قمة جاكرتا .. تعاون وشراكة

 

 

أبرزت مُشاركة السَّلطنة في قمة قادة الدول المطلة على المحيط الهندي، مدى الاهتمام السامي بمسائل التعاون المشترك مع مختلف دول العالم، لاسيما الدول ذات الروابط الإقليمية والدولية المشتركة، إذ تمثل هذه المؤسسة واحدة من أهم منظمات التعاون على مستوى العالم، حيث تجمع 21 دولة يتشاركون في مياه المحيط الهندي.

القمة التي انطلقت في العاصمة الإندونيسية جاكرتا تزامنًا مع الذكرى العشرين لقيام هذا التجمع، أكدت أنَّ هذه البقعة من العالم تتمتع بمُقومات تجارية هائلة، ما يفرض على الدول الأعضاء أهمية تقوية أواصر التَّعاون البحري فيما بينهم والعمل على طرح المُبادرات والأفكار والرؤى الرامية إلى خلق واستثمار الفرص المُتاحة.

ولقد أعربت السلطنة خلال الكلمة- التي ألقاها معالي الدكتور رئيس مجلس الدولة رئيس الوفد المُشارك في القمة- عن تقديرها لما حققته هذه المؤسسة على مدى العقدين المنصرمين، كما ثمنت الجهود المبذولة كافة من أجل نجاح واستمرارية الأهداف التي أنشئت من أجلها.

ولا شك أن تحقيق أهداف الدول الأعضاء يُسهم في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار لشعوبها، وهو ما يخدم ويدعم مزيدًا من التَّقدم والرخاء لهذه الدول على مُختلف المستويات، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وأيضًا أمنيًا.

إن دعوة السلطنة في هذا التجمع البارز إلى مواصلة جهود تكوين رؤية مشتركة لمواجهة التحديات وتوظيف الموارد الطبيعية والبشرية، جديرة بالتحقق لما في ذلك من النفع الكبير لشعوب هذه الدول.

مشاركة السلطنة في مثل هذه الاجتماعات على مختلف مستوياتها، تؤكد السعي الواضح والجهود الجبارة التي تبذلها الدولة لزيادة مجالات التعاون مع مختلف دول العالم، تنفيذا للرؤية السامية لجلالة السلطان المُعظم- أيده الله- الرامية إلى بناء جسور ممتدة من العلاقات، وخاصة في الجوانب الاقتصادية التي تدعم مسارات التنمية والتطوير والتحديث.

أهمية هذه القمة تتمثل كذلك فيما يشهده العالم من حولنا من تحديات عظيمة، وأن هذه المنطقة من العالم يمكن زيادة معدلات التنمية الاقتصادية فيها بصورة مضاعفة، بفضل ما تمتلكه من مقومات إستراتيجية وإمكانيات عديدة، فيكفي أن نعلم أنَّ منطقة المحيط الهندي يمر عبرها ثلثا ناقلات النفط والغاز، كما تضم 2.7 مليار نسمة.

ويبقى القول إنَّ الدور العُماني النشط على الساحة الدولية والإقليمية يعكس انفتاح السلطنة على مُختلف التوجهات والتحركات الساعية إلى تنمية الإنسان وتطوير المجتمعات.

تعليق عبر الفيس بوك