أكد أنّ استثمارات القطاع تتجاوز 810 ملايين دولار وتوفر 3000 وظيفة

الشنفري: دول الخليج تواجه تحديات هائلة لتحقيق الأمن الغذائي.. والسلطنة تتميز بفرص استثمارية كبيرة

 

 

الرؤية - أحمد الجهوري

استضاف "مجلس الخنجي" صباح أمس المهندس صالح الشنفري الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة، بمشاركة عدد من الاقتصاديين ورجال الأعمال؛ حيث تم استعراض واقع الأمن الغذائي في السلطنة ودول الخليج عامة.

كشف الشنفري أن قيمة استثمارات القطاع الغذائي الحالية بالسلطنة تتجاوز 810 ملايين دولار، منها في الألبان 250 مليون دولار وفي الدواجن 250 مليون دولار وفي اللحوم الحمراء 100 مليون دولار وفي بيض التفقيس 160 مليون دولار، كما أنّ هناك مشروعا لجمع وتصنيع الحليب في حدود 100 مليون دولار وهناك مشاريع قيد الدراسة متعلقة بالأمصال البيطرية وفول الصويا، وجميع تلك المشاريع توفر أكثر من 3000 فرصة عمل.

واستهل الشنفري حديثه قائلا إن الدول الخليجية لا تنتج أكثر من 10 في المئة من احتياجاتها الغذائية، معتبرا ذلك من أبرز التحديات التي تواجه دول الخليج، وخاصة احتياجاتها من الأرز والقمح وغيرها، مما دفع ذلك كل دولة من دول الخليج إيجاد آلية معينة لها لمعالجة هذا الاختلال. وقال إن بعض الدول مثل السلطنة وضعت منظومة جيدة وبالتحديد في الاحتياط الغذائي، وبعض الدول عانت من هذا الأمر وقامت بتعاقدات خارجية والبعض منها قام بشراء أراضي في الخارج والاستثمار بها إلى أن أصبح الموضوع سياسيا أكثر مما هو اقتصادي. وأضاف الشنفري أن الصحافة الغربية تتابع الأمر عن كثب وتستعرض الخطوات التي تقوم بها بعض الدول العربية والخليجية خاصة في شراء الأراضي في قارة إفريقيا، موضحا أن بعض الدول التي استثمرت في الأرجنتين تعاني حاليا من كيفية استخراج منتجاتها واستثماراتها. وأوضح أن الدراسات أثبتت أن الاستثمار الخارجي وبالرغم من وجاهته وأهميته- إذا تم تنفيذه بطريقة سليمة- سيؤتي ثماره، لكن يبقى الاستثمار الداخلي في دول مجلس التعاون الخليجي هو الأكثر أمنا؛ حيث تستطيع هذه الدول أن تخطط وتنفذ دون صعوبات إجرائية. وتابع الشنفري أن هناك تجارب عديدة على أرض الواقع حققت نجاحا داخل السلطنة، ومنها دجاج الصفاء وهي الشركة التي تضاعف بها حجم الاستثمار، حيث باع بعض المستثمرين حصتهم بقيمة 100 مليون دولار بعدما استثمروا في البداية بقيمة 10 ملايين دولار. وأكد أن ذلك دليل واضح على أن الاستثمار في السلطنة من خلال هذه التجربة استثمار ناجح، لافتا إلى أن هذا النموذج ينطبق على المطاحن العمانية ومطاحن صلالة ومجموعة أطياب، وفي أكثر من شركة بالقطاع الغذائي في السلطنة والتي أصبحت نتائجها المالية قوية جدا وتساهم في رفد اقتصاد البلد بعوائد عديدة وتوفير فرص للوظائف.

ومضى الشنفري قائلا إنّ السلطنة تمتاز بفرص استثمارية جيدة جدا؛ حيث يوجد لدينا أرض ومناخ مناسب ولدينا ترامي الأطراف وتنوع في التضاريس وتنوع في البيئات والمناخات، كما لدينا تنوع في الخبرات والمهارات وأدوات تمويل متعددة ولدينا مساحات شاسعة نستطيع الاستفادة منها، وأغلب المشاريع التي تم التركيز عليها هي المشاريع التي لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه وهي ما نسميها بالمشاريع الذكية.

وأشار إلى أن البنوك كانت تصنف الاستثمار في قطاع الغذاء بأعلى درجات المخاطرة؛ حيث انصب تركيز هذه المؤسسات التمويلية على تمويل المشاريع العقارية والمشاريع الصناعية وتمويل المشاريع الزراعية والغذائية في آخر قوائم التمويل. وبين أن البنوك الآن تتسابق في عرض فرص التمويل لهذا القطاع، لافتا إلى أن بنك عمان العربي كان له سبق المبادرة في إزاحة خوف تمويل المشاريع الغذائية، وأسهم في تحويل دفة المفهوم العام وطريقة التفكير والتصنيف الخاصة بالاستثمار في الغذاء.

وأكد الشنفري أن المستثمرين من معظم دول العالم يأتون إلى السلطنة بصورة أسبوعية ويعقدون زيارات مع مستثمرين وممثلين لشركات عالمية وأصحاب صناديق استثمارية وأصحاب مشاريع تكنولوجية لوضع استثماراتهم في السلطنة.

وتطرق الشنفري إلى المشاريع الاستثمارية المستهدفة في اللحوم البيضاء واللحوم الحمراء ومشروعين في الألبان أحدهما في ولاية السنينة والآخر في محافظة ظفار. وفيما يتعلق بالأعلاف قال إن هناك مشروعا لتصنيع الأعلاف، وأنّه في حالة إتاحة المبادرة أو الفرصة الاستثمارية خارجيًا فمن الممكن الاستفادة منها واستغلالها.

تعليق عبر الفيس بوك