أصحاب أعمال: أندية رواد الأعمال حلقة وصل مع مؤسسات الدولة لرفع مستوى الشراكة التكاملية

 

الرؤية- خالد الخوالدي

أكد عددٌ من رواد الأعمال أنَّ أهداف أندية رواد الأعمال تتمثل في الارتقاء بمستوى وآليات قنوات التواصل وجودتها بين رواد الأعمال وغرفة تجارة وصناعة عُمان من جهة والجهات المعنية من جهة أخرى، علاوة على رفع مستوى الشراكة التكاملية الفاعلة بين رواد الأعمال ومؤسسات الدولة.

وتُعد تجربة نادي رواد الأعمال في السلطنة من التجارب الجديدة التي يتعين الوقوف عندها بالدراسة والتشجيع والدعم من قبل مختلف المؤسسات؛ إذ إنَّ النادي سيكون بمثابة المظلة الرئيسية التي يلتقي تحتها أصحاب الأعمال، وخلال ديسمبر الماضي أجريت بغرفة تجارة وصناعة عُمان بصحار انتخابات مجلس إدارة نادي رواد الأعمال بشمال الباطنة مما تمخض عنه ولادة مؤسسة أهلية جديدة تهتم بقطاع مهم من القطاعات التجارية والاقتصادية في البلد.

من جهته، قال الدكتور سالم الوهيبي رائد عمل وصاحب شركة وعضو الجمعية العمومية لنادي ريادة الأعمال بمُحافظة مسقط إنّ تجربة النادي في محافظة مسقط سبقت تجربة الرواد في شمال الباطنة، مشيراً إلى أن تجربة التأسيس كانت ثرية وتمخض عنها الكثير من الأمور التي تسهم في دعم هذا القطاع الناشئ. وأضاف أنَّ النادي يُعد الصوت الرئيسي لرواد الأعمال، بجانب مؤسسات أخرى تدعم الرواد مثل الغرفة وهيئة ريادة وصندوق الرفد وغيرها من المؤسسات الداعمة، لكن نادي رواد الأعمال يمثل المظلة الاجتماعية والمجتمعية لمنتسبي هذا القطاع، وهو الصوت الناقل لهموم وتطلعات رواد الأعمال إلى المؤسسات ذات العلاقة.

وتابع الوهيبي أنّه في السنة الأولى من عمل النادي كان الهدف أن نضع النظام الأساسي للنادي لأنّه لا يُمكن أن يعمل النادي بدون إطار قانوني ومن ثم لابد أن نعمل على إيجاد مقر للنادي، والإضافة التي يمكن أن يضيفها الى جانب دور غرفة تجارة وصناعة عمان التي تمثل الحاضنة لهذا القطاع، ومن هنا نشأت الحاجة إلى إيجاد تكتل تكاملي بين رواد الأعمال كمؤسسة مستقلة إدارياً ومالياً واعتباريًا، كما أنّ النادي قادر على تمثيل أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة في التجمعات التجارية؛ كالمؤسسات الحكومية والشركات الكبرى، وحتى فيما يتعلق بتبادل الخبرات. وأشار الوهيبي إلى أنَّ هناك أندية متخصصة حول العالم، لكن نادي رواد الأعمال في السلطنة يمثل تجربة فريدة لا تتشابه مع أيَّ تجربة أخرى؛ حيث تم استخلاصها من قرارات ندوة سيح الشامخات. وشدد الوهيبي على أهمية التمييز بين مفهوم ريادة الأعمال وبين مفهوم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، فهما مفهومان مختلفان؛ إذ إنَّ رائد العمل يتسم بمميزات وخصائص محددة قد لا تنطبق على صاحب المشاريع الصغيرة والمتوسطة. لكنه أشار إلى أنَّ النادي يمثل مختلف الأطياف ويحاول معالجة كل المشاكل التي تُعاني منها المؤسسات الخاصة وإدارتها. وأوضح أنَّ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تمثل من 80 إلى 85 في المئة من المؤسسات العاملة في السلطنة، وفي حالة اجتماع هؤلاء تحت مظلة كيان واحد، سيكون الصوت والناقل والوسيط بين هذه المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة.

فيما قال حسن بن علي العجمي رئيس اللجنة الإعلامية وعضو اللجنة التأسيسية لنادي رواد الأعمال بشمال الباطنة إنَّ أهداف النادي تتمثل في الارتقاء بمستوى وآليات قنوات التواصل وجودتها بين رواد الأعمال والغرفة والجهات المعنية ورفع مستوى الشراكة التكاملية الفاعلة بين رواد الأعمال والجهات المعنية، بما يضمن تمكين قيام مؤسسات تجارية مستدامة تخدم المصلحة الوطنية اجتماعياً وسياسياً واقتصاديًا، إضافة إلى تمكين قيام تكتلات قطاعية تُحقق مبدأ التَّعاون والتكامل بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ كأساس للارتقاء بقيم الإنماء والعمل الجماعي بين رواد الأعمال، علاوة على اقتراح وتنفيذ فعاليات ومناشط تعنى بتنمية وتطوير أعمال رواد الأعمال. وأضاف العجمي أنَّ رؤية النادي تتلخص في تمثيل رواد الأعمال الحقيقيين أمام الحكومة والجهات الأخرى لإيصال آرائهم ومقترحاتهم بشفافية ومصداقية ومنهجية منظمة، مشيراً إلى أنَّ الزخم الذي أولته حكومة السلطنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خلال السنوات الماضية شكل حافزًا للعديد من الجهات الحكومية والخاصة التي لها صلة مُباشرة وغير مُباشرة بهذا القطاع من المؤسسات لتستغل طاقاتها وإمكانياتها من أجل تقديم كافة التسهيلات والحوافز للنهوض بها. وأوضح أنَّ غرفة تجارة وصناعة عُمان أبرزت اهتمامها وتجاوبها مع هذا التوجه باستحداث دائرة جديدة ضمن دوائر الجهاز التنفيذي للغرفة باسم دائرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ حيث تتعاون هذه الدائرة مع لجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الربط والتواصل مع أصحاب وصاحبات الأعمال والجهات الحكومية والخاصة من أجل النهوض بقطاع المؤسسات. واستطرد قائلاً إنّه على مدى الثلاث سنوات الماضية اتضح لهذه للجنة أنّ التَّحدي الأكبر في تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة هو ردم هوة التواصل بين رواد الأعمال والجهات المعنية، ومن ثم نشأت فكرة تأسيس نادي رواد الأعمال. وأكد أنَّ الهدف الرئيسي من إنشاء النادي يتمثل في توحيد صوت رواد الأعمال والمتمثل في تحدياتهم ومطالبهم وفرصهم وإيصالها بشكل ممنهج بعد دراستها ورفعها إلى الجهات المعنية.

وحول أهداف النادي، قال العجمي إنّ النادي يسعى إلى الارتقاء بمستوى وآليات قنوات التواصل وجودتها بين رواد الأعمال والغرفة والجهات المعنية، ورفع مستوى الشراكة التكاملية الفاعلة بين رواد الأعمال والجهات المعنية لتمكين قيام مؤسسات تجارية مستدامة تخدم المصلحة الوطنية اجتماعياً وسياسيًا واقتصاديًا، وتمكين قيام تكتلات قطاعية تحقق مبدأ التعاون والتكامل بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كأساس للارتقاء بقيم الإنماء والعمل الجماعي بين رواد الأعمال، واقتراح وتنفيذ فعاليات ومناشط تعنى بتنمية وتطوير أعمال رواد الأعمال، والمساهمة الفاعلة في نشر التوعية بثقافة ريادة الأعمال، وتفعيل جانب التعاون الاجتماعي والترفيهي بين رواد الأعمال.

وتحدث عضو اللجنة التأسيسية لنادي رواد الأعمال بمحافظة شمال الباطنة عن شروط عضوية النادي (الجمعية العمومية) وقال إنَّ من أهم الشروط أن يكون العضو عُماني الجنسية وأن يكون لديه مؤسسة صغيرة أو متوسطة، ومنتساً إلى غرفة تجارة وصناعة عمان، مشيراً إلى أن مجلس إدارة النادي يتكون من (9) أعضاء يتم اختيارهم كالآتي: (7) من  أعضاء النادي المُسجلين وتتولى الغرفة دعوة أعضاء النادي لعقد اجتماع عام يتم خلاله اختيار رواد الأعمال الحاصلين على أعلى الأصوات بالانتخاب السري، ويشترط للمتقدم لعضوية مجلس الإدارة أن يكون متفرغاً ومسجلاً بالهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة)، وممثل من غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة شمال الباطنة، وممثل من الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة) بمُحافظة شمال الباطنة. وتابع أنه خلال الاجتماع الأول للإدارة ينتخب رئيس ونائب للرئيس بشرط أن يكون من رواد الأعمال السبعة المترشحين، ويقوم المجلس باقتراح مهام النادي وخطة العمل وتشكيل الفرق التنفيذية التي يراها مناسبة لاعتمادها من مجلس إدارة الغرفة بالمحافظة.

وفيما يتعلق بآلية التصويت على قرارات النادي، قال العجمي إنّه يتم عرض أية مواضيع لم يتم الاتفاق عليها من الجميع على التصويت العلني  بشرط حضور الأغلبية وعند تساوي الأصوات يُرجح الجانب الذي صوت إليه رئيس النادي، وترفع توصيات ومقترحات النادي لرئيس مجلس إدارة الغرفة بالمُحافظة لاتخاذ اللازم بشأنها، ونظرًا لأنّ النادي سوف يكون تحت مظلة غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة شمال الباطنة، فإنّه سوف يكون للنادي حساب خاص تودع فيه كافة إيرادات النادي سواء الهبات أو الرعايات أو التبرعات أو الاشتراكات، وتكون آلية الصرف حسب المتبع في آليات الصرف في الغرفة وبالتنسيق مع إدارة النادي.

ثقافة ريادة الأعمال

وقال خالد بن عبد الله الحوسني وهو أحد الشباب الذين يعملون في المشاريع الصغيرة والمتوسطة إنّه يجب تشجيع أيّ عمل جديد يمكن أن يمثل همزة وصل بين رواد الأعمال والجهات الأخرى في الدولة، وذلك في ظل حاجة الشباب والفتيات من أصحاب وصاحبات المشاريع الصغيرة والكبيرة إلى تكتلات اقتصادية في مختلف المجالات الاقتصادية ونشر ثقافة ريادة الأعمال، التي يمكن من خلالها مناقشة التحديات التي تواجههم ووضع الحلول لها. وأشار الحوسني إلى أن هناك دماء جديدة تنضم وتعمل على مواصلة المشوار الذي بدأه المخلصون، مؤكدًا أنّ النادي سيكون مدعوما من قبل غرفة تجارة وصناعة عمان وسيقدم تصورات متطورة ومبتكرة للكيفية التي يمكن أن يدار بها الاقتصاد وفق خبرات المشاركين.

وأكد الحوسني أنّ كل مؤسسة حكومية أو خاصة أو أهلية إذا لم يعمل الجميع فيها بروح الفريق الواحد سوف تواجه إشكاليات وتحديات ومصاعب عدة، وهذه دعوة لمجلس إدارة نادي الرواد بمحافظة شمال الباطنة للعمل والجد والاجتهاد لتقديم المزيد من العطاء والتضحية والإخلاص في العمل وليتأكد الجميع أنه بعد التوكل على الله والعمل بصدق لن يكون هناك أي لوم إذا لم يتحقق النجاح الكامل، وعليه فعلى الجميع أن يكون صادقًا لتقديم ما يفيد أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المحافظة.

تعليق عبر الفيس بوك