تحتفلُ السَّلطنة بيوم المعلِّم العُماني وقد خَطَت مسيرة التعليم في عُماننا الحبيبة خُطوات مُتقدِّمة على مُختلف المستويات؛ فالاهتمام الذي تُوْلِيه وزارة التربية والتعليم لا يتوقَّف عند حُدود المناهج الدراسية التي تَسْعَى لتطويرها عاماً بعد الآخر، ولا عِنْد مؤشرات التقييم التربوي التي يُنفِّذها المسؤولون على مدار العام، بل امتدت لتشمل العنصرَ الفاعل، والركنَ الأصيل، وحجر الزاوية في هذه المنظومة؛ ألا وهو المعلِّم.
فالمعلِّم العُماني يحظى بالاهتمام الكبير والمتواصل من قبل الدولة، إذ تحرص الحكومة الرشيدة على توفير كل ما من شأنه أن يساعده على أداء واجباته، وإيصال رسالته التربوية والتعليمية الهادفة؛ بما يضمن تخريج أجيال متتالية من أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات، قادرين على خَوْض غمار الحياة العملية بعد انتهاء مرحلة التعليم الأساسي، ليشقَّ كلٌّ منهم طريقه نحو التميز وبناء الشخصية وصقل المهارات؛ سواء في سوق العمل أو داخل قاعات الدراسة في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي المتعدِّدة.
المعلِّم العُماني على مدى سنوات النهضة المباركة يتلقَّى التدريب والتطوير بصورة منتظمة؛ فلا تجد شهرا يمر على المعلِّم إلا وقد تخللته ورشة عمل، أو برنامج تدريبي، أو حلقة نقاشية حول إحدى القضايا التربوية، كما تَحْرص وزارة التربية والتعليم على تنظيم الملتقيات والمنتديات العلمية من خلال الاستعانة بالخبراء والمختصين كل في مجاله، بما يرفد المنظومة التربوية بكل هو ما جديد عن طرق التدريس وأحدث المناهج وأفضل الأساليب المتبعة في هذا المضمار بالغ الأهمية.
لقد كَانَ للجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة الدور الأبرز في النهوض بالمعلِّم والعملية التعليمية على السواء، ومن بين هذه الجهود إنشاء مجلس التعليم، وهو الكيان الإداري المختص بالبحث في أفضل الممارسات وأنجع الحلول لمختلف التحديات والمعوقات التي تحد من تحقيق التميز في القطاع التربوي، وبما يكفل بلوغ الأهداف والغايات المرسومة لإحراز التقدم التعليمي.
"قف للمعلِّم وفه التبجيلا.. كاد المعلِّم أن يكون رسولا"، إن هذا البيت الشعري لا ينبغي أن نردِّده فقط في يوم المعلِّم، بل أنْ نتخذه شعارًا ومنهاج عمل لنا: الطلاب في مدارسهم، وأولياء الأمور، والمسؤولون في الحكومة.. الجميع عليه أن يقف للمعلِّم تبجيلا واحتراما؛ لأنه هو من يَغْرس بذور المستقبل في نفوس طلابنا.
