أرقى صرح أكاديمي لتخريج جيل من القادرين على التخطيط للأمن والدفاع والقرارات الإستراتيجية

الاحتفال باليوم السنوي لكلية الدفاع الوطني .. مصنع القيادات العليا

...
...
...
...

 

 

 

 استطاعت في عامها الرابع إكمال بنيانها لتضاهي كبرى الكليات المماثلة في العالم

 

استضافت شخصيات بارزة كالأمين العام للأمم المتحدة وأمين الجامعة العربية وقادة إستراتيجيين لهم باع طويل في التخطيط

 

 

 

 

 

 

مسقط – الرؤية

احتفلت كلية الدفاع الوطني مساء أمس الأول بيومها السنوي الذي يوافق الثامن من يناير من كل عام، وهي تستضيف الدورة الرابعة بعد أن رفدت الأجهزة الحكومية العسكرية والأمنية والمدنية بكوكبة من صناع القرارات الإستراتيجية.

 هذا وتُعد كلية الدفاع الوطني أرقى صرح أكاديمي إستراتيجي يُعنى بإيجاد جيل من أبناء الوطن القادرين على دراسة الفكر الإستراتيجي والتخطيط على المستوى الوطني والإقليمي والدولي في المجالات ذات العلاقة بالأمن والدفاع وصناعة القرارات الإستراتيجية، وقد أنشئت بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم 2/ 2013م، وتم افتتاحها رسمياً في الحادي عشر من ديسمبر 2013م، وتخرجت أوَّل دورة منها في الثاني والعشرين من يوليو 2014م.

وفي هذه المناسبة قال اللواء الركن سالم بن مسلم قطن آمر كلية الدفاع الوطني إنّ الاحتفال يأتي كل عام تجسيدًا وتخليداً لهذا اليوم المجيد بدلالاته العميقة والتي تُعد برهاناً ساطعاً وثـمرة من ثـمار النهضة الظافرةُ المباركة التي يقودها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة - حفظه الله ورعاه - حيث تُعد كلية الدفاع الوطني أعلى صرح أكاديمي للدراسات الإستراتيجية في مجالي الأمن والدفاع في السلطنة وأتى إنشاؤها تجسيدًا للاهتمام الذي توليه حكومة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم لتنمية وتطوير الكوادر البشرية العمانية في مختلف قطاعات الدولة ومختلف المستويات".

وأضاف آمر كلية الدفاع الوطني "إيماناً بأهمية وجود مؤسسة تعليمية عليا تعمل على إعداد وتأهيل كفاءات وطنية عسكرية ومدنية على أسس علمية معاصرة تنسجم في مضمونها مع السياسات الوطنية في تنمية الكوادر البشرية وتأهيلها لتولي الوظائف القيادية العليا، صدر المرسوم السلطاني السامي رقم 2/2013/ في 8 يناير 2013م، بإنشاء كلية الدفاع الوطني وإصدار نظامها، حيث أرسى المرسوم السلطاني السامي أسس الكلية باعتبارها محفلا علميا وبحثيا متخصصا ودعامة أساسية تؤسس لفكر استراتيجي جديد في مفهوم العمل الوطني الشامل، ضمن منظومة إستراتيجية متكاملة تخدم السياسات الدفاعية وتُعزز مقومات الأمن الوطني العماني، وها هي كلية الدفاع الوطني بعد أربع سنوات منذ إشهارها تسير بخطوات ثابتة نحو تحقيق وأداء رسالتها السامية بكل ثقة ونجاح وتميز".

واختتم بالقول: "في هذه المناسبة الطيبة أجدها فرصة للتعبير عن عظيم شكري وامتناني لمعالي السيد الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع لما قدمه معاليه ويقدمه دوماً للكلية من اهتمام ورعاية كما يُسعدني أن أتقدم بالشكر لما يقدمه مجلس الكلية من إسناد دائم لسياسات الكلية وعلى رأسه الفريق الركن رئيس أركان قوات السلطان المسلحة رئيس مجلس الكلية وجميع أعضاء المجلس قادة الأسلحة وكبار القادة وأصحاب السعادة فلهم جميعاً كل التقدير، كما لا يفوتني أن أهنئ كافة منتسبي كلية الدفاع الوطني من موجهين وأكاديميين وإداريين وعناصر الإسناد الأخرى بهذا اليوم، كما يسرني أن أتقدم بالتهنئة والتحية لكل من شارك في الدورات السابقة والمشاركين الحاليين داعياً المولى جلت قدرته أن يحفظ عمان وقائدها المفدى وكل عام والجميع بخير".

بينما قال العميد الركن جوي ناصر بن جمعة الزدجالي (موجه إستراتيجي: "وضع المرسوم السلطاني السامي الخاص بإنشاء كلية الدفاع الوطني أهدافاً هامة لكلية الدفاع الوطني وتحدياً كبيراً كان على القائمين عليها العمل على الإيفاء به بكل كفاءة واقتدار، واليوم وبعد إكمال الكلية عامها الرابع، استطاعت وفي فترة وجيزة إكمال بنيانها الأكاديمي والتنظيمي والإداري، وأصبح منهاجها يضاهي كبرى الكليات المماثلة حول العالم كما أصبحت مخرجاتها ترفد الوطن بالكفاءات في مجال دراسات الأمن والدفاع بمفهومه الشامل وبالقدرات والمهارات في مجال التخطيط الإستراتيجي وإدارة الموارد والإدارة التنفيذية. بالإضافة إلى المنهاج الأكاديمي للدورة قامت الكلية بتنفيذ العديد من التمارين التي تحاكي الواقع على المستوى الإستراتيجي والتقارير الإستراتيجية في البحوث والتقارير الإستراتيجية التي ترفد صناع القرار بالرؤى والأفكار ودراسة الحالات التي تركز على قضايا إستراتيجية هامة تهم الشأن الوطني وبالتالي أصحبت الكلية منارة للتفكير ومصدراً هاماً للتحليل الإستراتيجي يرفد جهود الحكومة.

وبدوره قال السفير موسى بن حمدان الطائي (موجه إستراتيجي) :" تُعد كلية الدفاع الوطني مصنعًا للقيادات العليا على مستوى منتسبي وزارة الدفاع والمؤسسات المشاركة الأخرى، حيث يتيح برنامجها فرصة أمام المشاركين لاكتساب مهارات القيادة والتخطيط الإستراتيجي وتولي المسؤولية القيادية لخدمة هذا الوطن الغالي، ومساهمتنا بالمعرفة والخبرة كموجهين إستراتيجين مدعاة للفخر والاعتزاز ضمن هذا الصرح العلمي العريق" .

وقال العقيد الركن منصور بن خليفة السيابي (مشارك) : " عندما أتحدث كمشارك عن الكلية التي لم يتجاوز عمرها 4 سنوات، فإننا في الواقع أمام إنجاز لا يُقاس بالزمن، وذلك لما تملكه من إمكانيات تنظيمية وإدارية عالية مكنتها من تقديم مستوى أكاديمي مُتميز يرتقي بمنتسبيها في التفكير الإستراتيجي التحليلي والبناء العلمي الذي يؤهلهم لتقديم دراسات إستراتيجية متعمقة في مختلف المجالات ذات الصبغة الأمنية الدفاعية ضاهت أكاديمياً كليات عريقة سبقتها بسنوات طويلة في هذا المجال، فهنيئاً لعُمان هذا الصرح العلمي الذي أنشئ وفقا لتوجيهات ورؤى صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه- " .

في حين تحدث محمد بن سعيد المعمري من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية(مشارك) قائلاً:" أطيب الأمنيات بالاحتفال بيوم كلية الدفاع الوطني؛ وهي تحتفي بإتمام سنتها الرابعة، من عمرها البهيج في ظل النهضة المباركة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة - حفظه الله ورعاه - وأرفع خالص الشكر لطاقم العمل في كلية الدفاع الوطني بداية من اللواء الركن آمر الكلية ومساعده وهيئة التوجيه والموجهين الأكاديميين والهيئة الإدارية وصولاً إلى زملائي المشاركين في الدورة الرابعة؛ على كافة الجهود التي بذلت والمساعي التي حققت والتنظيم الدقيق والأداء عالي المستوى والمهنية الكبيرة، مما شكل لنا بداية عميقة ومركزة في فهم البيئة الوطنية، وتصور أشمل للبيئة الإقليمية والعالمية من مسيرة الدراسة في الكلية.

وأضاف: "إنَّ فهم علم الاستراتيجيات مهد الطريق لنا نحن المشاركين ليكون هذا التأسيس مرشدًا علمياً وعملياً من خلال الاستناد على النظريات والخبرات الإستراتيجية لكبار المنظرين في مجال الإستراتيجية والقادة الإستراتيجيين؛ لمساعدتنا على تعميق فهمنا بعلم الإستراتيجية والارتقاء بأنماط التفكير والتحليل والتخطيط الإستراتيجي لدينا".

كما تحدث بهذه المناسبة عدد من المشاركين السابقين في الكلية من مختلف الأجهزة العسكرية والأمنية والمدنية والذين نالوا شرف التخرج منها:

فيقول العقيد سليمان بن محمد العلوي من شرطة عمان السلطانية (مشارك) بدورة الدفاع الوطني الثانية : " تعد كلية الدفاع الوطني صرحًا علميًا ومنارة لتأسيس مفهوم العمل الوطني ضمن منظومة إستراتيجية شاملة تخدم السياسة الدفاعية وتعزز مقومات الدفاع الوطني، لقد نلت شرف الالتحاق بهذه الكلية الفتية ممثلاً لشُرطة عمان السلطانية ضمن الدورة الثانية، وقد استفدت كثيرا من فلسفة التعليم الذي تنتهجه هذه الكلية في مجالات تطوير الفكر الإستراتيجي والقدرات التحليلية ومهارات التخطيط الإستراتيجي وغيرها من العلوم العديدة".

 هذا وقد تمكنت كلية الدفاع الوطني من أن تحتل مكانة مرموقة بين مثيلاتها من الكليات وذلك بفضل تطبيق رؤيتها ورسالتها وكذلك الأهداف التي حددها المرسوم السلطاني. علاوة على الإعداد المبكر والتخطيط السليم لكل دورة والأخذ بملاحظات ومقترحات كل دورة إضافة إلى الكفاءة والخبرة العملية التي يتصف بها الكادر الأكاديمي والإداري، فجميع تلك العوامل ساعدت على تأهيل مجموعة من القادة الإستراتيجيين وفقاً لبرنامج أكاديمي نفتخر بتنفيذه. وليس بخافٍ أن المخرجات من الدورتين الأولى والثانية والآن الثالثة قد نهلت من فيض المعرفة الأكاديمية بشتى فروعها على المستوى الإستراتيجي في مجالي الأمن والدفاع والذي أهلها لتولي مناصب قيادية وإستراتيجية يعول عليها وذلك بفضل مصادر المعرفة المتنوعة التي وفرتها الكلية من خلال استقدام المحاضرين من الجامعات المرموقة ومراكز الفكر الإستراتيجي والوزراء والسفراء، وليس أدل على ذلك من استضافة الكلية من خلال برنامجها الأكاديمي لشخصيات بارزة كالأمين العام للأمم المتحدة، والأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وقادة الأسلحة الأمنية والعسكرية، إضافةً إلى قادة إستراتيجيين لهم باع طويل في القيادة والتخطيط على المستوى الإستراتيجي.

وقد استطاعت الكلية تحقيق مكاسب مشتركة مع جامعة السلطان قابوس من خلال ارتباطهما الأكاديمي بناءً على المرسوم السلطاني السامي 2/2013م. كما أوضحت الاتفاقية التي وقعت بين الطرفين جوانب التعاون والإسناد الأكاديمي، حيث يعد حصول المشارك على شهادة الماجستير في الدراسات الإستراتيجية في مجالي الأمن والدفاع من جامعة السلطان قابوس إنجازاً أكاديمياً كبيراً، كما أنَّ الاعتراف الأكاديمي من قبل هذه المؤسسة بحد ذاته يعد إنجازاً لكلية الدفاع الوطني. وهو مكسب لا يقتصر على الكلية فحسب ولكن إدراج برنامج الماجستير في الدراسات الإستراتيجية في مجالي الأمن والدفاع وهو الأول من نوعه ضمن برامج الدراسات العليا يُعد كذلك إضافة ومكسبًا لجامعة السلطان قابوس، كما تشتمل المكاسب أيضاً على الإشراف الأكاديمي للبرنامج من خلال انتداب ممثل أكاديمي من الجامعة حاضرا بصفة دائمة في الكلية والذي يعمل كحلقة وصل لتوفير المحاضرين من الجامعة وفقاً للموضوعات والمقررات المطروحة في برنامج الماجستير.

وتنبع فلسفة التعليم في الكلية من عراقة الثقافة العمانية ومخزونها الفكري، والمكانة المميزة للسلطنة في الخريطة الدولية.

 وتتمثل رسالتها في إعداد وتأهيل قادة إستراتيجيين من خلال الالتزام بتوفير بيئة أكاديمية تحفز على الإبداع الفكري والتعلم والبحث والتطوير بما يوفر المجال الرحب لإكساب المشاركين المعارف والمهارات والقيم والاتجاهات بما يؤهلهم لتولي المناصب القيادية في المستوى الإستراتيجي، هذا فضلاً عن مساهمة الكلية الفاعلة في السياسات العامة وتطوير الإستراتيجيات الوطنية واتخاذ القرارات في مجالي الأمن والدفاع.

