التنمية السياحية المستدامة

 

 

مع إعلان موعد انطلاق مؤتمر عمان للاستثمار السياحي في نسخته الأولى في الأسبوع الثالث من مارس الجاري، يتأكد يوما بعد الآخر أنّ مؤسسات الدولة والجهات المعنية بالقطاع السياحي تسعى سعيًا حثيثًا نحو تطوير القطاع والنهوض به وتوفير ما يلزم لتحقيق هذه الغاية وبلوغ الأهداف التي حددتها الاستراتيجية العمانية السياحية.

المؤتمر يحمل الكثير من الأهمية ويسلط الضوء على عدد من النقاط، في مقدمتها أنّ جهود الدولة لتعظيم الاستفادة من القطاع في تنويع مصادر الدخل الوطني، لا تتوقف عند حدود الاعتماد على القطاع الخاص للتوسّع في بناء الفنادق والمنتجعات السياحية أو وضع البرامج السياحية للسائحين الراغبين في الاستمتاع بما تزخر به السلطنة من مقوّمات عديدة في هذا الجانب، ولكن أيضا التحرك الحكومي الجاد نحو تفعيل خطط الترويج السياحي في الملتقيات الخارجية والمعارض السياحية الدولية الشهيرة، والتي تمثل منصة بالغة الأهميّة في التعريف بالسلطنة وترويج المواقع السياحية التي تتفرد بها الطبيعة العمانية، سواء على الساحل الممتد بطول البلاد من شمالها إلى جنوبها، أو في بيئتها الحضرية العصرية في عواصم المدن والمحافظات، وكذلك البيئة الصحراوية وما تضمّه من وديان فائقة الجمال وعيون مائية وكهوف تتمايز في تنوعها وفرادتها، فضلا عن المقومات الأخرى من حصون وقلاع شاهدة على عظم التاريخ العماني التليد الضارب في قدم الحضارة الإنسانية.

كما إنّ دعوة عدد من الخبراء الدوليين للمشاركة في هذا الحدث المميز، سيكون له عظيم الأثر والمردود الكبير على النتائج المرتقبة من هذا المؤتمر؛ إذ أنّ مشاركة هؤلاء الخبراء بما يملكونه من خبرات في قطاع السياحية ستضفي مزيدا من الثقل المعرفي والمعلومات بشأن آليات وسبل تطوير القطاع، وكيفية التغلب على عدد من التحديات التي تواجهها السلطنة في الترويج السياحي.

الواقع يؤكد أنّ السلطنة تمتلك المقومات كافة التي تمنحها قدرة تنافسية أمام العديد من الوجهات الإقليميّة الشهيرة، غير أنّ الترويج لهذه المقومات من بين جملة من التحديات التي ينبغي القضاء عليها وتحويلها إلى نقاط قوة، يستفيد منها القطاع.

آمال عريضة تلك التي ينتظرها الجميع من مؤتمر عمان للاستثمار السياحي الأول، بدءًا من تعريف المستثمرين حول العالم بالمواقع المتاحة للاستثمار السياحي وآليات الاستفادة منها والامتيازات الخاصة بكل مشروع، وكذلك الخروج بصياغة جديدة وواقعية لكيفية تحقيق أقصى درجات الاستفادة من الترويج السياحي للسلطنة، حتى نجني ثمار مختلف الخطط والاستراتيجيات قريبا.

تعليق عبر الفيس بوك