إلغاء اجتماع ألماني إسرائيلي وسط خلاف على المستوطنات

≤ منظمة حقوقية: تل أبيب هدمت عددا قياسيا من المنازل في 2016

برلين - رويترز

تقرَّر إلغاء اجتماع بين حكومتي ألمانيا وإسرائيل، كان من المقرَّر عقده في مايو، وسط مشاعر إحباط متزايدة في برلين جراء أنشطة الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة. وقال متحدث ألماني إن الحكومتين اتفقتا على تأجيل الاجتماع السنوي على مستوى رئيسي الحكومتين والوزراء حتى العام المقبل، وعزا سبب التأجيل إلى ازدحام جدول أعمال الحكومة في ضوء رئاسة ألمانيا لمجموعة العشرين.

وأكَّد مُتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إلغاء الاجتماع بسبب انشغال الجانب الألماني. غير أنَّ مسؤولين ألمان -تحدثوا شريطة عدم الكشف عن أسمائهم- أشاروا إلى أن السبب الحقيقي لإلغاء الاجتماع هو الشعور بأنَّ تباعد مواقف الحكومتين في قضية السلام في الشرق الأوسط يجعل الاجتماع غير ذي جدوى. وقال مسؤول ألماني كبير: "علاقاتنا تقلصت تماما. فقد يئسنا فعليا من تحقيق تقدم في المناخ الحالي." وكانت الحكومات الألمانية عملت على جعل العلاقات القوية مع إسرائيل من أولوياتها القصوى منذ الحرب العالمية الثانية، وبذلت جهودا كبيرة للتعويض عن مقتل ملايين اليهود في ظل الحكم النازي.

غَيْر أن العلاقات توترت في السنوات الأخيرة بعد أن شككت ألمانيا في التزام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحل الدولتين لتسوية القضية الفلسطينية. وشجَّع انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما يبدو نتنياهو على تصعيد البناء في المستوطنات التي تعتبرها ألمانيا ودول أخرى كثيرة غير قانونية وتمثل عقبة أمام إحلال السلام.

وتختلف إسرائيل مع هذا الرأي، وتسوق أدلة من التوراة وتستند لروابط تاريخية وسياسية بالضفة الغربية والقدس الشرقية التي استولت عليها في حرب الشرق الأوسط 1967؛ حيث يعيش حوالي 2.6 مليون فلسطيني. وقد بنت إسرائيل حوالي 120 مستوطنة في الضفة الغربية يعيش فيها حوالي 350 ألف مستوطن بخلاف 200 ألف يعيشون في القدس الشرقية.

ومنذ تنصيب ترامب الشهر الماضي، وافق نتنياهو على بناء ستة آلاف وحدة سكنية في المنطقتين؛ مما أثار انتقادات دولية لم يشارك فيها البيت الأبيض. ومع ذلك أخذت إدارة ترامب في الأيام الأخيرة موقفا أوضح، فقالت إن بناء مستوطنات جديدة أو توسعة المستوطنات القائمة قد لا يفيد في تحقيق السلام. ومن المقرر أن يجتمع نتنياهو مع ترامب في واشنطن اليوم. وقد تفادى قبل سفره الرد على سؤال عما إذا كان لا يزال يؤيد إقامة دولة فلسطينية وقال إنه سيوضح موقفه خلال الزيارة.

من جانب آخر، قالت منظمة حقوقية إسرائيلية، أمس، إنَّ العام 2016 شهد عددا قياسيا من منازل الفلسطينيين التي هدمتها إسرائيل في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وأضاف مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسيلم) في تقرير "هدمت السلطات (الإسرائيلية) شرقي القدس 88 منزلا سكنيا و48 مبنى. في بقية أنحاء الضفة الغربية هدمت السلطات 274 منزلا و372 مبنى استُخدمت لغير أغراض السكن".

وقالت المنظمة في تقريرها: "تعكس أعمال الهدم هذه سعي إسرائيل للحدّ من الوجود الفلسطيني في المناطق التي تحاول السيطرة عليها مستخدمة لأجل ذلك الوسائل التخطيطية والإداريّة." وأضافت المنظمة بأنَّ عمليات الهدم في الضفة الغربية باستثناء القدس "خلفت بلا مأوى 1134 شخصا من ضمنهم 591 قاصرا".

وجاء في التقرير أن "نطاق الخراب الذي زرعته إسرائيل في هذا العام (2016) يفوق عدد المنازل التي هدمتها في الضفة في العامين 2014 و2015 معا". وأورد التقرير تفاصيل عمليات الهدم التي شملت معظم أنحاء الضفة الغربية.

ويحتاج الفلسطينيون من أجل البناء في المناطق المصنفة (ج) حسب اتفاق أوسلو والتي تشكل 60 بالمئة من الضفة الغربية إلى موافقة من الجانب الإسرائيلي والذي نادرا ما يوافق على منحها.

تعليق عبر الفيس بوك