وتنبثق رؤيتها من كونها منارة فكرية رائدة تحفز على الإبداع الفكري والتعلم والبحث والتطوير في المستوى الإستراتيجي في مجالي الأمن والدفاع الوطني.

 

 وترتبط الكلية أكاديمياً بجامعة السلطان قابوس وتستقطب في دوراتها التي تمتد لمدة عام كامل ضباطا من قوات السلطان المسلحة والأجهزة الأمنية وعدداً من كبار المسؤولين في القطاع المدني من الجهاز الإداري للدولة.

وتمنح الكلية المشاركين شهادة الإكمال لبرنامج دورة الدفاع الوطني من الكلية، وشهادة دبلوم الدراسات العليا من الجامعة، كما تمنح الكلية شهادة ماجستير الآداب في الدراسات الإستراتيجية للأمن والدفاع الوطني من جامعة السلطان قابوس لأولئك الذين يشتركون في برنامج الجامعة.

جدير بالذكر أنَّ أهداف كلية الدفاع الوطني تتمثل في إعداد وتطوير الدراسات الإستراتيجية في مجالي الأمن والدفاع وفق خطط وبرامج مُعتمدة، وتطوير الفكر الإستراتيجي والقدرة التحليلية ومهارات التخطيط الإستراتيجي، بالإضافة إلى صياغة السياسات الوطنية وصناعة القرار في مجالي الأمن والدفاع، وكذلك تنمية القدرة على توحيد وتكامل وتنسيق الجهود الوطنية في كافة المجالات ضمن إطار وطني شامل، وإعداد وتأهيل القادة الإستراتيجيين على النحو الذي يمكنهم من تولي المناصب العامة العسكرية والأمنية والمدنية وعلى المستوى الإستراتيجي، كما تهدف الكلية إلى توفير بيئة أكاديمية تحفز على التعلم والإبداع في الدراسات الإستراتيجية في مجالي الأمن والدفاع وتنمية الوعي والإدراك بقضايا الأمن الوطني، والقدرة على إدارة الأزمات وفق خطط منهجية علمية، وإجراء البحوث والدراسات وتطوير مهارات البحث العلمي في مجالي الأمن والدفاع.

ويشرف على الكلية مجلسان وهما مجلس الكلية، ويتشكل برئاسة رئيس أركان قوات السلطان المسلحة وقادة الأسلحة وآمر الكلية وعدد من أصحاب السعادة الوكلاء المُمثلين لبعض الوزارات الحكومية، والمجلس الأكاديمي الذي يتشكل برئاسة آمر الكلية وعضوية هيئة الكلية، وهو يُعد مجلساً داخليًا للكلية .

وزودت كلية الدفاع الوطني بالعديد من المرافق بما يمكنها من أداء دورها الوطني كالمرافق الإدارية والفنية والمرافق الأكاديمية والثقافية، وبما يسمح بخلق مناخ ملائم لتفعيل مقررات منهاجها العام وبيئة تحفز المشارك وهيئة التوجيه الإستراتيجي والأطقم الإدارية والفنية على العمل والإبداع وإطلاق مهاراتهم وقدراتهم كل في مجال تخصصه نحو تغطية ذلك المنهاج، وبما يحقق الأهداف الوطنية السامية والنبيلة التي تضطلع بها الكلية.

ويُحاضر في الكلية نخبة من الأكاديميين والمُفكرين والباحثين وصناع القرار من داخل السلطنة وخارجها، كما يتم استضافة أصحاب المعالي الوزراء ومن في حكمهم لإلقاء محاضرات عن إستراتيجيات وزاراتهم، وبما يحقق الغايات الوطنية ومقاصد الأمن والدفاع الوطني في إطار مقومات عناصر قوة الدولة.

وتنفذ الكلية في نهاية كل دورة التمرين الإستراتيجي والذي يُعد تتويجاً للحصيلة العلمية والفكرية التي اكتسبها المشاركون طيلة الفصول الدراسية، وتوظيفاً عملياً لخلاصة الدراسات الوطنية والإقليمية والدولية في إطار الأمن والدفاع الوطني وأساليب تسخير عناصر قوة الدولة بأبعادها الوطنية، وإدراكاً للغايات والمصالح الوطنية العليا.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك