أكدوا أن الحكمة السامية أرست أسس دولة المؤسسات القائمة.. والنهضة المباركة حاضرة في شتى مناحي الحياة

مسؤولون: سياسات السلطنة تدعم مسارات التنمية وترفد النمو الاقتصادي بمقومات التطوير والتقدم

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

 

 

 

بن علوي: السياسة العمانية ترتكز على مبادئ ومنطلقات النهضة المباركة

الفطيسي: مرحلة جديدة من التنمية.. والاهتمام ينصب على الاستفادة من المنجزات

الطائي: صناعة الأمل للشباب إحدى المهام الرئيسيّة للإعلام

 

 

بن علوي: من لديه شعب مثل عمان لا يعرف الهزيمة.. والأزمات تأتي وتنتهي

الفطيسي: شبكة الطرق مثار إشادة دولية بفضل البنية الأساسية القوية.. وموانئنا تستوعب أكبر سفن العالم

نواصل تحقيق الجودة في التعليم وإعداد مخرجات تنافس عالمياً وتقديم مقترحات للتنويع الاقتصادي

 

 

 

 

الرؤية - مدرين المكتومية - محمد قنات- ناصر العبري

 

 

أكد معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية أن السياسة العمانية ذات مرتكزات وضعت منذ فجر النهضة المباركة، مشيرا إلى أن العمل السياسي والدبلوماسية العمانية اتسمت بالثبات.

وقال: "في أول سنة للنهضة قرر صاحب الجلالة أن يرسل وفدًا إلى كل الدول العربية الشقيقة، سُمي بوفد الصداقة العمانية، وهو أول وفد إلى الخارج يعرض رؤية مستقبل عمان، ويسعى لشرح الفكر الجديد في السلطنة، وكنت عضواً في هذا الوفد وجميع قادة الدول العربية الذين زرناهم كانوا فرحين ومستبشرين جداً خاصة الدول الرئيسية، وتوالت بعد ذلك المسيرة".

جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع معاليه ومعالي الدكتور أحمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات والمكرم حاتم بن حمد الطائي عضو مجلس الدولة – رئيس تحرير جريدة الرؤية في برنامج الحصاد السنوي الذي قدمه الإعلامي يوسف الهوتي على تليفزيون سلطنة عمان عشية العام الجديد.

وبدوره أكد معالي وزير النقل والاتصالات أنّ الدولة في البداية لم يكن بها شوارع أو طرق، أو صحة، أو كهرباء ولا خدمات، والآن توجد شبكة طرق يشار إليها بالبنان وموانئ بأعماق تستوعب أكبر سفن العالم، ومطارات متقدمة وبنية أساسية قوية، في ظل الحفاظ على الهوية والموروث العماني والاستمرار في تطوير الكادر البشري. وكل هذا لم يحدث إلا بتخطيط واضح ورؤية استشرافية عميقة لمولانا جلالة السلطان - حفظه الله ورعاه - والذي أعطى جهده ووقته لهذا البلد لكي يصل إلى مصاف الدولة العصرية.

وأشار معاليه إلى أن السلطنة دخلت مرحلة جديدة وخلال السنوات الخمس القادمة سينصب التركيز على كيفية تطوير البنية الأساسية الداعمة لتعزيز الاستفادة مما تم إنجازه، لافتا إلى تكوين فريق من الشباب ليقوموا بتنفيذ هذه الاستراتيجية.

بينما أكد المكرم حاتم الطائي أنّ الإعلام أحد الأركان الأساسية للنهضة العمانية مشيرا إلى أهمية التأكيد على النقاط الإيجابية وإبرازها للشباب، وأن ندفعهم للبحث عن فرص ونلهم خيالهم بقصص النجاح التي تحققت خلال 46 سنة. وقال الطائي إنّ التجربة العمانية مرّت بتحديات وصعوبات كبيرة وتم بناء عمان الحديثة بفضل الإرادة السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة – حفظه الله ورعاه - ولهذا فإنّ صناعة الأمل للشباب إحدى المهام الرئيسية للإعلام الذي يجب أن يركز بشكل كبير على بناء هذه الثقة في الجيل لكي يقوم بدوره كاملاً.

 

 

ويبدأ البرنامج بمقدمة من المذيع يوسف الهوتي يقول فيها: تأخذنا هذه الحلقة في فضاءات العمل الوطني ونستعرض أبرز النجاحات في مسيرة العطاء العمانية التي بدات أولى لبناتها من هنا وبالتحديد من قصر العلم العامر وانطلقت بثبات منذ عام 1970م وصولا إلى عام 2016 قاطعة 46 عاما من العمل المتواصل والتفاعل الإيجابي مع كل المراحل، مستشرفة عاما جديدا والأعوام القادمة بمزيد من التفاؤل والإيجابية.

ويضيف: هي مسيرة لم تكن سهلة وكان أمامها العديد من التحديات ولكن إرادة القيادة القابوسيّة الحكيمة المتناغمة مع رغبة شعب عميق نحو تحدي الصعاب والعمل بثقه وعزيمة واقتدار جعلت هذه المسيرة تحقق أهدافها، والسير بعمان الدولة والإنسان نحو آفاق التقدم والأزدهار؛ مسجلة تجربة تنموية تمكنت خلال 46 عاما من بناء دولة عصرية يتناغم فيها العمل السياسي مع الحراك الاقتصادي والنمو الاجتماعي والثقافي؛ في منهجية واضحة المعالم لدولة مستقرة قادرة على تجاوز المتغيّرات، فاعلة في محيطها الإقليمي والدولي، ونحن من خلال هذا الحصاد نبحث عن مسارات ونستدعي ذكريات، ونحلل واقعا ونقرأ مستقبلا هو الأجمل لعمان بإذن الله تعالى.

