جعبوب: التدريب أبرز تحديات المذيع التليفزيوني.. والعمل لا يزال يعتمد على الاجتهاد الشخصي

≤ الأخطاء أثناء البث المباشر واردة  ومن السهل على المذيع تلافيها بذكائه وخبرته

≤ العمل تحت ضغط عال يزيد التوتر.. وبعض المخرجين قد يُفْقِدون المذيع صوابه

الرُّؤية - ناصر العبري

أكَّد الإعلامي حفيظ بن مسلم جعبوب أنَّ أبرزَ التحديات التي يُواجهها المذيع -خلال عمله- تتعلق بالتدريب والتأهيل؛ حيث يظل المذيع يعتمد على اجتهاده الشخصي وبحثه عن المعلومة التي تُطوِّر قدراته ومهاراته الذاتية. وأضاف: يُمكننا مُلاحظة أن مُعظم المشتغلين في التقديم الإذاعي والتليفزيوني ينتسبون لمؤسسات أخرى تكاد تكون بعيدة تماماً عن الإعلام، إضافة إلى قلة الكادر المتخصِّص لهذا يجب العمل على إيجاد مراكز تأهيلية متخصصة في تقديم الدورات والبرامج والورش، وكل ما هو جديد لمواكبة التطورات الجارية في الإعلام الدولي.

وحَوْل الأخطاء التي يُواجِهها المذيع والمخرج أثناء البث، وكيفية تلافيها، قال حفيظ جعبوب: الأخطاء أثناء العرض المباشر واردة جدا؛ لذلك يبرز هنا دور الخبرة والمهنية التي يملكها المذيع؛ فلابد أن يكون لمَّاحاً وقادرًا على تدارك الموقف من خلال ذكائه وخبرته في التعامل مع المفاجآت؛ فزمن التجربة على الهواء دُوْن خبرة قد انتهى احتراما للمشاهد؛ فنحن في عصر ازدحام القنوات والثورة التكنولوجية؛ لهذا يجب الانتباه لأهمية إعداد المذيعين والمذيعات من خلال دورات متخصصة للصقل وإكساب الخبرة، وتعلم مهارات التقديم، خصوصا في برامج الهواء، حتى يسهل على المذيع التعامل مع سيكيولوجية البرنامج الإذاعي بالشكل السليم والمدروس.

وأضاف جعبوب بأنَّ المذيع أثناء البث المباشر يقع تحت ضغط كبير؛ حيث يكون نصف تركيزه مع ضيوفه والنصف الآخر مع المخرج والبيئة المحيطة به من أمور فنية من صوت وإضاءة وإعداد وتصوير وطريقة التفاعل بالنظر وانتقاله بين أكثر من كاميرا وإدارة الحوار وتقسيم الوقت بين الضيوف وترتيب المحاور وتسجيل الملاحظات التي يتلقاها من المخرج وما بين السطور من حديث الضيف ليبني منها محاور أو أسئلة أخرى، إلى جانب المحافظة على مظهره الخارجي، كل هذه العوامل تجعل المذيع تحت ضغط عالٍ، يُمكن أن يزيد من توتره وقلقه إذا لم يُراعي المخرج وضعه النفسي، ويُمكن القول أنَّ هناك بعضًا من المخرجين قد يفقدون المذيع صوابه لجفاف الأسلوب وقسوته؛ لذا فإنَّ أهم سمات المذيع الناجح أن تكون لديه القدرة على العمل تحت أي ضغط.

