مذكرات طالبة ثانوية

 

 

 

شهد المنذرية

‏في طريقي للوصول إلى مرمى شِباك الأحلام، كانت الوسيلة التي ستعينني على تسديد الهدف بين يداي، هي أنَّه ما عليَّ إلا رميها بالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب.

‏قبل أن أخوض غِمار التجربة لمرحلتي الأخيرة "دبلوم التعليم العام" في عمري المدرسي، كنت أظن أنها ستكون من أتعس السنوات في حياتي، وأنها صعبةٌ جدًّا ولن يتغلب عليها، إلا من لديهِ عقل جبار بالفطرة، عذرًا أنا لا أقول هذا الكلام إنشاءً لكن للأسف هذا مالُقّنت به عقولنا الباطنة قبل الدخول لحلبةِ الصراع كما يسميها بعض الناس ممن يكبروننا بالأرقام.

‏‏ها أنا ذا خضتُ التجربة وأنهيت نِصف المشوار إلى الآن وأيقنتُ مبكرًا أنها مرحلةٌ رائعة جدًا وكانت عكس ما لُمِزَتْ، وكلٌ منا يستطيع اجتيازها إذ لا يحتاج سوى المذاكرةُ المستمرة، والاستيقاظ في وقت مُبكر، والثقة بالله. بالطبع هناك أمور جانبية أخرى تتطلب الإسهاب في الحديث.

‏‏بينما أنا أسير على طريق الأحلام صادفتني معوقات جمةٌ، لن أخبركم عن لحظات الفشل والنجاح، الضَعف والانكسار أو صعوبة بعض أسئلة الاختبارات التي تواجهني حتى بدأت اعتقد لوهلة أنها غير واقعية وليست من الكتاب أبدا، ناهيكَ عن الضغوطات التي تدور حولي ومشاعر الخوف والقلق التي تجتاحني باستمرار، لكن لا بأس تهون هذه الأمور كلها فمرادي عظيمٌ جدًا.

‏‏نعلم جميعنا أن اللحظات الجميلة تُمر مسرعةً جدًا فها هو نصف المشوار قد انقضى لا أعلم مايخبىء لي من مفاجآت لكنني على يقين أنها خيرٌ كثير. عندما أتذكر أنّ هناك في النهاية لحظةُ وداع، وداع لا رجوع بعده ينتابني شعور الحزن على فراق كل شيء، جمعنا بأشخاص وبأشياء في الحقيقة لا أملك التعبير المناسب لوصف جمالها، معلماتي وزميلاتي، فرحتي لحظة تكريم المتفوقين، وقت الاستراحة الذي ننتظره بفارغ الصبر، الممر الطويل الذي أجلس فيه وزميلاتي نتجاذب أطراف الحديث والضحكات، السعادة العارمة التي تغشانا لحظة وصول خبر خروجنا من المدرسة مبكرًا، ياله من أمرٍ محزن أن كل هذه الأحداث ستحطُ في مطار الذكريات.

‏‏سأحدثكم من المستقبل لاحقا بعدما يصل أمر الزمن بأن ينتهي كلُ شيء وتدخلَ أخيرًا الكرةُ في مرمى شباك الأحلام وتتحقق، حيث سيقامُ الحفلُ الكبير يوم يتوج جيل جديد من أكفاءِ هذا الوطن المعطاء.

تعليق عبر الفيس بوك