حُمود الطوقي
فِي خطوَة ذات أبعادٍ تندرجُ ضمن الرُّؤية السَّامية الحكيمة لبلادنا حاضراً ومستقبلاً، أصْدَر مَوْلانا حضرةُ صاحبِ الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- مَرْسُوما سلطانيًّا ساميًا، قَضَى بتعيين صاحب السُّمو السيِّد أسعد بن طارق بن تيمور آل سعيد نائباً لرئيس مجلس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي، وممثلا خاصًّا لجلالة السلطان.
وعندما نَنْظُر إلى هذا المرسوم ينبغي أن تكون الرُّؤية مُستندة لعوامل عديدة؛ منها: التاريخ الشخصي لصاحب السُّمو السيِّد أسعد من ناحية، وما تقتضيه العَلَاقات الدولية للسلطنة وصِلَاتها الواسعة، في ظلِّ تحوُّلات دولية لافتة من ناحية أخرى.. وكلُّ ذلك بناءً على الرُّؤية السامية للتفاصيل في أُطرها المتعدِّدة.
فمن الناحية الدولية، يتواصل التمثيل العُماني في المحافل الدولية، خاصة على مستوى العلاقات السياسية، ودور السلطنة في كَوْنها محطَّ أنظار الحلول المستعصية، ورؤية السلطنة بشأن أهمية السلام، ودور الحوار في حل الإشكالات السياسية بالطرق الدبلوماسية؛ لذا فَمِن المأمول أن يكون دور سموِّه مؤثرا في إدارة دفة الملفات الخارجية، بتوجيهات سامية من لدن جلالته -حفظه الله ورعاه- ومتابعتها.
أمَّا على المستويات الاقتصادية والتجارية، ذات الأبعاد الإستراتيجية، والتي تتطلَّب تمثيلا عالي المستوى، لكونها جزءا من سياسة عامة للسلطنة، خاصة على مستوى جذب الاستثمارات الخارجية، وتحفيز المناخات الجاذبة للاستثمار، والدور البارز لذلك في نمو الاقتصاد الوطني، بما يخدم خيارات تنويع مصادر الدخل، وتعزيز الاقتصاد المحلي، فقد سبق لصاحب السُّمو السيِّد أسعد أنْ قام بهذا الدور خَيْر قيام في تمثيل جلالته على المستوى الخارجي أو الاستقبالات ذات الخصوصية السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، وهو ما يضع المرحلة الحالية والمقبلة في سياقات تأخذ في عين الاعتبار رُؤى وتفاصيل تَضَع الكاريزما السياسية لشخصية السيِّد أسعد للقيام بذلك على أفضل وجه.
ومِن زاويةٍ أخرى، نصَّ المرسومُ السُّلطاني، في دائرة مُقتضياته، على أنْ يحتفظ صاحبُ السمُّو السيِّد أسعد بن طارق آل سعيد بدوره مُمثِّلا خاصًّا لجلالة السلطان، وهو دَوْر ذو حضور محلي على مستوى التمثيل الرسمي والدبلوماسي في الاستقبالات والفعاليات، إضافة للتمثيل على المستوى الخارجي، بما يعكس الجوانب الرسمية من ناحية، والاجتماعية من ناحية أخرى.
وبالنظر للكاريزما التي يتميَّز بها صاحبُ السُّمو نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي، فإنَّ أوَّل ما يَلْفِت النظر السيرة الذاتية المشرِّفة لسُموِّه، بعديد المناصب التي تقلَّدها في خدمة عُمان بدءاً من تخرُّجه في كلية سانت هيرست العسكرية -وهي من أرقى الكليات العسكرية على مستوى العالم، وهي الكلية ذاتها التي تخرج منها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفطه الله ورعاه- ومن ثمَّ تدرُّج سُموه في المناصب العسكرية، التي أوصلته ليكون قائدا للمدرعات. وعلى الرغم من هذه السمة العسكرية، إلا أنَّ الجانب الإنساني جعله قريباً من الفئات والشرائح المجتمعية الأخرى؛ من خلال صلاته المرتبطة بتنقلاته المختلفة في العديد من ولايات السلطنة، وما زاده المنصب الآخر "الممثل الخاص" إلا قُرْبًا من الناس؛ مما جَعَله محبوباً بينهم، ومُقدَّما في مَجَالسهم، ومَحْفُوفا بتقديرهم.
ثاني ما يلفت النظر في كاريزما صاحب السُّمو السيِّد أسعد بن طارق، هو التفاته للعمل الخيري، ودعمه للمؤسسات التي تهدف لخدمة الناس، وتحديدا الفئات التي تحتاج لعناية خاصة من ناحية، وجهود الجمعيات في تعزيز الوظيفة التثقيفية والتوعوية على مستوى المجتمع من ناحية ثانية، وليس أدلَّ على ذلك من قيام سُموه بالتبرع بمبلغ سخي لجمعية المصابين بمتلازمة داون...وغيرها من الجمعيات، ويده السخيَّة في مساعدة المحتاجين.
لقد أخذَ هَذا المرسومُ السلطانيُّ رُدُوْد أفعالٍ إيجابية واسعة، انعكستْ على الحوار مُتعدِّد الاتجاهات على مُستوى الإعلاميين والمثقفين والمهتمين على المستوى المحلي والخارجي؛ لما لهذه الخطوة من أهمية في توجيه المناخ المحلي السياسي نحو مساحات أكثر أهمية ومواكبة للمرحلة المقبلة.
إنَّ الجوانبَ القياديَّة والإنسانيَّة، والخبرات التي يتمتَّع بها صاحبُ السُّمو السيِّد أسعد بن طارق آل سعيد، تجعل اختيار المقام السامي لسموِّه ليكون في هذا "الموقع الحَّساس"، ترجمة لما هو مأمول تحقيقه في المستقبل، وتضع السلطنة على أعتاب مرحلة جديدة مُتعدِّدة الجوانب؛ مما يدفعنا للقول بأنه "الشخص المناسب في المكان المناسب".
وفي الأخير.. لا يسعنا سوى أنْ نتمنَّى لصاحب السُّمو السيِّد أسعد بن طارق آل سعيد كلَّ التوفيق والنجاح في مَهَامِه الجديدة؛ فعُمان أمانة، وكُلنا مُؤتَمنون، وكلنا نعمل من أجل عُمان وسلطانها المفدَّى.