 

ويتحدث الهوتي في مستهل اللقاء عن قصر العلم العامر الذي انطلقت منه مسيرة البناء والتشيد.. وتساءل كيف يمكن وصف هذا المشهد التنموي منذ البداية؟

ليرد معالي يوسف بن علوي بالقول: مررت بهذه المنطقة، بما فيها قصر العلم، في عام 1958، ثم عدت مرة أخرى في عام 1970م، ووجدت مسقط كما هي لكن وجدت أن بها الجمال الأخاذ، ومواطنين وشعبا يتميّز بسرعة البديهة ولديه جدية، حيث كان الواحد يزهو بالأسواق التي توجد في مسقط أو مطرح، كنت هنا وعشت بمسقط في أحد البيوت، لا أذكره لأنّها تغيّرت وتجددت وتزينت بطريقة جميلة، وكنت عصرا أذهب من هنا إلى سداب، والآن هناك فرق كبير فنحن الذين عايشنا الفترتين، فترة ما قبل النهضة وفترة النهضة المباركة، نجد أنّ الجهد الذي بذل لا يمكن وصفه، وآثاره في كل أنحاء السلطنة.

ويضيف معاليه أن مولانا حفظه الله كان في خياله، يرى المشهد الذي نراه اليوم، البناء يعني بناء المساكن، لكن بناء الوطن كان ينفذ ضمن خطة ورؤية محددة تتسم بتراتبية، من حيث الوقت والزمن والحجم والجمال، كل شيء بقياساته، فتحولت إلى هذا المشهد الحضاري الجميل.

ويتداخل الهوتي قائلا إن تجربة النهضة العمانية تحمل مضامين تخطيطيّة، وهي تجربة متناغمة ومحددة بأولويات وبمسارات واضحة، بعدم القفز على المراحل، ليطرح التساؤل التالي: تجربة كهذه كيف يمكن وصفها وتحديد معالمها؟

ويأتي الرد من معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي: ما حدث في عمان هو تجسيد واضح لرؤية مولانا والأهداف والاستراتيجيات وتنفيذها بشكل فعال، تخيل في 1970م أنت تبدأ بدولة لا يوجد بها شوارع أو طرق، أو صحة، أو كهرباء ولا خدمات، وعندما ترى المشهد الآن في 2016م ستجد طرق يشار لها بالبنان، تصنف بأنّها من أفضل الطرق على مستوى العالم، دول قليلة تمتلك موانئ بأعماق كبيرة وتقف فيها أكبر سفن العالم، ومطارات متقدمة، والحفاظ على الهوية والتاريخ بعدم خسارة هذه الجوانب وتطوير الكادر البشري، كل هذا لم يحدث إلا بتخطيط واضح ورؤية وتنفيذ بامتياز ولله الحمد، وهذا يعني أن مولانا -حفظه الله ورعاه- أعطى جهده ووقته لهذا البلد الذي يعيش بمفهوم الدولة العصرية.

ويعاود الهوتي الحديث موجها حديثه للطائي، قائلا: لقد عايشت التجربة منذ اليوم الأول.. كيف كانت البداية؟ وأين نحن اليوم؟

ويقول الطائي: بالنسبة لي مسقط العامرة من الأماكن التي لها دلالات كبيرة جدا منذ الطفولة، حيث قضيت جزءا من طفولتي الأولى بالقرب من قصر العلم، أذهب كل صباح من البيت إلى المدرسة السعيدية بالجانب الآخر مشيا على الأقدام، كل يوم كنت شاهداً على قصر العلم وهو يشيد في تلك الفترة، والوعد الذي أطلقه صاحب الجلالة - حفظه الله ورعاه - للشعب العماني ببناء دولة عمان العصرية والحديثة وتحقق ذلك بالفعل.

ويضيف أنه في الجانب الآخر يقع القصر مطلا على قلعتي الجلالي والميراني، وهما من رموز القوة أو الاستقلال العماني والمنعة لهذا الميناء على مدى القرون والتاريخ، أيضا يمثل هذا القصر مفهوما أساسيا في فكر حضرة صاحب الجلالة - حفظه الله ورعاه- وأقصد الجمع بين الأصالة والمعاصرة، فلو رأينا العمارة التي شُيّد بها هذا القصرالمنيع فهي تنتمي إلى القصور العمانية القديمة، وهناك جزء معاصر، فلو رأينا الألوان، فسنجد اللونين المميزين هما اللون الأزرق والذهبي، اللون الأزرق هو لون السماء، لون الفرح ولون البهجة، والطموح اللامحدود، أمّا اللون الذهبي فيرمز إلى قوة الاقتصاد والوفرة، وهو ما تحقق بالفعل؛ وكأن اختيار اللونين كان استشرافاً للمستقبل، فقد تعانق الطموح مع القوة الاقتصادية ليحققا نهضة عمان المباركة.

