أكد أنّ علم الإدارة السبيل الأحد لإحداث الثورة الرياضية المرجوة

هشام العدواني: الرياضة لم تعد ألعاباً بدنية فقط بل صناعة مزدهرة ورافدا اقتصاديا مهما

 

الرؤية – خاص

يرى هشام العدواني المحاضر في علم الإدارة الرياضية أن تنمية الموارد البشرية تعد إحدى الوسائل الفاعلة لإحداث الثورة الرياضية في بلد ما، فالخبرة وحدها لم تعد كافية لإدارة المؤسسات الرياضية بالكفاءة المرجوة، وجودة الأداء تتطلب مزج الدراسة الأكاديمية بالخبرة الميدانية في قالب واحد.

وقال العدواني إن توفر الإمكانيات المادية ليس الضمانة الحتمية لتحقيق أهداف المؤسسات الرياضية، فإدارة المال بالشكل الصحيح يعد حجر الزاوية لتحقيق أهداف تلك المؤسسة. وأكد على دور مدير الموارد البشرية لتطوير أداء المؤسسات الرياضية، وأهمية انتقاء من يشغل هذا المنصب وفق معايير واضحة تضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فتخوّل له فرصة تحديد احتياجات مؤسسته بعد مسح شامل، وقياس دقيق للاحتياج التدريبي تزامنا مع متابعة مؤشرات الأداء بشكل مستمر.

وأوضح العدواني أنّ الرياضة لم تعد ألعابا يقتصر هدفها على الجانب البدني أو الفنّي وليست احتفالات ومهرجانات فحسب بل أصبحت صناعة مزدهرة ورافدًا اقتصاديًا مهما لبعض الدول التي حولتها من مادة مستهلكة إلى منتجة، فأضحت تهتم بالجزيئات الصغيرة عبر علومها الحديثة ولم تعد لسياسة رد الفعل مكانا في عالمها الفسيح، فالتوقع وإدارة الأزمات باتت دراسات نمطية ضمن الاستراتيجية العامة يخضع لها كل من يقبل على خوض معترك العمل الإداري.

ولفت المدير السابق لدائرة التضامن الأولمبي باللجنة الأولمبية العمانية - إلى أنّ علم الإدارة الرياضية عبر برامجه المتخصصة مهتم بترقية الكوادر البشرية في جوانب عدة مثل التخطيط الرياضي وإدارة المؤسسات والتنظيم والتسويق وإدارة الأموال والتشريع الرياضي فضلا عن تطوير الجوانب الشخصية وصولا لحد القيادية، ولكل عضو في المنظومة الرياضية (وزارة الشؤون الرياضية – اللجنة الأولمبية –الاتحادات الرياضية – الأندية) برامج خاصة يفترض الخضوع إليها بما يتناسب مع طبيعة عمله والمنصب الذي يشغله. وأضاف المحاضر المعتمد من قبل اللجنة الأولمبية الدولية "لكل فئة في المنظمة الرياضية برامجها الخاصة، فمتخذي القرار كرئيس الاتحاد الرياضي - على سبيل المثال-  لا بد وأن يخضع للبرامج التدريبية ذات المستوى العالي مثل برامج الحوكمة الرياضية وبناء المؤسسات وطرق إدارتها باعتباره الفئة الأولى التي يجب أن تتضمن دراسة علم التخطيط الرياضي مع التدريب على اتخاذ القرار وفق المعطيات والمعايير المعمول بها بعيدا عن الأهواء الشخصية والعاطفة".   

وحدد الفئة الثانية في أعضاء مجالس الإدارات والمشرعين، أما الفئة الثالثة فهي الإدارة التنفيذية لافتا إلى أن برامج التدريب لا بد وأن ترتبط بطبيعة العمل اليومي مثل مهارات الاتصال وحل المشكلات وكيفية اتخاذ القرار وإدارة الأزمات وإدارة المشاريع وسبل استخدام الوسائل والبدائل حال عدم الإمكانيات.

