12 ورقة عمل تستعرض الاستراتيجيات والمدن الذكية وآليات تطوير البحث العلمي في ندوة "الابتكار المؤسسي"

 

 

◄ د. فهد آل سعيد: الندوة الأولى من نوعها في الخليج وتهدف لتطوير آليات وسياسات الابتكار

◄ إشادات دولية بجهود السلطنة في دعم البحث العلمي والابتكار

◄ الابتكار الطريقة المثلى لإيجاد حلول للمشكلات الاقتصادية وتوفير فرص العمل

 

 

الرؤية- أحمد الجهوري

 

نظم مجلس البحث العلمي بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني أمس، ندوة الابتكار المؤسسي والمجتمعي، وذلك تحت رعاية صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد آل سعيد، بفندق كراون بلازا القرم، بحضور سعادة الدكتور هلال بن علي الهنائي أمين عام مجلس البحث العلمي، وسعادة جون ويلكس السفير البريطاني بالسلطنة.

وتستمر الندوة لمدة يومين، وتهدف إلى تمكين وتطوير الابتكار المؤسسي والمجتمعي في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تشارك فيها مؤسسات ومراكز البحث العلمي والابتكار في السلطنة ودول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة. وفي بداية حفل الافتتاح، ألقى سعادة جون ويلكز السفير البريطاني بالسلطنة كلمة قدم من خلالها الشكر والتقدير الى مجلس البحث العلمي على اقامة هذه الندوة المهمة، مثمنا الأهمية الكبيرة للابتكار المؤسسي والمجتمعي في الوقت الحاضر، ومشيدا بأهمية أوراق العمل المقدمة خلال أيام الندوة، وشاكرا الجهود الكبيرة التي بذلت لتنظيم وإقامة هذه الندوة بحضور محلي وإقليمي ودولي واسع.

تمكين الابتكار

وقدّم صاحب السمو السيّد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد الأمين العام المساعد لتنمية الابتكار بمجلس البحث العلمي كلمة، أوضح من خلالها أهمية إقامة الندوة والدور المؤمل منها في تعزيز وتمكين الابتكار المؤسسي والمجتمعي بالتعاون مع الجهات في السلطنة ودول مجلس التعاون الخليجي بالاشتراك مع المشاركين من المملكة المتحدة والاستفادة من تجاربهم. وأكد سموه أنّ هذه الندوة تعد الأولى من نوعها على مستوى الخليج العربي لتوفير فرصة لمختلف الفئات المهتمة بالابتكار المؤسسي والمجتمعي من صناع القرار والأكاديميين والباحثين في دول مجلس التعاون الخليجي ونظرائهم من صناع القرار والباحثين في المملكة المتحدة للحوار، وتبادل الخبرات والتعاون مستقبلا بما يخدم تطوير آليات وسياسات الابتكار في السلطنة ودول المجلس.

تلا ذلك، تقديم سوزان جونز مديرة اقتصاد المعرفة في مركز الخليج للعلوم والابتكار في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، كلمة، أوضحت خلالها الأهمية الكبيرة للابتكار في عالمنا المعاصر، وعرجت على ذكر الإنجاز الذي حققته السلطنة مؤخرًا عبر اختيار أحد البحوث العلمية من أحد مؤسسات التعليم العالي بالسلطنة، وذلك على مستوى مجلس التعاون الخليجي، مشيدة بالجهود التي صاحبت تنظيم المسابقة وباركت للمؤسسات العلمية الفائزة فيها.

 

الجلسات النقاشية

وانطلقت بعد ذلك أعمال ندوة الابتكار المؤسسي والمجتمعي بإقامة الجلسة الأولى بإدارة الدكتورة رحمة المحروقية من جامعة السلطان قابوس، وحملت عنوان "البيئة الابتكارية"؛ حيث قدم الدكتور محمد الحمود من مؤسسة الكويت للبحث العلمي بدولة الكويت ورقة عمل بعنوان "استراتيجيات الابتكار والبحث والتطوير الطويلة المدى لمؤسسات البحوث الحكومية"، وقدم الدكتور بشار الخصاونة من جامعة خليفة بدولة الإمارات العربية المتحدة ورقة عمل بعنوان "تطوير بيئة الابتكار لتطوير الدول.. دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجا"، وقدم الدكتور محمد البوصافي من وزارة الصحة بسلطنة عمان ورقة عمل بعنوان "عملية الابتكار في القطاع الصحي.. قصة نجاح من المستشفى السلطاني"، فيما قدمت بثينة الكندية من وزارة التجارة والصناعة ورقة عمل بعنوان "الابتكار في القطاع العام.. تجربة استثمر بسهولة في وزارة التجارة والصناعة"، أمّا نعمان بن محمد المنذري من وزارة الخدمة المدنية فقد قدم ورقة عمل بعنوان "نظام مورد المتنقل لموظفي الخدمة المدنية".

