مجتمع شاب

 

 

عندما نُطالع آخر الإحصائيات حول إعمار مجتمعنا، يتضح أنَّ 42 في المئة من العمانيين دون سن 19 عامًا، وهؤلاء هم وقود الغد الذي ينبغي الاستفادة منه، واستشراف آفاق مُستقبل وطننا الغالي بكل ما يزخر به من قوة شبابية تُعين مؤسسات الدولة على تنفيذ خُطط التنمية والبناء، وذلك إيمانًا بأهمية الشباب ودورهم الحيوي في بناء المُجتمع.

وقد حظي الشباب العُماني بالرعاية السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المُعظم- حفظه الله ورعاه- منذ بزوغ فجر النهضة المُباركة بمُختلف وسائل الدعم رغبة من الحكومة الرشيدة في بناء مجتمع شاب يتمتع بالقوة البدنية والفكرية على السواء، فالمسارات التعليمية المُتقدمة تتوازى مع الاهتمام الواضح بالجوانب الصحية، فمنذ الولادة يجد الشاب العُماني كل الرعاية والاهتمام من مُختلف مؤسسات الدولة، في قطاعات التعليم والصحة والرياضة وغيرها...

وكانت- ولا تزال- التنمية البشرية والاهتمام بالشباب توجهًا أصيلًا لدى أولي الأمر، انطلاقًا من الثقة السامية في أنَّ الشباب هم منطلق أي عمل تنموي، وهم المُحفز الأوَّل علاوة على أنَّهم هدف أي برنامج تنمية أو تحديث؛ ولذلك لا تتوانى حكومتنا عن الدعوة لاستنهاض همم وإمكانات الشباب وتأهيلهم وتثقيفهم والاهتمام بأحوالهم المعيشية والصحية حتى يكونوا مؤهلين للقيام بالدور المُناط بهم.

وها هي الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات تضع أمامنا الكثير من الآمال والتفاؤل بمُستقبل مشرق، خاصة وأنها تتضمن  مؤشرات مرتفعة للوضع التعليمي والصحي لأطفال السلطنة، فمثلاً عدد الأطفال العمانيين حسب العمر المعتمد في قانون الطفل العماني (من 0 إلى 17 سنة) بلغ مليوناً و6 آلاف و651 طفلاً، وهو عدد ضخم يستوجب من الجميع الوقوف عنده ليدرك أنَّ هذه البلاد ستظل فتية دائمًا، مقارنة بدول أوروبية تعاني من شبح شيخوخة مُعظم السكان لديها، وهذا إن دل فإنّه يدل على ارتفاع معدلات الصحة الإنجابية بالسلطنة.

إنَّ الشباب قاطرة التنمية في كل دول العالم، وصانعو المستقبل، ولهذا وضعت السلطنة الشباب على رأس هرم اهتماماتها، فمن تشجيع المُبادرات الفردية الجادة الشابة، مرورًا بتحفيز القطاعات الناشئة وحتى دعم الشباب من رواد الأعمال، يتجلى بقوة حجم الدعم الذي تحظى به هذه الفئة، لذلك على الشباب أن يكونوا عند حسن ظن الجميع لتحقيق النجاح والإنجاز.

تعليق عبر الفيس بوك