ويؤكد الطائي أن مَنْ عايش تلك الفترة بداية السبعينيات يدرك جيدا حجم الفرح الاستثنائي الذي كان يشعر به العمانيون، كانت هنالك لحمة وطنية قوية أرساها حضرة صاحب الجلالة -حفظه الله ورعاه- فعاد المغترب لسنوات، وعاد غيره للعمل، كانت البلد في مُجملها ورشة عمل، هناك تبنى مدرسة وهناك شارع، ومستشفى وفي الاتجاه الآخر مركز صحي، وهنا من يبني بيتا جديدا، كانت المرحلة بها الكثير والكثير من التفاؤل والفرح والعمل المتواصل من الصباح إلى المساء، من لم يعش تلك اللحظات صعب أن يقوم بوصفها؛ خاصة في هذه الساحة، حيث كانت تأتي الفرق الشعبية لتقدم الأغاني والرقصات الشعبية حتى ساعات متأخرة من الليل، الرزحه أو الليو وغيرها.

بدايات النهضة

ويسأل الهوتي معالي بن علوي قائلا: كيف تمكنت الدولة على الرغم من قلة الموارد في بداية النهضة المباركة وأثناء المسيرة وفي ظل الأزمات التي كانت تحدث، وكان هناك إصرار للوصول إلى الدولة العصرية؛ كيف تمكن جلالة السلطان – رعاه الله- ومعه الشعب العماني من تحقيق ما أرادوا؟

فيجيب معاليه قائلا: من لديه شعب مثل عمان لا يعرف الهزيمة، هذه أزمات تأتي وتنتهي، لكن بالجهد والديناميكية العمل يستمر، فالنهضة استمرت على الرغم من كل شيء، وهذه نتيجة للتخطيط الحكيم للموارد المتاحة في كل الجوانب، ونحن الآن والحمد لله نحقق نجاحا لا يتوقف والمسيرة لا تتوقف والبناء سيستمر، بدأنا نلاحظ نمطا جديدا من المساكن والعمارات متعددة الطوابق، ورأينا أن الشباب يفضلون هذا النوع من المساكن، وهو تطور إيجابي للحياة، وفي تقديري ما تمّ إنجازه من بنية أساسية شيء هائل، فلو حصرنا الإمكانيّات المالية التي أنفقت عليها حتى الآن والعوائد المادية التي نتجت عنها سنتحدث عن أرقام فلكية، وهذه بحد ذاتها ثروة كبيرة، من يمتلك منزلا أو مزرعة أو قاربا أو شركة متوسطة أو صغيرة جزء من الثروة الاقتصادية، ولو أخذنا هذا في الحساب فنحن متطورون بأفضل من الاقتصاديات التي تمتلك موارد كثيرة. وأنا هنا لا أقول إنّ عمان لديها موارد محدودة، لكن ليست بالموارد الضخمة، وها هو القطاع الخاص بمفهومه الجديد وليس بمفهومه القديم وهو الشباب، يتخذ دوره في مختلف المجالات، وهناك تطور وهناك نجاحات كبيرة وهذه النجاحات ستتواصل.

وانتقل الهوتي ناحية معالي الدكتور وزير النقل والاتصالات، وتساءل: بقياسات الموارد الشحيحة في مراحل معينة، وكانت متوفرة في أحيان أخرى.. كيف يمكن قراءة ما تحقق على صعيد البنية الأساسية والتنموية؟

فيرد الفطيسي: ولله الحمد البنية الأساسية أصبحت في عمان شبه مكتملة، ولو تحدثنا عن الموانئ فلله الحمد الموانئ الثلاثة التجارية في صحار والدقم وصلالة بمواصفات عالمية، وتخدم ليس فقط التجارة العمانية بل تخدم التجارة العالمية أيضا، والطرق الآن تُستكمل، لربط المحافظات بالطرق السريعة، وقد قطعنا شوطا كبيرا، المطارات أيضا قمنا بتشغيلها ومطار مسقط في طريقه إلى أن يكتمل تماما، وهي منظومة تعتبر شبه مكتملة. قد تكون الخطوة الوحيدة المتبقية هي القطار كمنظومة مكملة للبنى الأساسية خاصه لنقل البضائع، وأيضا نقل الركاب في بعض المدن وستأتي هذه المرحلة في حينها، فالرحلة لا يمكن أن ننهيها في يوم وليلة.

ويضيف أن السلطنة دخلت مرحلة جديدة وخلال السنوات الخمس القادمة سينصب التركيز على كيفية تطوير البنية الأساسية الداعمة لتعزيز الاستفادة مما تم إنجازه، وهذه الاستراتيجية نعول عليها بشكل كبير، حيث كونّا فريقا من الشباب ليقوم بتنفيذ هذه الاستراتيجية، حتى نسهل لهم العمل وإخراجهم من منظومة الحكومة ووضعهم في شركة المجموعة العالمية اللوجستية؛ حتى تكون لديهم مرونة أكثر في تنفيذ هذه الاستراتيجية، خاصة وأن الشباب هم أقدر الفئات على تنفيذ ما يتعلق بالتكنولوجيا وتسهيل الإجراءات، وهذا الأمر لا يعد سهلا؛ لأن التعامل سيكون مع جهات مختلفة وروتين تمّ التعود عليه منذ سنوات.

