مواقع التواصل الاجتماعي تسهم في زيادة رواج الفرص المتاحة

منصات التوظيف الإلكترونية.. التكنولوجيا تفتح أبواب المستقبل أمام الباحثين عن عمل

≤ أدهم بن تركي: المنصات توفر المعلومة الأساسية عن فرص العمل تيسيرا على الخريجين

≤ الزعابية: نسبة من مخرجات التعليم العالي لا ترقى لمستوى التأهيل المطلوب في سوق العمل

≤ الجابري: متابعو "عمان كاريرز" زادوا على الـ150 ألفا على جميع منصات التوظيف

≤ الحديدي: إعلانات الوظائف عبر المنصات الإلكترونية تحقق إقبالا منقطع النظير

أكَّد عددٌ من مُؤسِّسي المنصات الإلكترونية للتوظيف في السلطنة، أهميَّة دور هذه المنصات في الترويج وتوفير الفرص الوظيفية للباحثين عن العمل، على اختلاف تخصصاتهم المهنية، إلى جانب تعريف الباحثين بما يتناسب مع تخصُّصاتهم ومُؤهلاتهم. وأشار المشاركون في استطلاع "الرُّؤية" إلى أنَّ الإقبالَ المتزايدَ على المنصات الإلكترونية المعنية بالتوظيف دليلٌ واضحٌ على تفاعل الباحثين مع التقنيات الحديثة في الترويج لفرص العمل، وإيمانهم بضرورة استغلال الجوانب الإيجابية من التطوُّر التكنولوجي الذي أسهم في تيسير مهمة الشركات والجهات المختلفة في العثور على الباحثين عن عمل.

الرُّؤية - أحمد الجهوري

وقال صاحبُ السُّمو د.أدهم بن تركي آل سعيد: إنَّ المنصات المعنية بالتوظيف تُسهم في تمكين الباحثين عن العمل من الحصول على فرص التوظيف، وفي معظم الأحوال يكون تركيز الباحث عن العمل على قنوات تقليدية؛ مثل: الصحف والإعلانات المطبوعة والرقمية كوسيلة للتعرف على الفرص، كما يميل الكثيرُ من الباحثين للاعتماد على الأهل والاصدقاء وسجل القوى العاملة كقنوات مفضلة للبحث، لكن من الملاحظ أن معظم هذه القنوات الحالية تظل نمطية أو غير ممكنة للأفراد والمؤسسات بالشكل الكافي وبأسلوب ذي كفاءة عالية.. مضيفًا بأنَّ منصات التوظيف عموما ومنصة "وظفني" خصوصا تمنح الأفراد والمؤسسات المساحة الواسعة في البحث الحقيقي عن الوظائف والفرص التدريبية والمواهب، وهي تقدِّم المعلومة عن المؤسسات والفرص بشكل سهل وميسَّر يسمح للباحث التعرف على الفرص في مكان واحد. وحول أهمية متابعة الباحثين عن العمل لمنصة "وظفني" وعدد المتابعين لها، أوضح سموه بأنَّه ومنذ إطلاق المنصة وصل تعداد المتابعين للمنصة ما يفوق الـ8 آلاف شهريا، من زوار ومسجلين ومتابعين.

وأوْضَح أنَّه يجري حاليا طرح العديد من الوظائف الإدارية والإشرافية في العديد من المؤسسات، كما تبحث المؤسسات عن المتخصصين الفنيين في مجالات تقنية المعلومات والنفط والغاز مثلا، وفي المجمل تتناسب الوظائف مع المخرجات من التعليم العالي، وفي بعض الأحيان تشكل الخبرة العامل الرئيسي في عدم توفيق البعض في الحصول على الوظائف المتاحة. وحول الفئة المهتمة بالبحث عن العمل من حيث الفئة العمرية والمؤهل الدراسي، قال سموه: بحسب إحصاءات الهيئة العامة لسجل للقوى العاملة، فإن الفئة العمرية الأكبر من حيث النسبة من 18-29. أما من حيث المؤهلات، فيتصدر حملة المؤهلات الجامعية والدبلوم العام وما يعادلها من مستويات تعليمية للباحثين.

