أكرموا المحتاج واحذروا المحتال

ناصر العبري

مع بداية كل عام دراسي أو الأعياد الدينية تطالعنا برامج التواصل الاجتماعي بإعلانات تحث على ضرورة التبرع للمعسرين ممن لا يوجد لديهم دخل شهري. وللأسف تصدر هذه الإعلانات من أناس أصحاب وظائف حكومية، وتتكرر هذه الإعلانات مع مطلع كل عام دراسي أو عيد فطر أو أضحى، وكأنّهم يدغدغون مشاعر وأحاسيس الناس مع تلك الشعائر الدينية أو الدراسية منها. وكأنّهم تناسوا أنّ حكومتنا الرشيدة أنشأت وزارة متكاملة تعنى بحال المعسرين وأصحاب الدخل المحدود؛ وهي وزارة التنمية الاجتماعية التي تمارس دورها على أحسن وجه، وتقوم مع مطلع كل عام دراسي أو الأعياد الدينية وحتى الوطنية بتوزيع ما يلزم تلك الفئة العفيفة من حقائب مدرسية بكامل مستلزماتها وحسب القوائم المعدة من الباحثين فيها.

الإنسان العماني خلقه الله تعالى شهمًا وكريمًا ورحومًا تجاه أبناء جلدته حتى خارج الوطن ولا ينتظر أولئك لتذكيره بعمل الخير، فهو على مدار العام يتصدق بما تجود به نفسه، وكذلك الفرق الخيرية والتطوعية المعتمدة من الوزارة قائمة بدورها الكبير.

إنّ استمرار هذه الفئة من الناس في طلب المساعدات المالية بغرض توصيلها للمعسرين يشوّه سمعة الوطن والوزارة وكأنّ الحكومة لم تعط هذه الفئة حقها من الرعاية. وإذا كان هؤلاء صادقين أو غير ذلك فأين هم من الأسر المعسرة باقي أيام السنة؟ هذا إذا كانت هناك فعلا أسر معسرة، وأنا اتفق مع الرأي القائل بأن هناك بعض الأسر المعسرة والتي تقطن في أماكن بعيدة وفي قمم الجبال وهؤلاء لم تنسهم حكومتنا الرشيدة ولكن يجب على المروجين إذا كانت لديهم أسماء أسر وفعلا معسرة أن يتوجهوا إلى دوائر الشؤون الاجتماعية المنتشرة في السلطنة، وسوف يعملوا اللازم تجاه أهلنا. كما أن بيوت الله والمجالس العامة ومدارس تحفيظ القرآن الكريم لم تسلم أيضا من هؤلاء الذين يطلبون التبرعات وعند متابعتك لهم ستجد أن ما يصل إلى تلك الأماكن الشيء اليسير مما جُمع من الناس والشركات؛ لذلك لابد من وضع حد لمثل هذه الفئة التي تتخذ من المعسرين شماعة لتحيق مآربها والعمل على توعية الناس منها، وإقامة الندوات والمحاضرات وتوجيه الناس في حال رغبتهم بالتبرع لصالح المعسرين الذين هم مسجلون في قوائم وزارة التنمية الاجتماعية.

كما يجب علينا إكرام المحتاج الذي نعرفه عن قرب والذي وصى عليه ديننا الحنيف والابتعاد كل البعد عن المحتال الذي يتخذ المعسرين والمحتاجين نافذة يعبر من خلالها إلى قلوب وعواطف الناس.