وهنا يدلى الطائي بدلوه في هذا السياق قائلا: إنّ العهود الأولى للنهضة العمانية ركزت بصورة عامة على انتشار التعليم عن طريق بناء المؤسسات التعليمية والمدارس والمستشفيات، والآن نواصل السعي نحو تحقيق الجودة في التعليم والوصول إلى مخرجات تعليمية لديها إمكانية التنافس عالمياً، والقدرة أيضاً على تقديم مقترحات للتنويع الاقتصادي وبناء اقتصاد المعرفة، وهذا هو الأساس في هذه المرحلة؛ خاصة ضمن الموارد البشرية المطلوبة في القرن الواحد والعشرين، كما أنّ هناك الكثير من العمل يجري في هذا المجال ومبادرات جديدة للتنويع الاقتصادي، وكل هذه الأشياء تحتاج للارتقاء بالتعليم إلى تعليمٍ متقدم، يعتمد على الابتكار وعلى تأسيس اقتصاد جديد يتجاوز المرحلة الماضية وذلك حسبما ركّزت الخطة الخمسيّة التاسعة على القطاعات الخمسة الواعدة مثل السياحة والصناعة والقطاع اللوجستي وغيرها. وتابع أنّ التحدي الأساسي الذي يواجهنا الآن هو تجاوز هذه الأزمة بعد الانخفاض الحاد في أسعار النفط، وذلك لن يحدث إلا بوجود أركان أساسيّة للتنويع الاقتصادي، والآن السلطنة تسير في الطريق الصحيح في هذا المجال.

ثبات ورسوخ

فيما يتداخل معالي يوسف بن علوي بالقول إن العمل السياسي والدبلوماسية العمانية اتّسمت بالثبات وذلك حدث بإرادة القائد، والجميع يتذكر أنّه في أول سنة للنهضة قرر صاحب الجلالة أن يرسل وفدًا من عمان الى كل الدول العربية الشقيقة وسمي بوفد الصداقة العمانية وهو أول وفد إلى الخارج يعرض رؤية مستقبل عمان أولاً، ويسعى لشرح الفكر الجديد في السلطنة، وكنت عضواً في هذا الوفد وجميع قادة الدول العربية الذين زرناهم كانوا فرحين ومستبشرين جداً خاصة الدول الرئيسية، وتوالت بعد ذلك المسيرات وقام صاحب الجلالة بعد ذلك بعدة زيارات لدول عربية مهمة وكانت مشاركة السلطنة منذ أن أصبحتْ عضواً أصيلا في جامعة الدول العربية إلى جانب مساهمتها في القضايا العربية في ذلك الوقت وهي ذات المساهمات التي تبذلها عمان الآن بثبات واضح، وتوالت ثقة العالم بعمان ورؤية صاحب الجلالة خاصة. وأضاف معاليه أن كثيرا من القادة كانوا يأتون إلى عمان وهدفهم الأساسي التعرّف على الفكر العماني الجديد وأن يستفيدوا من هذا الفكر، فضلاً عن جميع الوزراء الذين يزورون عمان، ويتفضل حضرة صاحب الجلالة بلقائهم يخرجون من اللقاءات وقد تغيّرت عندهم المفاهيم ويرون أنّ هناك معالجات لكثير من القضايا واستشرافا للمستقبل.

ويتابع القول إنّ عمان اليوم تسير على نفس الطريق وبفضل السياسة الحكيمة لصاحب الجلالة -حفظه الله- الذي عرف أنه من أجل بناء عمان كان لا بد من بناء جوار متعاون وصديق ومستقر، وهذه من النقاط الأساسية التي جعلت للسلطنة قدرة على بناء ما تم بناؤه حتى الآن، وأنّ جلالة السلطان - حفظه الله - أدرك أنّ عمان لن تبقى على محدوديّتها، والاستشراف كان ناتجا عن عمق ونظرة بعيدة للمستقبل؛ مما فتح أبوابا كثيرة للسلطنة، فالكل يريد أن يتعاون اقتصاديا وتجاريا معنا وأن يكون شريكًا، منذ كانت عمان مشغولة ببناء ذاتها، ووضع الخطط وإنهاء مشاريع البنية الأساسية والإدارية للبلاد، وتعظيم قدراتها على الاستيعاب والتنفيذ وكان الجهد كبيرا من أجل النهضة.

وهنا يشدد بن علوي على أن السلطنة تمر حاليا بمرحلة الانطلاقة الكبرى عقب البرامج التي أشرفت عليها الحكومة؛ ومن بينها برنامج "تنفيذ" وهنالك برامج أخرى ستأتي تباعاً بسواعد الشباب الذين سيقودون المسيرة لأنفسهم ولبلدهم وللمحافظة على ما أنجز باعتبار أنّ الكل شريك، ويجب أن ننظر إلى ما حدث في البلدان العربية الأخرى باعتباره درسا تاريخيا لا يُنسى.

كما يؤكد معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية أن ما تمّ تشييده خلال المرحلة الماضية على مختلف المجالات من بنى أساسية أنشئت بصورة جيّدة لجميع الأجيال المتعاقبة، والعالم الآن يُقبل على عمان وجميع الأبواب مفتوحة والجهود مبذولة لقيام مشاريع كبيرة تعتمد على التقنية والحداثة وهي التي ستوسع حجم السوق في السلطنة خاصة الابتكارات في مختلف مجالات الحياة والآن نحن في وضع أفضل وفي المرحلة الذهبية.

الاستفادة من علاقات عُمان الخارجية لتفعيل العمل الاقتصادي، كان محور سؤال آخر للهوتي وجهه إلى الدكتور الفطيسي، ليرد معاليه قائلا إن الهدفُ الرئيسيُّ من بِنَاء التجمُّعات الاقتصادية الثلاثة في عُمان هو خَلْق بوَّابات اقتصادية للسلطنة؛ وهي: صلالة والدقم وصُحار. والرُّؤية تكمُن في أنَّ هذه المواقع ليست فقط لخدمة عُمان، ولكن لخدمة من حولها؛ حيث إنَّ صلالة تعدُّ بوابة للوصول بالبضائع والمنتجات...وغيرها إلى القارة الإفريقية. كما أنَّ صُحار بوابه للمنطقة الخليجية والهند وإيران، ونحن نسعى لإقناع المستثمرين على مستوى العالم بأنْ يأتوا إلى هذه المناطق الثلاثة.

ويوضح الفطيسي أن هذا العملُ يحتاج لجهد لتسويق عُمان في الخارج، وهذا ضِمْن الأهداف الرئيسية التي تمَّ وضعها للمرحلة المقبلة، وللخطة الاستراتيجية المقبلة؛ حيث يجري العمل بالتنسيق المستمر مع "إثراء" في هذا المجال، ونأمل أن نخرج بمفاهيم مختلفة نوعاً ما في التسويق والخروج للعالم. والآن، بدأنا بنوع من التحرير لقطاع الطيران المدني؛ حيث نُريد مشغِّلين على مُستوى عالمي في هذا القطاع، وأيضاً على مستوى الموانئ لنخرج بتسويق عالمي وفكر جديد يُمكن أن يقوده الشباب في المرحلة المقبلة لتحقيق الرُّؤية بأنْ تكون عُمان محطة للبضائع للمنطقة من حولنا. وتاريخيًّا حدث هذا الأمر، والآن بصدد استعادة ذاك الدور التاريخي. وبالجهد والعمل سيكون لعُمان فرصة ذهبية، خاصة وأنَّ موقعها مُميَّز وهو نعمة من الله، كما أنَّ البُنى الأساسية الآن على وشك الاكتمال، وعُمان الآن لديها كوادر مميزة في جميع المجالات.

ويتداخل الطائي فيقول إن دولة المؤسَّسات مشروع حضاري وضع لبناته حضرة صاحب الجلالة -حفظه الله ورعاه-، وتم بناؤه على مراحل: السبعينيات والثمانينيات كانت مراحل بناء أساسية، وصدُوْر المرسوم للنظام الأساسي للدولة 1996 يُمثِّل مرحلة جديدة لنظام دولة المؤسسات؛ حيث تمَّ تأسيس دولة المؤسسات؛ من بينها: مجلس عُمان بمجلسيه الدولة والشورى، والتوازن بين المجلسين فيما يتعلَّق بالاختصاصات والتشريعات التي يقوم بها، إلى جانب المجلس الأعلى للقضاء وهو يقوم بدوره بشكل مستقل؛ لأنَّ أهم ركن في دولة المؤسسات هو العدالة. وفي الجانب الآخر توجد السلطة التنفيذية.

ويشير الطائي إلى أن نظام دولة المؤسسات لا يُمكن اختصاره في 5 أو 10 سنوات، بل هو مشروع حضاري طويل المدى الآن قطعنا جزءًا كبيرًا فيه، وثقافة المجتمع عليها أنْ تتفهَّم الأدوار الجديدة والحديثة للمؤسسات، ودور المواطن في إنجاح دولة المؤسسات عبر الوعي، الذي زاد في السنوات الأخيرة نتيجة لانتشار التعليم والمدارس والتواصل الاجتماعي ودور الإعلام.

وضوح السياسة العُمانية

وينتقل الحديث بعد ذلك إلى مَعَالي يُوسف بن علوي الذي يؤكد في هذه النقطة أن السياسة العُمانية ذات مُرتكزات، وليست مَوْسِمية، وهذه المرتكزات لم تأتِ من فراغ، بل عَبْر تاريخ طويل وعبره كانت هنالك نتائج، استدرك فيما يتعلق بالعمل المشترك في عملنا مع أشقائنا؛ فنعتبر أنَّ العملَ متكاملٌ لأنه لا يزال في بدايات المرحلة الأولى التناغم بين الأجهزة والقوانين، ونحن الجيل الذي يبني الدولة الوطنية، وكل مِنَّا يشعر أنَّ وطنه وأهله أوْلَى من أي توجُّهات أخرى؛ فالسياسة العُمانية واضحة.

 

ويعاود الهوتي طرح أسئلته فيقول موجها الحديث إلى معالي الدكتور وزير النقل والاتصالات: تابعتم مَعَاليكم التقريرَ والأرقامَ والنسبَ فيما تتعلق بالزيادة في الموانئ، وأيضا نسبة التشغيل في هذه الموانئ والمطارات.. في هذه الحالة، الاقتصاد العُماني أمام تحولات كبيرة وجوهرية؛ فالحقيقة رغم تداعيات أسعار النفط -وهذه مسألة عالمية- برزت العديد من التحولات منها قُرب الانتهاء من مشاريع المطارات والموانئ والطرق وشبكة الاتصالات المتطورة، ما هي التحولات التي يُمكن أن تُحدِثها هذه المشاريع في البنية الاقتصادية في الدولة، وأيضا التحول الاجتماعي المتكامل؟

ويرد الفطيسي قائلا إن الأزمة الاقتصادية كانت قوية وليست بالهينة على مستوى العالم والإنسان ينظر ويُتابع الأرقام في كثير من الدول في الحركة التجارية؛ سواء كان في الموانئ والمطارات أو غيره، هناك انخفاض كبير على مستوى العالم، ولكن -ولله الحمد- في السلطنة اختلف الأمر، وكانتْ هناك زيادات ملحوظة في الحركة التجارية في الموانئ، وأيضا في المطارات والمسافرين، وهذه قوة الاقتصاد الذي نجح في مواجهة الأزمة.

ويضيف أن الحِزمَ التي ضخَّتها الحكومة للتفاعل مع الأزمة قد تكون أتت ببعض ثمارها، وإن شاء الله نخرج من هذه الأزمة، وطبعا هناك تحسُّن في الأسعار الآن، لكن لا تزال هذه الأسعار تعتبر نوعا آخر من التحدي.

ويمضي قائلا: ها نحن اقتربنا من إنهاء مشروع مطار مسقط، ونستهدفُ هذا العام الانتهاء من جميع الأعمال الإنشائية، والحمد لله وصلنا لـ96% من الأعمال تقريبا، ويُمكن خلال الأشهر المقبلة أن نبدأ عملية الاستعداد لدخول المشغلين لكي يتعرَّفوا على المطار، ويشغِّلوا الأنظمة والفحوصات، وهذه عملية ليست بهينة أنْ تتأكد من السلامة 100% للمشروع، هناك جُهود كبيرة تُبذل ونتمنَّى إن شاء الله أن البدء قريبا بتشغيل هذا المطار، لنستفيد منه فالجميع ينتظره.

ويستدرك الهوتي قائلا: نتمنى من خلال البرنامج الإعلان عن موعد افتتاح المطار في 2017!

فيجيب مَعَالي الدكتور وزير النقل والاتصالات قائلا إنه لابُدَّ من بذل جهد كبير وتعاون من جميع الجهات والمقاولين، ويجب أن نتأكد 100% من السلامة، لكن سنضع بإذن لله جدولا لذلك. كذلك هُناك جهود تُبْذَل للانتهاء من مشروع طريق الباطنة، ونحاول أن نفتتحه في 2017م، لكن ما زلت أكرر بأنَّ هذا جهد في النهاية، وتأتي عوامل لا أحد يعرف ستنجح أم لا.

ويشير الفطيسي هنا إلى الفوائد؛ حيث يقول إنها ستشمل كل القطاعات الاقتصادية وعلى رأسها السياحة، كل ذلك يعتمد على البنية الأساسية والقطاع اللوجستي، كذلك يُمكننا مُلاحظة وجود توسع في بناء الفنادق ووجود مشاريع كبيرة في القطاع السياحي، ونتمنَّى أيضا أنْ تُسهم الموانئ في الحركة التجارية للمناطق الصناعية، وأيضا التعدين والزراعة والأسماك...وغيرها من المجالات الواعدة.

عام جديد

وينتقل الهوتي بالحديث عن العام 2017 حيث يقول إنه يحمل الكثير من الأخبار الطيبة على صعيد افتتاح المطار الجديد، واكتمال شبكة الطرق والمواصلات والاتصالات أيضا!

فيقول مَعَالي الدكتور وزير النقل والاتصالات: الآن، الحكومة بدأتْ الاهتمامَ بالنطاق العريض من خلال استخدام الإنترنت بالألياف، وبدأ ظهور الاتصالات بالألياف البصرية في محافظة مسقط، وإنْ شاءَ الله تتوسَّع الفكرة في المحافظات، وأيضا سيشهد العام دخول المشغل الثالث. ويستطرد: أما بالنسبة للقطار الخليجي، فيجب أن يبدأ العمل بشكل مُتكامل من الجميع، وهناك الآن نوع من التريُّث بسبب الوضع المالي، ولا يوجد لدينا تاريخ أو جدول جديد، هناك طبعا تأكيدات على أنَّ هذا المشروع مُهم للربط الخليجي، وطرح في القمة الخليجية. وأكد القادة على أهميته.. لكن أيضا نحن لدينا مشروع داخلي وهو رَبْط التعدين ببعض المناطق التعدينية خاصة في الشويمية ومنجي بميناء الدقم، وهو مشروع قطار داخلي، وأيضا لا أستطيع أنْ أُجزم بأنَّنا سنبدأ فيه، ولكن هناك جهود تُبذل.

