تمتد من تقاطع طريق "بركاءـ نخل" وحتى منطقة الحزم بالرستاق

"النقل والاتصالات" تفتتح 45 كيلومترا من طريق الباطنة السريع أمام حركة المرور

...
...
...
...
...
...
...
...
...

الفطيسي: الجزء المفتتح يسهل الحركة من وإلى "لوجستية بركاء" والمدينة الطبية وجامعة عُمان وغيرها

الحجري: الوزارة تستهدف إقامة حواجز على جانبي الطريق لحماية المارة من حيوانات الرعي

الرؤية – أحمد الجهوري

افتتحت وزارة النقل والاتصالات أمس جزءاً جديداً من مشروع طريق الباطنة السريع أمام الحركة المرورية، وشمل (45) كيلومترًا من الطريق تمتد من ولاية بركاء عند تقاطع طريق بركاءـ نخل وحتى منطقة الحزم بولاية الرستاق ليصبح إجمالي الأجزاء المفتوحة للحركة المرورية من المشروع (81) كيلومتراً من الطول الإجمالي للمشروع (272) كيلومتراً.

وقال مَعَالي الدكتور أحمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات إنَّ طريق الباطنة السريع من مشاريع البنى الأساسية العملاقة التي تنفذها الحكومة ويعد أكبر مشروع طرق تنفذه وزارة النقل في تاريخها عمومًا، وبفضل الاهتمام السامي من صاحب الجلالة نرى مثل هذه المشاريع تتحقق حتى باتت شبكة الطرق في عُمان مضرب مثل إقليميا وعالمياً وأصبحت تضاهي الكثير من شبكات الطرق في دول مُتقدمة.

وأضاف معاليه أنَّ هذا الافتتاح يُعد الأبرز ضمن ما افتتحناه من أجزاء في هذا الطريق، وتبرز أهميته في المسافة أولاً، وثانياً مرور الشارع ببعض المشاريع الاقتصادية المُعلن عنها مثل المنطقة اللوجستية في ولاية بركاء بجنوب الباطنة والمدينة الطبية وجامعة عُمان وغيرها من المشاريع، وسيخفف افتتاح هذه المرحلة الازدحام الحاصل على الطريق الحالي، وينتظر أن يستخدم سكان ولاية الرستاق ومُحافظة الظاهرة هذا الطريق بدرجة أكبر، لما له من دور في تقليل المسافة والوقت والجهد.

وتابع الفطيسي: تم تنفيذ الطريق بمعايير عالمية تتناسب مع جميع أحوال الطقس، ويتكون من 4 حارات وهو الطريق الأول في السلطنة بأربع حارات، كما أنّ الأعمال مستمرة في باقي الطريق ونعمل بجهد لإنجاز المشروع قبل نهاية هذا العام، ونتمنى استمرار هذا الجهد من قبل المقاولين والاستشاريين العاملين على المشروع وأن يستطيعوا إنجاز الطريق خلال هذا العام ويفتتح بكامله بإذن الله. وبالنسبة للخدمات فقد تمَّ تحديد مواقع معينة من قبل الوزارة، وحولنا هذه المواقع إلى وزارة الإسكان، كما حولنا الأجزاء السياحية إلى وزارة السياحة وقد أعلنت وزارة الإسكان أنها ستطرح هذه المناطق في مزايدة علنية.

ومن جانبه قال سعادة الشيخ هلال الحجري مُحافظ جنوب الباطنة إنَّ افتتاح الشارع بحاراته الأربعة من الاتجاهين يجعله من الطرق الحيوية الهامة، خصوصًا وقد تمّ إنشاء الطريق وفق مواصفات عالمية ومميزة، وبلا شك فإنَّ السعادة غامرة مع افتتاح هذه المرحلة، لأنَّ الطريق يسهل الحركة والتنقل على جميع مرتادي الطريق بشكل عام وعلى وجه الخصوص مستخدمي الطريق من مُحافظتي جنوب الباطنة والظاهرة. وهناك توجه من وزارة النقل والاتصالات لإقامة حواجز على جانبي الطريق لحماية المارة من الحيوانات لأنَّ هذه المناطق هي مناطق رعي.

ويُسهم افتتاح الجزء المهم في إيجاد طريق رديف للحركة المرورية على طريق الباطنة العام خصوصاً لولاية الرستاق والحركة المرورية القادمة من مُحافظة الظاهرة عبر طريق عبري ـ الرستاق مما يُسهل عملية الوصول إلى العاصمة مسقط، كما يخدم هذا الجزء بعض القرى والمواقع السياحية التي يمر بمُحاذاتها المسار أبرزها بلدات الأبيض والعقدة وجما ورملة خبة القعدان.

ومع افتتاح الجزء الحالي تكون وزارة النقل والاتصالات أنهت أعمال الحزمة الأولى من المشروع والتي بدأت من نهاية طريق مسقط السريع عند (تقاطع حلبان) بولاية بركاء وحتى خبة القعدان بطول (45) كيلومترا والمتضمنة (5) تقاطعات و(5) جسور علوية وجسري أودية، و(1) نفق للسيارات، وتتضمن (235) عبارة صندوقية ومعبر واحد للجمال. وتسير الأعمال في بقية الحزم وفق البرنامج المُخطط له، حيث تعمل وزارة النقل والاتصالات بشكل حثيث على تنفيذ مشروع طريق الباطنة السريع الذي يبدأ من نهاية طريق مسقط السريع عند تقاطع حلبان بولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة ويمتد حتى خطمة الملاحة بولاية شناص بمحافظة شمال الباطنة بطول حوالي (272) كيلومترا، وهو بمثابة استمرارية لطريق مسقط السريع.

ومن المعلوم أنَّ مشروع طريق الباطنة السريع تم تقسيمه إلى (6) حزم يشتمل على (4) حارات في كل اتجاه بعرض (3,75) متر لكل حارة وجزيرة وسطية بعرض (4,5) متر وأكتاف أسفلتية خارجية تبلغ (3) أمتار وداخلية بعرض (2) متر، وعدد (31) جسراً على الأودية، و (23) تقاطع، إضافة إلى إنشاء عدد (25) جسراً على الأودية وعبارات صندوقية متعددة المقاسات، كما تمَّ تضمين مواقع الإسعاف ومواقف لسيارات شرطة المرور.

وتمضي وزارة النقل والاتصالات بتنفيذ المشروع الحيوي المهم في جميع أجزائه. وفي الحزمة الثانية والتي تبدأ من خبة القعدان وحتى وادي الحيملي بولاية السويق وبطول (44.75) كيلومتر تتواصل الأعمال الإنشائية في هذا الجزء والتي تتضمن (4) تقاطعات وجسر علوي واحد و(7) جسور أودية، و(2) نفق للسيارات و(165) عبارة صندوقية و(1) موقع للاستراحة، وسيجري افتتاح (18) كيلومتراً من هذا الجزء مع أعمال الحزمة الأولى والواقعة بين خبة القعدان وحتى منطقة الحزم بولاية الرستاق.

وتكمن أهمية تنفيذ طريق الباطنة السريع في كونه امتداد لطريق مسقط السريع وبديلاً لطريق الباطنة المزدوج القائم وطريقاً دولياً يربط السلطنة بالدول المجاورة، إضافة إلى تسهيل حركة المرور بين ولايات محافظة الباطنة مع توقع أن يفتح الطريق أماكن جديدة للتوسع العمراني، وقد زادت أهميته بعد صدور التوجيهات السامية بتحويل ميناء السلطان قابوس التجاري إلى ميناء سياحي ونقل كافة أنشطة الاستيراد والتصدير التجارية إلى ميناء صحار الصناعي مما يزيد من أنشطة النقل في مُحافظتي شمال وجنوب الباطنة، كما أنَّ الطريق سيُسهم في تحقيق رؤية وأهداف الحكومة الإستراتيجية ويدعم الحركة الاقتصادية والتجارية والسياحية والتوسع العمراني بالبلاد، وبالتالي تنويع مصادر الدخل القومي، مع تكامل البنية الأساسية للسلطنة والمتمثلة في الموانئ والمطارات والمناطق الصناعية والاقتصادية الحرة، ومنظومة المواصلات الحديثة التي تعمل عليها وزارة النقل والاتصالات مع مواصلات عبر تدشين خطوطها الجديدة.

ويوفر طريق الباطنة السريع بديلاً إستراتيجيا لطريق الباطنة الحالي في الحالات الجوية الاستثنائية لكونه مصمماً بحيث لا تنقطع الحركة عليه في جميع الحالات الجوية، كما يتميز بعدد محدد من المداخل والمخارج، الأمر الذي يسمح بزيادة قدرته الاستيعابية لحركة المرور خصوصاً تلك المتوقعة في ظل الزيادة المطردة في حركة المرور على الطريق الحالي نتيجة التطور الاقتصادي المتسارع في مُحافظتي شمال وجنوب الباطنة ومحافظة مسقط.

ويشار إلى أنَّ افتتاح الحركة المرورية على جميع مراحل مشروع طريق الباطنة السريع سيدعم برامج وخطط التنمية الاقتصادية وسيفتح المجال لاستقطاب الاستثمارات المُتعددة والمتخصصة في ظل توجه الحكومة نحو التنويع الاقتصادي والتجاري، إلى جانب مساهمته في تنشيط صناعة السياحة المعمول عليها ضمن الخطط الاقتصادية الوطنية.

تعليق عبر الفيس بوك