العُرس المسقطي

 

 

تتزين مسقط اليوم بمهرجانها السنوي الكبير، وتتلألأ أضواؤها وتكتسي بحلة الفرح، فها هو المهرجان يفتح أبوابه أمام زواره بعد عصر اليوم ولمدة شهر، في عرس حضاري وسياحي وثقافي وفني كبير، حيث يقدم المهرجان كل ما يناسب كافة الأعمار والشرائح، من عروض وفعاليات في مختلف الأنشطة لإشباع كافة الاهتمامات، وتتألق عمان بشخصيتها وتراثها الحضاري.

ولا يكتسب المهرجان أهميّته فقط من كونه مقصداً للزوار من العمانيين والمقيمين والسياح والأشقاء الخليجيين والعرب، أو كونه يبرز مختلف الجوانب التراثية العريقة وكرم الضيافة العربي الأصيل الذي اشتهر به العمانيون على مرّ التاريخ، وإنّما أيضاً يجمع الكثير من الفرص الاقتصاديّة في حزمة واحدة تحت لافتته، فهو مقصد سياحي هام ومن عوامل الجذب الأساسية في خطط التنمية السياحية، كما أنّه يحتضن عدداً كبيراً من رواد ورائدات الأعمال ضمن أنشطته المتنوعة.

ورغم الجهود المبذولة على كافة الأصعدة من بلدية مسقط والجهات المتعاونة معها لإنجاح هذا الحدث العربي الكبير، إلا أنّ هناك بعض الملاحظات الجديرة بالاهتمام والمتابعة، لكي يمكننا تحقيق الفائدة القصوى من هذا العرس العماني السنوي الكبير، وأهم تلك الملاحظات يتعلق بوسائل وإمكانيات تسويق المهرجان على المستوى الخليجي والعربي، فلا زال هناك بعض القصور في هذا الجانب، ونحتاج إلى أن نروّج بين الدول العربية الشقيقة لهذه المزايا الفريدة التي يجمعها المهرجان، كونه مقصداً سياحياً وفنياً وثقافيا كبيراً، خاصة وأنّه يقام في أجواء مناخية رائعة في تلك الآونة .

كذلك يمكن النظر بجدية إلى الاستعانة بنجوم من العرب والعالم للتواجد في المهرجان والترويج له من خلال مشاركتهم في الحفلات على سبيل المثال؛ حيث يمكن أن يلفت ذلك أنظار العالم ويصبح المهرجان حدثا عالميا، ويمكن في هذا الصدد العمل على تنظيم حفلات لمطربين ومطربات عالميين؛ عربا أو أجانب، وجذب عدد غير قليل من الفضائيّات ووسائل الإعلام المُختلفة.

إنّ توظيف مثل هذه الفعاليات في تنشيط قطاع السياحة يحقق أفضل النتائج المرجوّة، لاسيّما في ظل توجه الدولة لدعم القطاع السياحي باعتباره أحد أهم القطاعات المُستهدفة لتعزيز التنويع الاقتصادي، ورفد موارد الدولة بإيرادات لا تنتمي إلى القطاع النفطي، وتوفير فرص عمل لشبابنا ورفع معدلات النمو والناتج المحلي للبلاد.

تعليق عبر الفيس بوك