المعارضة السورية ستحضر محادثات قازاخستان

 

 

بيروت - عمَّان - رويترز

قال مسؤولون من المعارضة السورية، أمس، إنَّ جماعات المعارضة قرَّرت حضور محادثات السلام التي تدعمها روسيا وتركيا في قازاخستان؛ في محاولة لكبح النفوذ الإيراني في الحرب. ويعزز قرار المعارضة مبادرة تقودها روسيا تهدف لوضع نهاية للصراع الدائر منذ نحو ست سنوات.

وبدأت روسيا -أقوى حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد- الجهود الدبلوماسية الجديدة بعد أن تعرضت المعارضة لهزيمة كبيرة الشهر الماضي وفقدت المناطق الخاضعة لسيطرتها في شرق حلب. ولا تشارك الولايات المتحدة -التي فشلت جهودها لإطلاق محادثات السلام العام الماضي- في المساعي الدبلوماسية الأخيرة.

وقال الأسد إنَّ حكومته مستعدة لحضور المحادثات. وبعد أن فرض سيطرته على المزيد من الأراضي بدعم عسكري من روسيا وإيران يبدو الأسد أقوى مما كان عليه في أي مرحلة من مراحل الصراع. واتخذت جماعات المعارضة القرار خلال اجتماعات جارية في أنقرة وتعمل الآن على تشكيل وفد سيرأسه محمد علوش رئيس المكتب السياسي لجماعة جيش الإسلام حسبما صرح علوش لرويترز.

ويري محللون أنَّ المعارضة تتعرض لضغوط من أجل المشاركة من قبل تركيا أحد داعميها الرئيسيين. وفي وقت سابق هذا الشهر ألغت المعارضة أي محادثات بشأن مشاركتها في اجتماع استانة بسبب ما قالت إنه انتهاكات حكومية لوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا وتركيا. ويبدو أن أولوية تركيا في سوريا تحولت من الإطاحة بالأسد إلى محاربة الجماعات الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية في مناطق بشمال سوريا قرب حدودها. كما تحسنت علاقتها مع موسكو في الشهور القليلة الماضية.

وقال مسؤول في جماعة مسلحة تنتمي للجيش السوري الحر -طلب عدم نشر اسمه؛ لأن جماعات المعارضة لم تعين بعد متحدثا باسمها- إن "الفصائل سوف تذهب وسوف يكون أول بحثها موضوع وقف إطلاق النار والخروقات الأخيرة من قبل النظام". وأضاف بأنَّ هذا سيكون اختبارا للروس كضامن.

وقال زكريا ملاحفجي من جماعة "فاستقم": "غالبية القوى ارتأت أن تحضر والحديث يكون عن مناقشة تثبيت أو وقف إطلاق النار أي البنود الإنسانية ودخول المساعدات وإطلاق سراح المعتقلين".

ومن المقرر أن تنطلق المحادثات يوم 23 يناير في أستانة. وقال وزير خارجية تركيا إنَّ أنقرة وموسكو قررتا دعوة الولايات المتحدة للحضور. ولم يؤكد متحدث باسم الكرملين أمر الدعوة أمس الإثنين. وكما هي الحال في مفاوضات السلام التي جرت العام الماضي تم استبعاد جماعات كردية قوية تسيطر على مساحات واسعة من شمال سوريا بناء على رغبة تركيا.

وتواصل القتال رغم الهدنة -خاصة قرب دمشق- حيث تحاول قوات الحكومة مدعومة بمقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية استعادة منطقة من قبضة مسلحي المعارضة تضم محطة رئيسية للمياه توقفت عن العمل بسبب تعرضها للقصف. ومن بين جماعات المعارضة التي ستشارك في اجتماع أستانة فصائل تنضوي تحت لواء الجيش السوري الحر تقاتل في شمال سوريا وبعضها تكبد الهزيمة في حلب.

وسيختلف وفد استانة عن الوفد الذي أرسلته الهيئة العليا للمفاوضات المدعومة من السعودية للمشاركة في محادثات السلام في جنيف العام الماضي. ومثلت الهيئة -التي تضم معارضين سياسيين وجماعات مسلحة- المعارضة في محادثات العام الماضي.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة