"نهج المواطنة" .. مؤلف مميز يستمد فحواه من خُطب وأقوال جلالة السلطان

مسقط – الرؤية

أصدرت دار الوراق العُمانية الطبعة الأولى من كتاب "نهج المواطنة...مسارات لبناء المستقبل" للكاتب حميد بن مسلم السعيدي، ويركز الكتاب على المواطنة وهي من المواضيع التي ألفت حولها العديد من الكتب والدراسات البحثية، وذلك لارتباطها بالتنمية البشرية والإنسانية، وقد مرَّت المواطنة بالعديد من التطورات في مفهومها وأبعادها ومبادئها، وجاء كتاب نهج المواطنة إثراء للمكتبة العُمانية والعربية في مجال التربية على المواطنة، فتقدم الأمم والحضارات لا يأتي إلا بسواعد أبنائها الأوفياء، الذين لا يدخرون وقتا إلا قدموه لأجل وطنهم من أجل تحقيق رفعته ومكانته بين الأمم، والكتابة هي ثمار استغلال العقل في استنباط الأفكار البنائية التي تخدم المجتمع، وتعمل على تطور فكره ورقيه بما يتوافق مع العصر الحديث.

ويقول حميد بن مسلم السعيدي إن كتاب "نهج المواطنة، مسارات لبناء المستقبل" يأتي إضافة جديدة للمكتبة العُمانية في مجال المواطنة، حيث ركز الكاتب على القراءة الفكرية في خطب وأقوال جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم.

فالمطلع على هذه الخطب والأقوال السامية يجد نفسه أمام منهج تربوي في مجال المواطنة، والذي تضمن توجيهاته للتربية على قيم المواطنة وحث المواطنين للانتماء لهذا الوطن، والتمسك بالعادات والتقاليد والمنجزات الحضارية، والعمل من أجل المصلحة الوطنية الخالصة لعُمان، والإخلاص والأمانة في العمل، والتمسك بالعقيدة الإسلامية كمصدر لتنظيم شؤون حياتنا، انطلاقا من هذا الفكر المُستنير لدى جلالة السلطان قابوس، جاء هذا الكتاب ليقدم في فصله الأول قراءة في رؤية جلالته في بناء المواطن العُماني، وفكره في نشر السلام العالمي، ومبدأه في بناء علاقات الصداقة مع كل دول العالم، معتمداً على منهجية جلالته في توجيه أبناء شعبه الأوفياء، مما انعكس على بناء الهوية الوطنية العُمانية الثابتة لدى كل عُماني.

كما تضمن الكتاب في فصله الثاني الحديث عن فكر ومبادئ المواطنة مشتقاً أفكارها من خُطب وأقوال جلالة السلطان قابوس في بناء المنهجية الحقيقية لدى المواطن الوفي، فالمواطنة هي شعور الفرد بحبه لوطنه، واعتزازه بالانتماء إليه، واستعداده للتضحية من أجله، وإقباله طواعية على المشاركة في خدمة المجتمع سواء أكانت مشاركة فردية أو جماعية، من خلال الدور الذي يقوم به في المؤسسات والجمعيات الأهلية والمهنية.

وبدوره أكد الدكتور سيف بن ناصر المعمري أستاذ مشارك بجامعة السلطان قابوس، وخبير بالمواطنة، على أنّ كتاب نهج المواطنة الذي أصدره هذا العام الكاتب حميد السعيدي إسهام له قيمته في ظل النقاشات التي تجرى بشكل يومي حول المواطنة في سلطنة عمان وفي ظل السعي للحفاظ على جوهر القيم العمانية الأصيلة القائمة على العمل والإنتاج والإخلاص والتسامح والاحترام والتصالح، هذه القيم التي ركز عليها هذا الكتاب تمثل محركًا لنهضة كثير من المجتمعات الإنسانية؛ وبالتالي حين ينطلق الكاتب منها فهو يدرك أنّ المواطنة هي وليدة الإخلاص الوطني قبل كل شيء فالكلمات التي تقال في حب الوطن لا تجعل الإنسان فاعلاً إن لم يترجمها إلى فعل واقعي يقود إلى البناء والتنوير .

بينما يقول الدكتور نمر منصور فريحة خبير تربوي في دائرة برامج المواطنة بوزارة التربية والتعليم في سلطنة عمان، إن الأستاذ حميد بن مسلم السعيدي قدم للقراء وللمكتبة التربوية في سلطنة عمان كتابه "نهج المواطنة: مسارات لبناء المستقبل"، منشورات دار الوراق، 2017.

الكتاب مكوّن من جزئين أو فصلين، وكل فصل يتضمن عدة عناوين بحيث يعالج الكاتب كل عنوان بذاته أولاً، ثم لا يلبث أن يربط بين بعضها بحسب ما يرد في بنيتها. ويستهل الكاتب الذي يفتخر بحبه لوطنه ولجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، كتابه بشرح المبادئ السامية والنهج السلمي لجلالته في تصميم السياسة العمانية المحلية والإقليمية والعالمية، مدعماً شرحه بقول جلالته: "نحن دائماً مع الحق والعدالة والصداقة والسلام وندعو إلى التعايش السلمي بين الأمم وإلى التفاهم بين الحضارات". وهذه السياسة أثبتت جدواها على كافة الصعد حيث أصبحت السلطنة وجهة لأنظار من يبحث عن حلول لمشكلات المنطقة-وما أكثرها- وللمشكلات العالمية أيضاً. ويتابع الكاتب قراءته في خطب وأقوال جلالة السلطان ليركز على مسيرة النهضة، وما جلبته للإنسان العماني الذي "كان العنصر الأساسي في اهتمام جلالته باعتباره قوة بشرية يجب الاهتمام ببنائها وفقاً لمُتطلبات العصر". وقد تجلى ذلك بتقديم الحكومة للمواطنين الخدمات الصحية والتربوية والاجتماعية، ودعم مشاريعهم وفرص عملهم.

تعليق عبر الفيس بوك