وأشار العدواني إلى وجود فئة أخرى معنية بالجانب المالي والتسويق، مشددا على قيمة إدارة الأموال في الفترة الراهنة، تزامنا مع كيفية التعامل مع المديونيات وطرق جدولتها لاسيما وأن بعض أنديتنا تعاني الآمرّين في هذا الجانب جراء سياسات مالية غير دقيقة.

 

وأكمل مشرف الرياضة المدرسية بوزارة التربية والتعليم بالقول "إن البرامج التدريبية لابد وأن تخضع للأولويات، فإدارة الأموال في الفترة الراهنة تبدو أولوية لأنديتنا، في حين أنّ إدارة المؤسسات والحوكمة الرياضية تعد أولوية لرؤساء الاتحادات الرياضية ومن في مستواهم، لذا فانتقاء نوعية التدريب عبر برامج تدريبية متخصصة في علاج نقاط الضعف في المؤسسة الرياضية يعد أمرا في غاية الأهميّة". وشدد على ضرورة اخضاع كل فرد في المؤسسة الرياضية للتدريب المستمر، بدءاً من قمة الهرم ووصولا للقاعدة كل حسب تخصصه.

وألمح لأهميّة إخضاع المدربين (الفنيين) لما يعرف بالتدريب المستمر داعيا وضع مدة صلاحية للشهادات التدريبية من أجل إتاحة الفرصة للوقوف على آخر مستجدات علم التدريب ومواكبة التطور دون التخلف عن الركب.

ودعا العدواني الذي حصل على درجة الماجستير من اليونان – إلى تدشين مشروع وطني لتدريب المدربين في كل تخصص، مقترحا أن تتبنى اللجنة الأولمبية العمانية هذا لما لمخرجاته من فوائد جمة قد تصنع الفارق مستقبلا، لافتا إلى أنّ علم التدريب الرياضي واحد لكل الألعاب والرياضيات فمبادئه وقوانينه واحدة ومن الجائز إخضاع الجميع لجرعات موحدة على أن يترك الجانب الفني للاتحادات ذات الصلة".  

 

ويجمع العدواني - الذي بدأ حياته لاعبا لكرة القدم بنادي السويق وصولا لنادي البستان والمصنعة -  بين الخبرة الميدانية والدراسة الأكاديمية، فخبرته المحلية نالها من تواجده كعضو مجلس إدارة بنادي السويق ومن مناصبة التطوعية في اتحاد السلة بين أمانة السر ونائب للرئيس، إضافة لعمله في اللجنة الأولمبية العمانية كمدير للتضامن الأولمبي ومشرفًا لمادة الرياضة المدرسية بوزارة التربية والتعليم.

 وشملت خبرة العدواني النطاق الخليجي والعربي والآسيوي وصولا للدولي بانتمائه الفعّال للجان العاملة في تلك الاتحادات الرياضية، أمّا على الجانب الأكاديمي فهو حاصل على البكالوريوس في التربية الرياضية جامعة السلطان قابوس ثمّ درجة الماجستير في إدارة وتنظيم الأحداث الأولمبية من اليونان، وساهم بأوراق عمل ثمّنتها الجامعات اليونانية. ولفت للفارق الكبير بين مهام مدير الموارد البشرية وطبيعة عمله والخبير الفني، فالأخير معني بالأمور الفنية البحتة أما الأول فمسؤول عن إدارة شؤون الموظفين في المؤسسة. 

واختتم قائلا "الواقع الرياضي يبدو صعبا.. وتحقيق الأهداف الموضوعة لمؤسسة ما قد يحتاج لإمكانيات مادية أكبر، وما يزيد الأمور تعقيدا هو اعتمادنا على طرق وأساليب قديمة، وإزاء الوضع الراهن فلا مناص إلا باستخدام البدائل والحلول الإبداعية التي تأتي انعكاسا لخبرات ميدانية طويلة عُززت بدراسات أكاديمية متخصصة شملت التعرف على التجارب الناجحة وطرق تطويعها وإعادة استخدامها بما يتفق والمعطيات المتاحة في واقعنا، حينئذ تبدو شخصية الإداري مكتملة أركانها ويستحق أن يحمل رتبة القائد".  

تعليق عبر الفيس بوك