"عمان كاريرز"

وقالتْ المهندسة بثينة الزعابية مُؤسِّسة حساب التواصل "عُمان كاريرز": إنَّ الوضعَ الراهنَ لسوق العمل في السلطنة يتطلَّب وقفة وإعادة نظر؛ حيث إنَّ أعدادَ الباحثين عن عمل في تزايد مستمر، وكما هو معلوم من الإحصائيات المتوفرة، فإنَّ هناك نسبة كبيرة من الباحثين عن عمل من الخريجين. ولا نُنكر أنَّ الحكومة قامت مشكورة بالدور الأكبر لتشغيل المواطنين في عدة قطاعات حكومية وعسكرية، إلا أنه لا يمكن للحكومة أن تستمر على هذا المنوال في المستقبل نظرا للتحديات الاقتصادية. فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستوعب الحكومة كل هذه المخرجات؛ لما يشكله ذلك من عبء كبير؛ لذا وجب التفكير في الحلول الناجعة للتخفيف من أزمة ازدياد أعداد الباحثين عن العمل. كما أنَّ الحصول على حل سريع لمواجهة هذه الأزمة سيكون من الصعب إنجازه خلال فترة زمنية قياسية. وهناك العديد من الفرص لإيجاد حلول بعيدا عن مظلة العمل الحكومي خلال الفترة التي سبقت انهيار أسعار النفط العام الماضي؛ فلا يوجد حل سحري للخروج من الأزمة. وهنا نقصد الفترة التي تلت أزمة 2011 والتي واكبت فترة أسعار النفط التي تجاوزت 100 دولار للبرميل. وإن وجدت الحلول فإنَّ الحصول على النتائج يتطلب وقتا. عدا ذلك، فإنَّ مخرجات التعليم العالي قد لا ترقى للمستوى المطلوب في سوق العمل وهو ما يتفق عليه معظم الخبراء الذين يؤكدون أن سوق العمل يتطلب أكثر ما هو متوفر من مخرجات.

وأضافت الزعابية بأنَّ الحلول المناسبة حالية لزيادة التوظيف تعتمد على القطاع الخاص وكفاءة وجَوْدة المخرجات، خاصة إذا علمنا أن نسبة الوافدين في تزايد مستمر؛ مما يعني وجود فرص عمل متاحة، لكن الفارق ما إن كانت الوظيفة ستكون من نصيب العماني أو الوافد، وإن كانت النسبة الأكبر للوظائف في الوظائف الدنيا، إلا أنَّ هناك نسبة كبيرة أيضا يمكن إحلال العماني فيها مكان الوافد. ولا يخفى دور مشرِّع القوانين الذي يُمكنه أن يُسهم في حل هذه المشكلة، كما أنَّ هناك عوائق كثيرة؛ أهمها: تقبل القطاع الخاص للعماني والقناعة بقدرته على أداء مهامه كما يؤديها الوافد بكفاءة. ولا يمكن الجزم بأنه لا توجد وظائف بالقطاع الخاص حيث إنَّ المفترض أن يكون القطاع الخاص هو المشغل الأساسي قبل القطاع الحكومي، وأنْ يكون المحرك الرئيسي للاقتصاد، على أن يقتصر دور الحكومة على توفير الخدمات الأساسية وإنشاء البنية الأساسية، وتسهيل إجراءات الاستثمار بالقطاع الخاص.

تحديات منصات التوظيف

وقال د. عُمر الجابري الشريك المؤسِّس لحساب "عُمان كاريرز": نبذل قصارى جهودنا منذ انطلاقتنا المتواضعة في أغسطس 2014 لتوفير كافة فرص التوظيف المتاحة للباحثين عن عمل وفرص التدريب والتأهيل؛ من خلال منصاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد وفرنا في 2016 وبمناسبة العيد الوطني السادس والأربعين المجيد بمبادرة 46 وظيفة بالتواصل مع القطاع الخاص.

وأوضح الجابري أنَّ "عُمان كاريرز" مبادرة تطوعية لمساعدة فئات الباحثين عن عمل في الحصول على فرص العمل من خلال الاطلاع على كل الوظائف المعلنة في وسائل الإعلام ومواقع الشركات ونشرها عبر حسابات "عمان كاريرز" حتى وصل عدد متابعينا إلى ما يقارب الـ150 ألف مُتابع على جميع المنصات. ونفتخر أن لدينا أكبر نسبة متابعين بالسلطنة من حسابات التواصل الاجتماعي المتعلقة بسوق العمل. كما تشير إحصائيات حساباتنا إلى أن أغلب المتابعين هم من الذكور بنسبة 58%. كما أن الفئة العمرية تتركز بين 18 و34 سنة بنسبة 84% وهي الفئة العمرية في سن العمل.

