد إنشاء المحطة الواحدة المتكاملة، حيث تتميز هذه المحطة بتكاملها وتوفيرها لكافة الخدمات التي يحتاج إليها المسافر سواء كان مسافرًا للحج أو العمرة أو لأيّ غرض آخر.

مقومات إستراتيجية

وقال المواطن عبيد بن محمد بن حمد اليعقوبي إنّ زيادة الاستثمارات من أفضل السبل نحو تحقيق التميز الاقتصادي، مشيرًا إلى أهمية الاستفادة مما تزخر به السلطنة من مقومات إستراتيجية متعددة، خاصة فيما يتعلق بتوافر الأراضي الشاسعة والتي يمكن استغلالها للاستثمار. وأضاف اليعقوبي أنّ مشروع المحطة المتكاملة يعد أحد أهم خطوات الاستثمار المُباشر في المنطقة، في ظل تمتع الطريق بالحيوية والأهمية الكبيرة بين البلدين.

وبيَّن أنَّ المشروع سيُعزز زيادة فرص العمل للشباب العُماني في المجالات السياحية والتجارية بين السلطنة والمملكة العربية السعودية، من خلال تقديم الخدمات اللوجستية لأهم طريق يربط بين البلدين ورفد محافظة الظاهرة بالعديد من المشاريع والاستثمارات. واعتبر اليعقوبي أنَّ من أبرز سمات المشروع أنَّه سيكون نموذجًا لمشاريع مُقبلة تشجع القطاع الخاص على تنفيذ مثل هذه المشاريع في الفترات المُقبلة.

وقال الدكتور نبهان بن سهيل المقرشي إنَّ مشروع المحطة المتكاملة الذي يُقام على طريق الربع الخالي الممتد بين السلطنة والمملكة العربية السعودية سيُقدم خدمات جليلة لمُستخدمي الطرق؛ إذ سيوفر المشروع كافة خدمات ووسائل الراحة والترفيه والخدمات العامة للسيارات، مع توفير مدخل لاستكشاف المعالم البرية وخوض مغامرات صحراوية عصرية نظراً لما تزخر به الصحراء العمانية من مفردات عديدة تجذب السياح.

وأعرب المقرشي عن أمله في أن يتوافر بالمشروع ساحات خارجية مفتوحة وصالات عامة على نمط المجلس التقليدي، بما يضمن توفير أجواء تبعث على الراحة والاسترخاء للضيوف مع فرصة تجربة العديد من المغامرات الصحراوية المُمتعة للصحراء العمانية الجميلة، وما تمثله من مصدر جيد للدخل، مع عزم الحكومة على تعزيز التنويع الاقتصادي عبر القطاع السياحي.

تعليق عبر الفيس بوك