"قوات سوريا الديمقراطية" تعلن بدء مرحلة جديدة من هجوم الرقة وقلق دولي حول وضع المدنيين

 

 

 

محافظة الرقة - سوريا -رويترز  

أعلن تحالف قوات سوريا الديمقراطية أمس عن بدء مرحلة جديدة من عملياته في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش بهدف إكمال عزل المدينة وقطع الطريق المؤدي لمحافظة دير الزور على المتشددين.

وقال التحالف في بيان إن العملية تجري "بدعم متزايد لقوات التحالف الدولي سواء عبر تأمين التغطية الجوية لتقدم قواتنا أو عبر المساعدة التي تقدمها فرقها الخاصة لقواتنا في أرض المعركة."

وأضاف "وسيكون اكتمال عملية عزل مدينة الرقة هدفا أساسيا في هذه المرحلة من حملتنا العسكرية."

وشنت قوات سوريا الديمقراطية -وهي تحالف يضم أيضا وحدات حماية الشعب الكردية السورية- حملتها في نوفمبر تشرين الثاني بهدف تطويق الرقة للسيطرة عليها في النهاية.

واستعر القتال أيضا بين داعش وقوات الحكومة السورية إلى الشمال الشرقي من حلب حيث يقترب الجيش من مدينة الباب الخاضعة للتنظيم في مجازفة بمواجهة محتملة مع القوات التركية التي تقاتل التنظيم في نفس المنطقة.

وقال قيادي في التحالف لرويترز إن القوات تقدمت حتى الآن بضعة كيلومترات في المرحلة الأخيرة التي تهدف للسيطرة على مناطق تقع إلى الشرق من المدينة بما يشمل الطريق السريع الذي يربطها بمحافظة دير الزور.

وتخضع محافظة دير الزور بالكامل تقريبا لسيطرة تنظيم داعش وهي تمتد حتى الحدود العراقية. وقال مصدر عسكري كردي لرويترز مؤخراً  إن أهداف هذه المرحلة تشمل السيطرة على الطريق السريع الرئيسي في المنطقة.

ويساند مئات من القوات الأمريكية الخاصة عمليات قوات سوريا الديمقراطية ضد الدولة الإسلامية في شمال سوريا. وقالت فرنسا في يونيو إن قواتها الخاصة تقدم المشورة لمقاتلي المعارضة في ذات المنطقة.

وحضر ممثلون عن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تلاوة بيان في قرية بشمال محافظة الرقة يعلن بدء المرحلة الجديدة.

 

* المرحلة الثالثة

 

وهذه هي المرحلة الثالثة من عملية تحرير الرقة. واستهدفت المرحلة الأولى مناطق إلى الشمال من مدينة الرقة. ولا تزال المرحلة الثانية التي تستهدف مناطق إلى الغرب من المدينة مستمرة إذ لم تسيطر قوات سوريا الديمقراطية بعد على سد الفرات الخاضع لسيطرة داعش.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ضربات جوية أمس الاول أصابت جسرين على نهر الفرات مما تسبب في إعاقة الحركة من المدينة باتجاه الجنوب ومقتل ستة من مسلحي التنظيم.

وأثار دعم الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية توترات مع تركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي والتي تعتبر وحدات حماية الشعب امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل على مدى ثلاثة عقود للحصول على حكم ذاتي.

 

وتقول الولايات المتحدة إنها تقدم التدريب والدعم المادي للعناصر العربية فقط في قوات سوريا الديمقراطية. وقد زودتها الشهر الماضي وللمرة الأولي بمركبات عسكرية مدرعة للمساعدة في عملية تحرير الرقة.

ووقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا الأسبوع الماضي يطلب من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ورؤساء الأركان ووكالات أمنية أخرى تقديم خطة أولية خلال 30 يوما لدحر داعش.

وأحد القرارات الرئيسية المنتظرة من إدارة ترامب هو ما إذا كانت ستقدم أسلحة بشكل مباشر لوحدات حماية الشعب.

وتركز الحملة المدعومة من واشنطن على التنظيم في سوريا على المناطق الشمالية من البلاد. وشنّت تركيا هجومها على داعش على طول حدودها في أغسطس ونشرت أفرادا من الجيش لدعم جماعات تابعة للجيش السوري الحر.

وقابلت الحملة التركية الساعية أيضا لوقف توسع وحدات حماية الشعب الكردية مقاومة شرسة من داعش في الباب منذ ديسمبر الماضي.

وحققت قوات الحكومة السورية تقدما سريعا باتجاه الباب في الأسبوعين الماضيين.

 

قلق دولي

من ناحية أخرى أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ، إزاء وضع المدنيين المتضررين من عمليات مكافحة ما يسمى تنظيم داعش في وحول مدينة الباب في محافظة حلب شمالي سوريا.

وقال المتحدث باسم المنظمة، ستيفان دوجاريك، للصحفيين إنّ التقديرات تشير إلى أنّ نحو 30 ألف مدني فروا من مدينة الباب والمناطق المحيطة بها منذ أواخر شهر ديسمبر الماضي متجهين أساسا نحو مناطق أخرى في حلب.

وأضاف أن الأمم المتحدة توفر بالتعاون مع شركائها المساعدة للمشردين في هذه المناطق، وذلك من خلال إنشاء مراكز استقبال وعبور لاستقبال وتوفير المساعدات الأساسية للمحتاجين.

وأكد المسؤول الدولي أن ما يصل إلى 10 آلاف من المدنيين مازالوا في مدينة الباب، التي تواجه ظروفا صعبة في ظل داعش بما في ذلك القيود الشديدة التي يفرضها التنظيم على حركة التنقل.

يذكر أنّ داعش يفرض قيودا صارمة على الوصول إلى مدينة الباب والمناطق المحيطة بها منذ سيطرته عليها قبل نحو 3 سنوات، كما أنّ العمليات العسكرية الجارية هناك تقيد حركة الأمم المتحدة وشركائها في هذه المناطق.

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة