ثقافة بلا حدود

 

 

مع إسدال الستار على فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب في نسخته الثانية والعشرين، تؤكد السلطنة مجددًا جدارتها على استقطاب كبرى دور النشر المحلية والإقليمية والدولية، في ظل ما تتمتع به من مناخ ثقافي مميّز، يعكس طبيعة الشخصيّة العمانية المحبة للاطلاع والثقافة.

المعرض هذا العام شهد تغييرات غير مسبوقة؛ بدءًا من الموقع الجديد لاستضافة الحدث في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض، ونهاية بالعدد الكبير من الناشرين والجمهور الذين حرصوا على إثراء الفعاليات المختلفة عبر المشاركة الفاعلة في المناقشات والندوات الفكرية والصالونات الأدبية والثقافية، وكلها أحداث غنيّة بالمعرفة والرؤى البناءة. وبالنظر إلى الموقع الجديد للمعرض، يتضح مدى فرادته، إذ يتمتع الموقع الجديد بنموذج إبداعي رائع للمعمار العماني الذي يمزج الهوية الإسلامية للسلطنة في صورتها المعاصرة، لتمزج بذلك لوحة فسيفسائية تبرز جماليات ذلك المركز البارز، الذي من المتوقع له أن يتحول إلى أيقونة للإبداع واستضافة الفعاليات المختلفة، سواء كانت ثقافية أو تجارية أو حتى المؤتمرات المتنوعة.

جانب آخر من جوانب هذا المعرض، تمثل في ظاهرة مميزة تشهدها عمان منذ سنوات قليلة، وهي حفلات توقيع الإصدارات المختلفة؛ إذ تسهم هذه الحفلات في تعزيز التواصل المباشر بين المؤلف/ المبدع، وبين جمهوره من محبي أعماله الأدبية، وأكدت التجربة مدى نجاعة هذه الفكرة في حشد الجماهير التوّاقة للنقاش حول الكتاب ومحتواه ونقده وتفنيد ما يعالجه من قضايا، وهو أمر يعكس المناخ الثقافي الإيجابي الذي سعى منظمو المعرض على إيجاده.

أحد الجوانب المشرقة كذلك في هذا الحدث المبهر، الهمّة والنشاط اللذان ارتسما على محيا شبابنا من لجان التنظيم والدعم وغيرها، فأينما ولى الزائر وجهه نحو أي قبلة بالمعرض، وجد من يُقدم له الدعم والمشورة، فضلا عن الخدمات العديدة التي يقدمها الشباب العماني في الأجنحة المختلفة.

إنّ عمان التاريخ والحضارة والمعرفة الإنسانية تجسّدت بصورة بهيّة مشرقة في هذه التظاهرة الثقافية المضيئة، وما معرض مسقط الدولي للكتاب، إلا امتداد للدور الحضاري الذي بذلته عماننا على مدى تطورها وتقدمها في مختلف الحقب والعصور، والتي شهدت نقلة فريدة مع بداية العهد الزاهر وانطلاق مسيرة النهضة المباركة في شتى أرجاء البلاد.

تعليق عبر الفيس بوك