350 أخصائيا من داخل وخارج السلطنة.. وافتتاح معرض المنتجات الطبية

"مؤتمر طب وجراحة العيون" يدعو لتبادل الخبرات في التقنيات الجديدة وتشخيص وعلاج الأمراض

 

 

 

مسقط – الرؤية

اختتمت أمس فعاليات مؤتمر طب وجراحة العيون 2017 والذي أقيم بمركز عمان الدولي للمؤتمرات ورعى حفل افتتاحه معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي - وزير الصحة – ونظمته الرابطة العمانية لطب العيون بالتعاون مع وزارة الصحة والخدمات الطبية بالقوات المسلحة والمجلس العماني للاختصاصات الطبية وجامعة السلطان قابوس.

تضمن برنامج افتتاح المؤتمر كلمة للدكتور راشد بن محمد السعيدي – رئيس الرابطة العمانية لطب العيون، رئيس المؤتمر – أكد في بدياتها على أن الرابطة العمانية لطب العيون تقوم في كل دورة بالتركيز على مرض معين من أمراض العيون من بداية التشخيص وحتى آخر تقنيات العلاج والأدوية المستخدمة؛ وبخصوص ذلك يتم التعاون مع الهيئات والمنظمات الطبية العالمية من أجل ظهور المؤتمر بالشكل المناسب والمرجو، وبما يتواكب مع التقدم المستمر في الخدمات الصحية والعلاجية في السلطنة بشكل خاص والمنطقة بشكل عام.

موضحا أنّ الاستعدادات لعقد هذا المؤتمر بدأت منذ بداية 2015 حيث تم تشكيل اللجنة المنظمة ولجان فرعية كل في مجال مختلف وذلك من مختلف القطاعات الصحية الحكومية وكذلك الخاصة.

وقال السعيدي: كما نعلم؛ فإنّ السلطنة من الدول التي استطاعت القضاء على معظم الأمراض المعدية ومثال على ذلك مرض التراخوما المسبب للكثير من مضاعفات العيون مثل جفاف العيون وأمراض اعتلال الجفون والقرنية، الذي كان يسبب مشكلة لعدد كبير من السكان وأشغل أطباء العيون لأكثر من ثلاثة عقود. وهذا الإنجاز جاء نتيجة الجهود الكبيرة لمؤسسات الخدمات الصحية في السلطنة للقضاء على هذا المرض، الأمر الذي أدى لأن يصبح التركيز الآن على علاج الأمراض المستعصية التي تحتاج إلى خبرات دقيقة ومتقدمة إضافة إلى وجود قاعدة بحثية متينة تتناسب مع هذه الأمراض ولذلك وبالإضافة إلى ما تقوم به المؤسسات الصحية من تدريب أطباء العيون داخل وخارج السلطنة يأتي تنظيم هذه المؤتمرات المتخصصة لرفع قدرة الأطباء العاملين داخل السلطنة والمنطقة بشكل عام بما تقدمه من معلومات حديثة ومناقشات وورش العمل المصاحبة.

وأضاف: نتيجة لتقدم السلطنة في السيطرة على الأمراض السارية والمعدية بشهادة المنظمات العالمية؛ جاء التركيز على مواجهة الأمراض المعاصرة والمستعصية المسببة لضعف النظر أو العمى، ومن هذا المنطلق ركز المؤتمر على كيفية علاج هذه الأمراض ولكي يتحقق هذا بدأت رابطة العيون الممثلة لقطاع طب العيون في السلطنة بوضع آلية للمؤتمر لكي يؤدي الدور المرجو منه. وسعيا وراء تحقيق هذا الهدف فإن تطوير وسائل التشخيص لعلاج أمراض العيون وإيجاد طرق حديثة لعلاجها سينعكس إيجابيا على المريض والطبيب في آن واحد.

 

 

موضحا أنه لتحقيق هذا الهدف؛ تم وضع العديد من الخطوات تتمثل في: تطوير وسائل التشخيص، تطوير وسائل العلاج الطبي والجراحي، ايجاد وسائل علاج تتناسب مع بيئتنا، تطوير البحث العلمي في مجال طب العيون، تطوير التدريب الطبي لأطباء العيون ومساعديهم، الاستفادة من خبرات الدول المتقدمة ودول المنطقة التي تشترك معنا في مسببات أمراض العيون، نشر الوعي الصحي لدى المجتمع.

وأضاف الدكتور راشد السعيدي أن الرابطة العمانية لطب العيون تحاول جاهدة المساعدة في نشر التعليم المستمر بين أطباء العيون ومساعديهم في السلطنة من خلال عقد المؤتمرات والحلقات التعليمية بشكل مستمر، كما تقوم بالتعاون مع المؤسسات الصحية داخل وخارج السلطنة باطلاع الأعضاء على التحديثات الطبية في مجال تخصص العيون وإيصال المعلومة إمّا من خلال الدوريات الطبية أو عن طريق البريد الالكتروني للأعضاء أو عقد حلقات وورش طبية دورية.

مشيرا إلى أنّ مما يميز الرابطة العمانية لطب العيون إصدارها مجلة علمية طبية متخصصة في نشر البحوث والجديد في طب وجراحة العيون، معترف بها من ومسجلة عالميا، ويمكن قراءتها في أي مكان في العالم.

كما قدم الدكتور ج.وماير – استشاري أول بمستشفى العيون في جامعة ميونخ بألمانيا - محاضرة عن بنوك القرنيات أوضح فيها دور هذه البنوك في توفير الأنسجة الحية (القرنية) الخالية من الأمراض المعدية والأوبئة والجاهزة للزراعة في حالات أمراض عتمة القرنية.

فيما قدم البروفيسور س. بريجلينجر – رئيس مستشفى العيون في جامعة ميونخ بألمانيا – محاضرة حول المنظور الحديث لعمليات تصحيح النظر أشار فيها إلى أهمية تصحيح المفهوم الخاطئ عن تصحيح النظر بأنه لغرض التجميل وإنما الصحيح لأنه حق من حقوق المريض أولا وثانيا لأن التصحيح يعمل على تحسين مستوى النظر وبالتالي رفع مستوى الإنتاجية وتحسين المستوى الاجتماعي لدى المريض.

وفي الختام قام معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي - وزير الصحة. راعي المناسبة – بافتتاح معرض المنتجات الطبية والتقنيات الحديثة المستخدمة في علاج أمراض القرنية وجراحاتها المختلفة المصاحب للمؤتمر والذي تشارك فيه نخبة من الشركات الدولية المتخصصة في إنتاج المعدات والأجهزة والتقنيات الطبية العلاجية، علاوة على المطويات والكتيبات التوعوية. حيث استمع الحضور إلى شرح واف عن محتوياته.

شهد المؤتمر مشاركة محلية وإقليمية ودولية واسعة تزيد عن 350 من العاملين في تخصصات العيون المختلفة من السلطنة وعدد من دول مجلس التعاون والدول العربية ومختلف دول العالم من الأطباء والممرضين، وفنيي البصريات، الباحثون في مجال طب العيون، وغيرهم من المشتغلين بهذا المجال.

المؤتمر يسعى لتحقيق العديد من الأهداف أهمها اطلاع المشاركين على جديد طب العيون خاصة فيما يتعلق بكيفية تشخيص واكتشاف وعلاج أمراض القرنية في مراحله الأولى، تبادل الخبرات والتجارب مع المشاركين الإقليميين والدوليين، التعرف على التقنيات الجراحية الجديدة المستخدمة في تشخيص وعلاج القرنية وأمراض العين الأخرى.

واشتمل المؤتمر على تقديم أوراق عمل ناقشت طب العيون كأمراض الشبكية والمياه البيضاء فيما سيتم التركيز بشكل أكبر على أمراض القرنية كعتامة واعتلال قرنية العين وتحدب القرنية (القرنية المخروطية) الذي يعتبر من الأمراض الرئيسة المسببة لضعف أو فقدان النظر ويمكن علاجه أو الحد من آثاره إذا تم تشخيصه وعلاجه في مراحله الأولى، يقدمها نخبة من المحاضرين المتخصصين من السلطنة ومن عدد من دول مجلس التعاون ومصر والدول الأوربية ومن مختلف دول العالم.

وسلطت حلقات العمل المصاحبة للمؤتمر الضوء على أمراض تحدب القرنية (القرنية المخروطية) والشبكية، فيما تناقش المحاضرات وأوراق العمل التي سيقدمها المحاضرون مواضيع: أمراض القرنية (التاريخ والفسيولوجيا المرضية)، التصوير الشعاعي، عملية تثبيت القرنية، استخدام العدسات اللاصقة في حالات الإصابة بالمرض، مرض القرنية المخروطية لدى الأطفال، التدخل الجراحي وتقنية الزرع الجزيئي الأمامي العميق والزرع الكلي للقرنية، مرض القرنية المخروطية والجلوكوما.

يذكر أنّه تمّ اعتماد (8) ساعات تعليمية من الفئة (أ) من قبل المجلس العماني للاختصاصات الطبية للمشاركين في مؤتمر طب وجراحة العيون 2017 وحلقات العمل المصاحبة.

تعليق عبر الفيس بوك