جامعة السلطان قابوس تستضيف البرنامج التوعوي لسرطان الثدي

 

 

≤ د. عادل العجمي: 70% يُعَالجن من المرض في السلطنة وهن في مرحلة متقدمة

≤ منى آل سعيد: "الصحة العالمية" صنفت السلطنة بالمركز الرابع في الخدمات الطبية

 

مسقط - أنغام المطروشيَّة

نظَّمتْ جامعة السلطان قابوس -مُمثلة بعمادة شؤون الطلاب- وبالتعاون مع الرابطة العمانية لسرطان الثدي، البرنامج التوعوي لسرطان الثدي، تحت رعاية صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد مساعدة رئيس الجامعة للتعاون الدولي، وبحضور مَعَالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي، ومعالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، وعدد كبير من الحضور من داخل الجامعة وخارجها؛ وذلك في القاعة الكبرى لمركز الجامعة الثقافي.

يأتي ذلك بهدف تعريف النساء بمرض سرطان الثدي والتشخيص المبكر للمرض وكيفية الفحص الذاتي وطرق الوقاية والعلاج، تَضمَّن البرنامج مجموعة من الفقرات التوعوية، وبدأ بكلمة الدكتور عادل العجمي رئيس الرابطة العمانية لسرطان الثدي ورئيس وحدة جراحة الأورام بمستشفى جامعة السلطان قابوس، التي أشار فيها إلى أنَّ 70% من المريضات في السلطنة يتم علاجهن وهن في مرحلة متقدمة من المرض، رغم أنَّ السلطنة تُصنَّف الرابع عالميًّا في الخدمة الطبية والخدمة المجانية.

كما ألقت صاحبة السُّمو السيِّدة الدكتورة منى آل سعيد، كلمة؛ أكدت فيها على أهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي. مشيرة إلى وجود تغيُّر كبير في الثقافة العامة لدى الـمجتمع، والذي واكبه -بلا شك- العدد الكبير من المختصين والأطباء الناشطين في جميع المجالات لزيادة التوعية وكسر الحاجز الذي ربما تُواجهه بعض النساء للكشف المبكر عن هذا المرض. وقالت: إنَّ السرطان غير قاتل إذا ما اكتشفناه مبكراً، فالكشف المبكر قد ينقذ حياة الكثيرات منكن، فلا تترددن في المبادرة بالفحص فضلاً عمَّا سيجنبكن الكثير من المعاناة النفسية والمادية، وندرك جميعاً التطور الكبير والمتسارع الذي يشهده القطاع الصحي في السلطنة؛ حيث صنَّفت منظمة الصحة العالمية السلطنة في المركز الرابع في الخدمات الطبية.

كذلك تضمَّن البرنامج عَرْض قصص التحدي والأمل مع كلٍّ من الدكتورة: آسية البوعلي، والدكتورة عائشة الغابشية؛ حيث تحدَّثتْ كل منهما عن قصتها مع هذا المرض منذ الاكتشاف وحتى العلاج، إضافة إلى أنهما أكَّدتا ثقتهما بالطاقم الطبي العُماني، وإنه ليس أقل مستوى عما يقدم في الخارج من خدمات طبية.

إلى جانب ذلك، تضمَّن البرنامج جلسة حوارية أدارها الإعلامي خالد بن صالح الزدجالي مساعد مدير القطاع السمعي، استهلها بالحوار مع الدكتور سعيد البرومي استشاري أول جراحة نائب مدير مستشفى نزوى وأمين سر الرابطة العمانية لسرطان الثدي، والذي تطرَّق إلى كيفية نشوء الورم السرطاني الذي لا يبدأ دفعة واحدة بل هو تكاثر عشوائي للخلايا، فتنقسم في جميع الاتجاهات، ومع مرور الوقت يبدأ الانتشار، مرفقاً ذلك بصورة لمناطق الانتشار، وأيضاً الأعراض المصاحبة لسرطان الثدي التي تشمل تغير لون الجلد وترشح سائل شفاف أو دم. ومن ثمَّ انتقل الحوار إلى الدكتور عادل العجمي الذي أشار إلى أنَّ أكثرَ من 2 مليون امرأة حول العالم يتم تشخيصهن بمرض سرطان الثدي سنويًّا، وهو يمثل ما يقدر بـ23% من إجمالي مختلف أنواع السرطانات في النساء. ويعدُّ سرطان الثدي الأكثر شيوعاً بين النساء في السلطنة. وحسب آخر إحصائيات وزارة الصحة للعام 2013، وصل عدد إصابات سرطان الثدي إلى 170 حالة. وأضاف العجمي بأنَّه وعلى الرغم من أنَّ حالات الإصابة بسرطان الثدي تشهد ارتفاعاً منذ العام 1950، إلا أنَّ نسبة الشفاء في تحسُّن، ويعود السبب في تحسُّن نسبة الشفاء إلى تشخيص المرض في مراحله الأولية. وتجدر الإشارة إلى أنه في حالة اكتشاف المرض في مراحله الأولية، يمكن الشفاء التام منه بمجرد استئصال الورم جراحياً، ولا يكون هناك حاجة للجوء إلى العلاج الكيميائي. وتطرق أيضاً إلى دراسة أوضحت متوسط العمر بسرطان الثدي في السلطنة مقارنة مع متوسط العمر في دول الغرب وآسيا والعرب، والتي أظهرت أنَّ متوسط العمر في عُمان هو 46.8 وفي الغرب 60 إلى 65 وآسيا والعرب ما بين 45-50.

وأكملتْ الحوار د. سعاد الأغبرية استشارية أمراض وراثية، والتي أوضحت عوامل الخطر المسببة للسرطان، ويأتي التدخين في المرتبة الأولى، والذي لا يُشكِّل خطورة في مجتمع محافظ مثل عمان، وأشارت إلى أنَّ ثاني سبب هو السمنة، إضافة لأسباب غير معروفة، واستعرضت أهم الطرق التي تقي من السرطان، وفي المرتبة الأولى منها: الأكل الصحي، ثم الكشف مبكراً، والوزن المثالي.

وتحدَّثتْ الدكتورة بدرية القصابية استشارية أشعة بمستشفى جامعة السلطان قابوس عن خطوات الكشف المبكر.

وشارك في الحوار أيضا الدكتور خالد البيماني استشاري أورام بمستشفى الجامعة بالنيابة عن الفريق الطبي لعلاج السرطان، والاستعانة بطرق وخبرات مختلفة في العلاج، والذي يتضمَّن الجراحة لاستئصال الورم، ووصف العلاج الكيماوي أو الإشعاعي.

وتحدث د. البيماني بعد ذلك عن مجلس الأورام، وهو عبارة عن اجتماع يحضره أطباء من مختلف التخصصات، ويتم فيه مناقشة الحالات المشخصة بالسرطان وتقرير العلاج الأنسب، ولا يقع ذلك التحديد على مختص واحد بتحديد العلاج الأنسب، بل مجموعة من المختصين المشاركين من جراحين، وأطباء.

وحول الجانب النفسي، تحدَّثتْ الدكتورة آمال أمبوسعيدية طبيبة نفسية استشارية، وقالت إنَّ ردود فعل المصابين بسرطان الثدي تبدأ بمرحلة الإنكار ثم الغضب، وبعدها تأتي مرحلة المقايضة، ثم الدخول في الاكتئاب، ويعد الاكتئاب مُؤشِّرا على تقبُّل واقع الإصابة بهذا المرض، وعادة تكون مرحلة قصيرة تتبع بتقبل. وتختلف هذه المراحل في فترتها من امرأة لأخرى وعلى حسب الدعم الاجتماعي وشخصيتها.

واختتمتْ الجلسة الحوارية بالدكتورة عبير الصائغ استشارية في علم الوراثة والسرطانات الوراثية، الزمالة الكندية في علم الوراثة، الزمالة البريطانية في علم الوراثة وعلم السرطانات الوراثية، والتي أكدت أنَّ مُعظم سرطانات الثدي وغيرها من السرطانات غير وراثية، وإنما 10% منها سببها عوامل وراثية قوية، وأوضحت أنَّ السبب الرئيسي للسرطان على الأغلب يكون مجهولا. وأضاف الدكتور عادل العجمي -في الختام- بأنَّ البرنامج سيتوسع ليشمل مؤسسات التعليم العالي والمدارس خلال الفترة المقبلة.

تعليق عبر الفيس بوك