باحثتان عُمانيتان تستعرضان تجربة السلطنة في تعليم العربية للناطقين بغيرها في بروناي

 

 

بندر سري بجاوان - العمانية

شاركت كل من الدكتورة نورة بنت علي الحوسنية، من كلية العلوم التطبيقية بعبري، والدكتورة هند بنت عبد الله الهاشمية، من كلية العلوم التطبيقية بصحار، في فعاليات المؤتمر العالمي حول تعليم اللغة العربية في جنوب شرق آسيا تحت شعار "العربية لغة المسلمين وحضارتهم" الذي نظمته جامعة سري بكوان للتربية الدينية وجامعة السلطان الشريف علي الإسلامية في العاصمة البروناوية بندر سري بجاوان.

وسلطت المشاركتان الضوء في بحثيهما على واقع تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في مؤسسات التعليم العالي والتعليم المدرسي بالسلطنة، واستعرضتا السُبل الكفيلة بمواصلة تعزيز تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وقدمتا مقترحات من شأنها الارتقاء بجودة تعليم وتعلم اللغة العربية للناطقين بغيرها ومضاعفة إنتاجها واستمرارية عطائها.

وقالت الدكتورة نورة بنت على الحوسنية، الحاصلة على شهادة الدكتوراه في الفلسفة في التربية تخصص مناهج اللغة العربية وأساليب تدريسها، إن تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها يُعدّ شكلاً من أشكال التواصل الحضاري، وأشارت إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها سلطنة عُمان على الأصعدة كافة والمستويات الرسمية والخاصة لأجل تعزيز مكانة اللغة العربية وتفعيل دورها في الحياة المجتمعية المحلية والعالمي.

وأوضحت أنَّ كلية السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها تعدّ دليلا عمليا على اهتمام السلطنة باللغة العربية، حيث تعمل هذه الكلية على استقبال الطلبة الأجانب على مختلف مستوياتهم التعليمية الثقافية واللغوية والدينية ومحاولة مزجهم بهدف واحد، وهو تعليمهم اللغة العربية وغرس روح لغة الضاد بداخلهم وتصحيح مفاهيمهم عنها.

وحاولت الحوسنية حصر وقراءة أهم الجهود التي تبذلها وزارة التعليم العالي بسلطنة عُمان مُمثلة بكليات العلوم التطبيقية لتعزيز مكانة اللغة العربية ونشرها وتعليمها، بهدف بيان أهم ملامح تلك الجهود من خلال التطرق لبعض المبادرات والتجارب المرتبطة بخدمة اللغة العربية وتعليمها للناطقين بغيرها.

بدورها بينت الدكتورة هند بنت عبد الله الهاشمية، الأستاذة المساعدة في مناهج وطرق تدريس اللغة العربية- كلية العلوم التطبيقية بصحار، أنه رغم الجهود المبذولة في مجال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الحكومات، فإن هذا المجال بحاجة إلى مزيد من البحث والدراسة، لا سيما في مجال إعداد المناهج التعليمية. موضحة أنها أعدت منهاجاً لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في المستوى الابتدائي الذي يفترض أن متعلم اللغة العربية لم يسبق له تعلم هذه اللغة من قبل بانتظام، أو بشكل غير مُنتظم.

تجدر الإشارة إلى أنَّ المؤتمر عُقد بمشاركة باحثين وأكاديميين من مناطق جنوب شرق آسيا، والشرق الأوسط، وإفريقيا، وشكّل منصّة حوارية لتبادل الخبرات والنتائج البحثية المُتعلقة بتعليم اللغة العربية، بما يلبي احتياجات دول جنوب شرق آسيا في ميدان التدريس الفعال للغة العربية.

وعبّر سعادة السفير الشيخ أحمد بن هاشل المسكري، سفير السلطنة المعتمد لدى بروناي دار السلام، عن سعادته للمشاركة العمانية، مشيداً بإسهامات الباحثتين في إثراء محاور المؤتمر، ودورهما في تسليط الضوء على تجربة السلطنة المتميزة في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.

وأشار سعادته إلى أنّ هذه المشاركة أتت في سياق دعم الجهود التي تبذلها سفارة السلطنة بالتنسيق مع الجامعات ومعاهد التعليم العالي ببروناي للمساهمة في نشر اللغة والثقافة العربية، لا سيما الموروث الثقافي الزاخر للسلطنة، حيث كان من ثمار هذه الجهود أن قامت كلية السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بتقديم "أربعة مقاعد دراسية" دورية للطلبة البروناويين لدراسة اللغة العربية، مضيفاً أنه من المزمع ابتعاث الدفعة الثالثة من الطلبة البروناويين لدراسة اللغة العربية في السلطنة خلال العام الحالي.

وأكد سعادته أنَّ هذه المساعي قد أثمرت كذلك عن إنشاء ركن للإصدارات العُمانية بمكتبة جامعة السلطان الشريف علي الإسلامية، يحتوي على أكثر من 500 كتاب وإصدار تسلط الضوء على إسهامات العلماء والمفكرين والباحثين العُمانيين في إثراء الإنتاج الفكري، بما يلبي احتياجات طلبة العلم والباحثين في ضروب المعرفة المختلفة.

تعليق عبر الفيس بوك