وعن أهم المواقف التي تعرض لها على الهواء، قال جعبوب: أذكر عندما كُنت أقدِّم إحدى الحلقات التليفزيونية رَفَض الضيف الخروج من الاستوديو مُبرِّرا ذلك بأنَّ وقت اللقاء لم يكن كافيا، وهناك أمور لم يذكرها على الرغم من أنَّ اللقاء تجاوز الـ30 دقيقة، فخرجت في فاصل وكان يحاول رافضاً إنهاء الحوار، وبكل هدوء ودبلوماسية أقنعته بأنَّ وقت البرنامج ضيق، وهناك ضيوف آخرون ينتظرون، وهناك مواقف أخرى تتعلق بلعثمة الضيوف أحياناً أو عدم استطاعة أحدهم أن يجمع جملة مفيدة من فرط التوتر، وفي ذلك أحاول أن أكون في غاية المرونة عند التعامل مع هذه المواقف لتدارك الأمر؛ لذلك فإنَّ الصبر من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المذيع، إضافة إلى الحكمة، والتعامل بأسلوب متحضر بعيداً عن الانفعال.

ويضيف بأنَّ ما يُميِّز البرامج المباشرة، وإمكانية التواصل بين المذيع والمتلقي، وهو ما يُسهم في إثراء الحلقة والارتقاء بالمتلقي من مشاهد إلى مشارك، وتكمن خطورة ذلك في إمكانية إحراج المذيع أو على الأقل إرباكه، وبشكل عام هو اختبار حقيقي لقدرات المذيع. أما البرامج المسجلة، فهي أكثر سهولة وأقل خطورة؛ بسبب إمكانية إخفاء الأخطاء والعيوب عن طريق المونتاج، وإمكانية إعادة الفقرة إذا تمَّ تصويرها بطريقة سيئة، وسهولة السيطرة على الحلقة من حيث الصوت والصورة، إلا أنَّ البرامج المسجَّلة بحاجة لجهد أكبر من حيث متابعة المونتاج واختيار اللقطات المناسبة، وإضافة فواصل وتقارير ولقطات، واختيار موسيقى مناسبة لطبيعة البرنامج؛ وذلك بالاتفاق مع المخرج؛ فالأمر يتطلَّب جَهْدًا مُضَاعَفا. أما المباشرة، فينتهي عملك بعد انتهاء الهواء.

 وحول البرامج التي قدَّمها، قال حفيظ جعبوب: أهم البرامج التي قدمتها بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون: " قهوة الصباح"، و"هنا عمان"، و"عمان اليوم"، وبرنامج "من عمان"، وعدد من البرامج الموسمية؛ مثل: "هلا مسقط"، ومهرجان صلالة السياحي، ومساء المهرجان، ومعرض مسقط الدولي للكتاب، وبرنامج مهرجان مسقط السينمائي الدولي، وبرنامج الفن السابع، وبرنامج خشبة المسرح، كما قدمت جملة من البرامج المفتوحة في المناسبات الدينية والوطنية، وهناك بعض البرامج التي قدمتها في قناة مجان، إضافة لإعداد وتقديم عدد من التقارير الإخبارية على تليفزيون قطر.

ويضيف: برنامج الفن السابع الذي أقدِّمه حالياً عبر القناة العامة للهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون يتضمن عدة فقرات؛ أهمها: نشأة السينما حول العالم، ونختار في كل حلقة دولة لها تجاربها، وفقرة "فيلم في الذاكرة"، نستحضر الماضي من خلال عمل سينمائي لا يزال عالقا في ذاكرة المشاهد. أما في فقرة مشاهير فنختار شخصية سينمائية أثرت السينما العالمية والعربية، وقدمت أعمالا جميلة، إضافة لفقرة أخبار سينمائية وتتضمن كل ما يتعلق بنجوم السينما من ممثلين ومخرجين ومشاهير وحياتهم الخاصة والمهرجانات السينمائية والجوائز، وكذلك فقرة نقترب فيها من أهم الأفلام التي تصدرت شباك التذاكر في أمريكا، وفقرة التجربة الخليجية نستعرض فيها أفلاما روائية أو تسجيلية أو قصيرة حصلت على جوائز محلية وعالمية...وغيرها من فقرات، وأعتقد أن البرنامج يدعم ثقافة المتلقي في صناعة السينما العمانية.

تعليق عبر الفيس بوك