ويعود الحديث مجددا إلى مدير الحوار، فيقول الهوتي في سؤال إلى الطائي: من خلال هذا الحديث، لمسنا تحقُّق نجاح دبلوماسي، ووجود علاقات متميزة مع الجميع، مشاريع نوعية، دولة مؤسسات وقانون، مجتمع شاب، كل هذا ضمن مكونات دولة متكاملة وعصرية.. ما الذي بَقِي لكي نستشرف المستقبل بمزيد من التفاؤل والنجاح؟

ويرد الطائي قائلا إن التجربة العُمانية حقَّقت كثيرًا من النجاحات، ونلمسها في السياسة الخارجية العُمانية بشهادة العالم أجمع؛ على مستوى حلِّ الكثير من المشاكل، وانتهاج السلام الاستراتيجي الذي تتَّبعه السلطنة، والحياد الإيجابي، وهذا أيضا يعكس تلاحمًا داخليًّا للجبهة الوطنية العُمانية، هناك قوة أوْجَدها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم -حفظه الله ورعاه- بفضل الإرادة وبفضل هذا التلاحم ما بين القيادة والشعب، وأعتقد أنَّ أهمَّ التحديات أمامنا تتعلق بالشق الاقتصادي، خاصة مع وجود هذه الأزمة التي هي خارجة عن إرادتنا؛ لأنَّ أسعار النفط تتحكم فيها عوامل خارجية، ولسنا من الدول ذات الإنتاج الكبير؛ بحيث أننا نؤثر، ولكن أعتقد أنَّنا نؤمن بأن "رُب ضارة نافعة".

ويضيف: علينا أن نلتفت إلى أننا دولة ذات حضارة وتاريخ، ولها إرادة سياسية، والكثير من الإيجابيات التي نستطيع أن نبني عليها، لدينا أيضا البنية الأساسية الجاهزة وشبه المكتملة التي نستطيع أن نبني عليها خططنا في التنويع الاقتصادي، وهو التحدِّي الذي يجب أن ننجح فيه، وأمامنا الكثير من العمل، وهنالك جدية نلمسها سواء من المواطنين أو الحكومة أو الاستراتيجيات التي جاء بها برنامج "تنفيذ"، فلن يتحقَّق التنويع الاقتصادي في يوم وليلة، ولكن من المهم أن نسير على الطريق الصحيح.

ويتابع أنه على عُمان الآن أن تعزِّز من نجاحاتها السياسية في خلق شراكات أقوى اقتصاديا، ولنا علاقات مُمتازة مع جميع دول العالم، مع الصين والولايات المتحدة وبريطانيا ودول الخليج والمنطقة بشكل عام، وهناك أسواق كبيرة؛ مثل: الهند، وإيران، والصين، وعزَّزنا هذه الشراكات وترجمت إلى مشاريع اقتصادية، وهناك شراكات كثيرة من خلال العلاقات الثنائية بين عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، وعُمان ودولة قطر، وعُمان وسلطنة بروناي، ودول أخرى، وعلينا أن نعمل على تعزيز هذه الشراكات.

ويزيد القول إنه يجب التركيز على تهيئة البيئة لتكون أكثر جذباً لرؤوس الأموال، ولا بد أن نسرع بشكل أكبر لكي نكون مع إيقاع هذا العصر، ونستطيع تجاوز هذه الأزمة بشكل أسرع، ونقدِّم أداءً أفضل، علينا أن نعزِّز من شراكتنا الدولية وعلاقتنا مع إيران على سبيل المثال، وهناك الكثير من الفرص الاقتصادية الكبيرة، لدينا منطقة الدقم وصلالة والمطار الجديد، وهي تُشكل فرصًا استثمارية كبيرة بالنسبة لشبابنا في المؤسسات الصغيرة، إضافة إلى مركز المؤتمرات الجديد، وعلينا أن نٌحسن التسويق لهذه المشاريع بحيث يكون عائدها أكبر.

برنامج "تنفيذ"

ويوجه الهوتي سؤال آخر إلى مَعَالي يوسف بن علوي، قائلا: مَعَاليكم تابعتم برنامج "تنفيذ" الذي يُعدُّ مشروعا استراتيجيا متكاملا، ويهدف في الأساس لتنويع مصادر الدخل من خلال العمل الجماعي والتفكير المشترك، حيث إنَّ المجتمع مُطالب بأن يُفكر مع صُنَّاع القرار الاقتصادي من أجل إنجاح هذا البرنامج.. إلى أي حد يُمكن لهذا البرنامج أن ينجح في تغيير معادلة الإنتاج والإيراد من مصدر وحيد لنفط والغاز إلى مصادر متعددة؟

ويرد بن علوي بالقول إن هذا المشروع الإداري يُعدُّ الأهم لدينا في الحكومة، وهناك لجنة وزارية تنظر في الشق الثاني وهو التنوع الاقتصادي حتى يرتبط بقضية التنفيذ، والأمر يحتاج أيضا إلى شراكة عالمية عندما نتكلَّم عن التنوع الاقتصادي حتى لو في الزراعة، نحتاج شراكة مع دول لديها تكنولوجيا وخبرة في التربة؛ وبالتالي نحن في بداية المسيرة، وأنا ذكرت في البداية أنَّ هذه المسيرة الكبرى للشباب، خاصة فيما يتعلَّق بالتقنيات الحديثة، والحكومة عاكفة على معرفة المناطق التي تُوجَد بها التعقيدات ومن ثم التعامل معها.