وتضمّنت الجلسة الثانية التي حملت عنوان "تقنية الابتكار الذكية"، وأدارها الدكتور سيف الهدابي الأمين العام المساعد للبرامج والبحوث العلمية بمجلس البحث العلمي، تقديم 4 أوراق عمل، حيث قدمت الدكتورة آمي هوشادل من المملكة المتحدة ورقة عمل حول المدن الصحية الذكية، وقدم الدكتور علي الشيذاني من مجلس البحث العلمي بسلطنة عمان ورقة عمل بعنوان المدن الذكية، وقدم الدكتور أحمد إبراهيم عايش من جامعة قطر بدولة قطر ورقة عمل بعنوان المؤشرات الذكية في التطبيقات البيئية، وقدمت الدكتور ميترا همدان من مملكة البحرين ورقة عمل حول المدن الذكية في البحرين.

أمّا في الجلسة الثالثة والختامية لليوم الأول، فاشتملت على 3 أوراق عمل؛ حيث قدّم الدكتور رولاندو فيونتيس من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ورقة عمل حول نماذج الأعمال والتنظيمات الجديدة لأدوات المستقبل، وقدم الدكتور زينجيو بو من جامعة سيسكس من المملكة المتحدة ورقة عمل بعنوان أخلاقيات العمل والابتكار ومشاركة القيم، وقدمت الدكتورة شريفة الحارثية من مجلس البحث العلمي بسلطنة عمان ورقة عمل بعنوان الإطار العام للاستراتيجية الوطنية للابتكار في سلطنة عمان.

الاقتصاد المعرفي

وقال صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد الأمين العام المساعد لتنمية الابتكار بمجلس البحث العلمي- في تصريح صحفي- إنّ ندوة الابتكار المؤسسي والمجتمعي تتحدث عن مجالات معينة في الابتكار المؤسسي والمجتمعي، وتأتي بمبادرة من مجلس البحث العلمي بالتعاون مع المجلس البريطاني الثقافي في مسقط، وبرنامج الخليج العربي للعلوم للابتكار والاقتصاد المعرفي في المملكة المتحدة، وتناقش الجوانب المختلفة المتعلقة بنظام البيئة ومجال الأعمال والنظام التشريعي في البحث العلمي والابتكار والصناعات الذكية المستقبلية، إضافة إلى المدن المستقبلية والاستدامة في الابتكار.

وأشار سموه إلى أنّ الندوة تبحث في كيفية معرفة ما يدور في المنطقة وفي الدول المتقدمة في مجال الابتكار، وتقيّم جهود السلطنة فيما يتعلق بالبحث العلمي والابتكار، مؤكدًا أن الابتكار هو الطريقة المثلى لإيجاد الحلول لكثير من المشاكل وفرص العمل وكذلك لمواجهة التحديات لأي مجتمع.

وأوضح سموه أنّ التشريعات تتغير بتغير المعطيات، بحيث يجب أن تكون مواكبة ومتجددة تضمن الحقوق، مشيرا إلى أن السلطنة ممثلةً في مجلس البحث العلمي وضعت استراتيجية الابتكار الوطنية، وهي استراتيجية تتعامل مع الابتكار وتقدمه في جميع المستويات سواء كانت تشريعية أو في جوانب النظم والقوانين بالإضافة إلى التدريب والتأهيل والتوجيه.

من جانبه، قال الدكتور صالح محمد الغامدي من مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية بالمملكة العربية السعودية إنّ الدول تتحرك في الوقت الحالي بسرعة لتعزيز الابتكار، الذي يعد أسرع وسيلة لمواكبة التقدم العالمي. وأكد الغامدي أنّ الشباب في منطقة الخليج العربي قادرون على عمل الكثير ولديهم الكثير من الأفكار الرائدة والسبل الكفيلة لمواكبة وسبق العالم أن استثمر فيهم استثمارا جيدا وكافيا من خلال إعطائهم الفرصة، وتوفير البيئة العلمية والدعم المادي لأبحاثهم وتطويرها وتسويقها للوصول إلى براءة الاختراع.

 

تعاون مشترك

وفي السياق ذاته، قال بول هيلدر مدير عام المجلس الثقافي البريطاني في مسقط إن المجلس الثقافي البريطاني في منطقة الخليج يقوم على تنفيذ مشروع البحث العلمي والابتكار، موضحا أنّ هناك سلسلة من المشاريع في مجال البحث العلمي تمّ البدء فيها من خلال تجميع الباحثين من كل دول الخليج ومن المملكة المتحدة من أجل تبادل المعلومات والمعرفة والاستفادة من الخبرات. وأفاد أنّه من خلال تجميع الباحثين والتواصل فيما بينهم من دول الخليج والمملكة المتحدة، يتم تبادل الخبرات والمعلومات مما ينتج عنه أفكار جديدة قيمة للباحثين في دول الخليج. ووضح هيلدر أنّ مجلس البحث العلمي قام بإجراء أبحاث وإطلاق مبادرات متعددة في مجال البحث العلمي وفي مختلف البحوث، مشيرا إلى أنه لا يوجد قوانين تحد من عملية البحث العلمي وتنمية القدرات والإبداعات في السلطنة.

ومن المقرر أن تتواصل صباح اليوم الثلاثاء فعاليات ندوة الابتكار المؤسسي والمجتمعي، عبر إقامة جلستي عمل عن الابتكار لمجتمعات المستقبل والابتكار للتنمية المستدامة والابتكار الاجتماعي.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك