اختتام الحلقة النقاشية "منطقة الخليج العربي في ظل المتغيرات الإقليمية" بالنادي الثقافي

الطائي: السياسة الخارجية العمانية تتسم بالصراحة والشفافية مع مختلف القضايا.. وتحقيق الاستقرار منتهى غايات السلطنة

 

 

الرؤية- محمد قنات

اختتمت بالنادي الثقافي فعاليات الحلقة النقاشية حول "منطقة الخليج العربي في ظل المتغيرات الإقليمية" والتي نظمها النادي بالتعاون مع مركز دراسات الخليج بجامعة قطر بمقر النادي وركزت على 4 محاور شملت المتغيرات الاقتصادية وأثرها على منطقة الخليج العربي، والمتغيرات الإقليمية وآثارها التنموية الاجتماعية على منطقة الخليج العربي والمتغيرات السياسية وأثرها على التوازن الاستراتيجي في منطقة الخليج العربي، وتحديات العمل الثقافي في دول مجلس التعاون الخليجي.

في بداية الحلقة النقاشية والتي أدارها الإعلامي أحمد الهوتي وحضرها عدد من أصحاب السعادة والمهتمين في هذا الجانب تحدث الدكتور محمد بن مبارك العريمي عن واقع منطقة الخليج العربية في ظل المتغيرات الإقليمية، وركز في ورقته على المتغيرات المؤثرة على هذه الدول والتي قسمها إلى قسمين رئيسين أولها المتغيرات الإقليمية والدولية لمنطقة الخليج العربية في الوقت الراهن وهي المتغيرات ذات الصلة بالبيئة الإقليمية والدولية المحيطة بدول الخليج العربية، والتي تؤثر فيها بالضرورة بحكم ارتباط وتداخل المصالح والاهتمامات مستعرضا آثار ونتائج ما سُمي بالربيع العربي. والقسم الثاني وهو المتغيرات الداخلية لمنطقة الخليج العربية في ظل المتغيرات الإقليمية وأبرزها الأوضاع الاجتماعية ومنها مشكلات التعليم الجيد، والعمل والتوطين، والبنية الأساسية، والتطلعات الاجتماعية والتوجهات السياسية التي تفرض نفسها بقوة في الحاضر والمستقبل.

وأشار العريمي إلى أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبحكم طبيعة العلاقات بين دوله وشعوبه، ظل قادراً على العمل والاستمرار، واستيعاب أيّة خلافات بين أعضائه، وذلك لإدراك قادة وشعوب دول المجلس أهميّة وضرورة الحفاظ على سبل التعاون والتنسيق فيما بينها لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة ولصالحها جميعاً.

بعد ذلك تحدث الكاتب والأكاديمي الدكتور خالد الحروب عن دول الجوار الإقليمي، حيث أوضح أنّ المنطقة العربية ما تزال تتعرض لتدهور إقليمي وتفكك متزايد، خاصة وأن عددًا من بلدانها الرئيسية تقع في قلب العاصفة الإقليمية التي لم تهدأ في المنطقة منذ الحرب الأمريكية على العراق سنة 2003، على أقل تقدير، ثم ما تلا ذلك من حروب طاحنة بعد سنوات في سوريا والعراق واليمن منذ ذلك التاريخ كان لإيران وتركيا تأثير في الأزمات والحروب القائمة على أراضي الدول العربية. متناولا بالتفصيل عددا من الأزمات في المنطقة وتأثير دول الجوار عليها.

كما تحدث الحروب بشيء من الإسهاب عن الاحتمالات المستقبلية لعلاقة العرب بإيران وتركيا ومحددا إيّاها بأربعة احتمالات وهي المواجهة أو الاستنزاف أو الاحتواء أو التعاون.

وتناول المكرم حاتم بن حمد الطائي في ورقته الدبلوماسية العمانية وأثرها والتي عنونها بـ"سراج الدبلوماسية الوهَّاج" حيث قال حينما تعمُّ الفوضى، وتشتدُّ المِحَن، وتنعدُم الرُّؤية عن إدراك سُبل الرُّشد للخروج من الأزمات؛ تطلُ من أقصى نقطة على يابسة الخليج حِكَمة عُمان، مُرَفْرِفة بحمائم السلام، بباعه الطويل في حَلْحَلة العديدِ من المواقف المعقدَّة، فتمتصُّ الضغوط، وتَمْنَع امتداد التأثيرات السلبية للخُطُوب؛ بموقفٍ مُحايد، وفَّر لها ثقةً دوليةً وإقليميةً مكَّنتها من تحمُّل مخاطر التزام الحياد في الأزمات المتوالية على المنطقة.

وأضاف أن سِجل السلطنة -بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حافلٌ بتمسُّكها -في قراءتها لأحداث المنطقة والعالم- بمنهج يعطي قراءة التاريخ وسياقاته أهمية كبيرة بحكمة، وبُعد نظر، وقدرة على قراءة الأحداث والتطورات الإقليمية والدولية، وتقاطعات المصالح في هذه المنطقة الحيوية من العالم.

وقال: وَضَع جلالة السلطان المعظم - حفظه الله- مُرتكزات ومُنطلقات السياسة العُمانية، وفق قاعدةٍ صلبةٍ منهجها العمل من أجل تحقيق السلم والاستقرار العالميين وتكريس كافة الجهود لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة مع الأشقاء والأصدقاء على مُختلف المستويات.

وأوضح أنّ ما يُميِّز السياسة الخارجيّة العمانية من وضوح وصراحة وشفافية في التعامل مع مختلف المواقف والتطورات - سواء على المستوى الثنائي، أو متعدد الأطراف، أو الجماعي- هو الذي يُعزِّز أواصر التعاون، ويعمل على تمتين علاقات الأخوة وحسن الجوار ودعم القضايا القومية.

واختتم الدكتور باقر سلمان النجار أوراق العمل في هذه الحلقة النقاشية بورقة حول تحديات العمل الثقافي في دول مجلس التعاون الخليجي وأشار خلالها إلى أن المقصود بالنشاط الثقافي هنا كل فعل أو نشاط يهدف إلى إحداث تغيرات في المجتمع، وهو فعل يأتي على أشكال عدة ويتم عبر وسائط مختلفة سواء رسميّة أو تابعة للمجتمع المدني.

وأوضح أنّ العمل الثقافي يصعب قياسه أو توقع نتائجه سريعا، كما أنّ وقعه عند الناس وفيهم يختلف باختلاف مراتبهم الاجتماعية والاقتصادية.

تعليق عبر الفيس بوك