 

وقبل أن يختتم الهوتي البرنامج، توجه بسؤال إلى مَعَالي الدكتور أحمد الفطيسي، وقال: كيف تنظرون إلى العام الجديد 2017 من حيث التحوُّل الاقتصادي الكبير في عُمان رغم أزمة النفط؟ وكيف نتجاوز التعقيد فيما يتعلق باللازمة المالية وننطلق بثبات نحو المستقبل؟ وكيف ترى المستقبل؟

وأجبا مَعَالي وزير النقل والاتصالات بأنه يجب مواصلة الجهود في التحكم بالإنفاق والبحث عن إيرادات جديدة، إضافة إلى الاجتهاد أكثر في القروض والموازنة الجيدة في الصرف والإنفاق، وهذا يجب أن يستمر كما حدث في هذا العام؛ حيث نجحتْ الحكومة في أنَّ تقلل من الأثر، ولا مفرَّ من التنوع الاقتصادي وانخفاض أسعار النفط يؤكد ذلك، يجب أنْ نخرج بوضع مُستدام؛ لذلك نحن نقول للشباب علينا تطبيق مبادرات "تنفيذ"، وأن نَمْضِي قدماً في التنوع الاقتصادي، وأتوقَّع أنْ يشهد القطاع اللوجستي تقدُّماً كبيراً مع وجود المشغل الاقتصادي المعتمد والاتفاق مع الجمارك، والاستعداد لمنح المزيد من التسهيلات، إضافة إلى إجراء التفتيش في الموانئ وفق آلية جديدة أسميناها "التفتيش بنظام المخاطر"، ونتمنَّى أنْ تكون هناك شراكة بين القطاع الخاص والحكومة والمستثمرين من الخارج. وقد يشهد العام 2017م البدء في تمرير بعض المبادرات التي من شأنها تحقيق زيادة في الناتج المحلي والوظائف والاستثمارات في البلد، كما أنَّ الخطة التاسعة أخذت بأولويات معينة للدفع في هذا الاتجاه.

ووجه الهوتي السؤال الأخير إلى الطائي، قائلا: مجلس عُمان بغرفتيه، والإعلام بكافة وسائله، وأنت بوصفك صحفيًّا بالدرجة الأولى وعضو مجلس الدولة، كيف يُمكن أن تُسهم كلُّ هذه المؤسسات في توجيه المجتمع نحو الإنتاج الحقيقي، والانتقال بعُمان من الاقتصاد الريعي القائم على النفط والغاز، إلى الاقتصاد المتنوع؟

ويرد الطائي بالقول إن الإعلام العُماني قائم بدوره بشكل كبير جدًّا؛ كونه أحد الأركان الأساسية للنهضة العُمانية، وعلينا أن نُركِّز بشكل كبير على النقاط التي تُوجَد في بلادنا، ونوضِّحها للمجتمع وللشباب على وجه الخصوص، وأن ندفعهم للبحث عن فرص ونُلْهِم خيالهم بقصص النجاح التي تحققت خلال 46 سنة.

ويضيف إنَّ هذه التجربة مرَّت بتحديات وصعوبات كبيرة، وتمَّ بناء عُمان الحديثة بفضل الإرادة السامية فكانت تجربة مهمة جدًّا؛ لهذا فإنَّ صناعة الأمل للشباب أعتقد هي أحد المهام الرئيسية للإعلام العُماني في هذه المرحلة؛ سواء كان مقروءًا أو مرئيًّا أو مسموعًا، نركِّز على قصص النجاح ونوجِّه شبابنا نحو الاتجاه الصحيح، ليقتنعوا بأنَّ الحياة كفاح وتحتاج للكثير من المثابرة، وهكذا كانوا أسلافنا منذ القدم، وقد استطاعوا وَضْع بصماتهم في التاريخ العُماني والإنساني، وهذا ما نطالب به الجيل الجديد؛ أن يسعى لوضع بصماته، وأن يتخلَّى عن نمط الثقافة الاستهلاكية، ويتبنَّى ثقافة عمل جديدة، ويُركِّز على الإنتاجية وقوة الأداء، خاصة باستخدام التكنولوجيا التي تستطيع أن تختصر لنا الكثيرَ من البيروقراطية وضعف الأداء.. والإعلام العُماني يجب أن يُركِّز بشكل كبير على بناء هذه الثقة في الجيل لكي يقوم بدوره كاملاً.

ويمضي موضحا أنه بالنسبة لمجلس عُمان، طبعا أدواره واضحة ومعروفة ضمن دولة المؤسسات، وهناك الكثيرُ من القوانين والتشريعات التي يُنظَر إليها في المرحلة المقبلة، ونتمنَّى أنْ يتم تحديث البعض منها لكي يُلائم المرحلة الجديدة التي بها الكثير من التحديات.

ويختتم الهوتي اللقاء بإعطاء الكلمة إلى مَعَالي يُوسف بن علوي، ليقول معاليه: "أعتقد أنَّ هذا البناء الذي أُنجِز ينمو وينمو وينمو، ومؤسسات الدولة هي الركيزة الأساسية في النهضة، وبإمكاني أنْ أقول إنَّ دولة المؤسسات بديل عن الولايات القبلية، ودولة المؤسسات توفر العدالة لكل الناس، ونحن في بداية دولة المؤسسات، والظواهر التي رأيناها سواء في مجلس الشورى أو مجلس عُمان بشكل عام والمجالس البلدية المجالس البلدية في الدورة الجديدة، ربما أفضل من حيث الأداء من الدورات السابقة، وهذا هو مستقبل أجيال أبناء عُمان، فنحن في مرحلة بناء وسنستمر".

تعليق عبر الفيس بوك