وأضاف الجابري بأنَّ من التحديات التي تواجهنا عدم تلقي أي دعم أو مساندة من الجهات الحكومية رغم أن دورنا مهم في مساعدة الباحثين عن عمل، فضلا عن أننا عمانيون نعمل بجهودنا الذاتية وشاركنا في العديد من الفعاليات والمعارض. وحصلنا على المركز الثالث ضمن منافسات "جائزة الرؤية لمبادرات الشباب" للإعلام الرقمي. ونطمح لأن نتوسع في خدمة كل الفئات العمرية لبدء مشوار مستقبل أفضل.

فرص السبلة

أمَّا أحمد الحديدي مشرف قسم الوظائف بسبلة عمان، فقال: إنَّ موقع السبلة -وخصوصا سبلة الوظائف- يعد الملجأ الأول للباحثين عن عمل والمتعطشين للحصول على وظائف في القطاع العام أو الخاص؛ حيث كان من أوائل المواقع التي توفر وتعرض إعلانات الوظائف في القطاعين حتى قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، ولا يزال مستمرا في تقديمها للباحثين عن عمل دون أن يتأثر بوسائل التواصل الاجتماعي وما توفره من إعلانات مختلفة. ويسعى القسم منذ البداية بطاقمه الإشرافي وأعضائه النشطين إلى توفير إعلانات الوظائف الشاغرة يوميا؛ بدءاً من منتصف الليل، متزامنا مع إصدار النسخ الإلكترونية للصحف اليومية وبذلك تكون سبلة عمان -ممثلة بقسم الوظائف- هي الموقع الأول من حيث سرعة توفير الإعلانات لخدمة الباحثين عن عمل.

وأضاف الحديدي بأنَّ قسم الوظائف نجح في تفعيل التعاون مع بعض الصحف اليومية لتزويدها ببعض إعلانات الوظائف المهمة حتى قبل أن يتم طرحها رسميا في الصحف خلال اليوم التالي. كما استطاع قسم إعلانات وظائف الشركات والمؤسسات الخاصة التابع لقسم الوظائف جذب بعض الشركات للتعاون مع القسم لإدراج إعلانات الوظائف الشاغرة لديهم لطرحها في القسم، وسريعا ما تلقى هذه الوظائف إقبالا من جانب الباحثين عن عمل؛ حيث إنَّ بعضَ الإعلانات تغلق باب قبول الطلبات في غضون ساعة أو ساعتين فقط من طرح الإعلان، وهو ما يشير إلى أهمية القسم ومتابعته الكبيرة من جانب الباحثين عن عمل. وإيماناً من قسم الباحثين عن عمل المندرج تحت قسم الوظائف والأعمال بأهمية توحيد صوت الباحثين عن عمل وإدراكا من الباحثين عن عمل أنفسهم بقيمة وكفاءة ومقدرة قسم الوظائف ليكون صَوْتهم المسموع، فقد استطاع القسم -ممثلا بمجموعة من الباحثين عن عمل- عقد العديد من اللقاءات والاجتماعات مع مسؤولين في الهيئة العامة لسجل القوى العاملة ووزارة الخدمة المدنية ووزارة القوى العاملة، والتي خرجت بالعديد من القرارات التي تصبُّ في مصلحة الباحثين عن عمل.

وأكَّد الحديدي أنَّ عددا كبيرا من الباحثين عن عمل نجحوا في الحصول على وظائف -والتي كان من أبرز أسبابها الإعلانات اليومية المطروحة على سبلة الوظائف- سواء كانت في القطاع العام أو الخاص. ولم يتأثر عدد مرتادي قسم الوظائف والأعمال بوسائل التواصل الاجتماعي حيث يصل تقديرا إلى أكثر من ٨ آلاف متابع لكل إعلان وظيفي، ويصل أحيانا إلى أكثر من 25 ألف متابع لإعلانات وزارة الخدمة المدنية والمؤسسات الحكومية الأخرى.

تعليق عبر الفيس بوك