الجزائريّ أرزقي محتوت.. تشكيليٌّ يرسم بطريقة التَّداعي

...
...
...
...
...

 

 

الجزائر – العمانية

يُسافر التشكيليُّ الجزائريُّ أرزقي محتوت بعشّاق الفن التشكيليّ في عوالمه المثيرة عبر معرض يضمّ 35 لوحة برواق حسين عسلة بوسط الجزائر العاصمة، تُمثّل أسلوباً فريداً في الرسم يعتمد على ما يُشبه التداعي الحر في علم النفس.

ويعبّر محتوت عن ذلك في لقاء أجرته معه وكالة الأنباء العمانية قائلاً: "منذ أن كنت صبيّاً تدفعني أشياء إلى التعبير عن طريق الرسم، وكأنّني واقعٌ تحت تأثير السحر، وحين أنتهي من رسم لوحة أشعر براحة لا مثيل لها، غير أنّني في كثير من الأحيان لا أستطيع شرح لوحاتي".

تعود علاقة أرزقي محتوت بالرسم إلى السنوات الأولى من حياته، فهو من مواليد الجزائر العاصمة سنة 1952، غير أنّ علاقته بالريشة لم تكن سويّة نظراً لما شابها من المنغّصات، فوالده لم ينظر أبدًا بعين الرضا إلى الرسم أو الغناء، ولهذا ظلّ الصبيّ أرزقي يرسم سرًّا على هوامش كرّاساته، وبسبب ذلك كان يحصلُ على أدنى العلامات. وحين شبّ دُفع دفعًا إلى الاشتغال مع والده المقاول بصفة مهندس وأحيانًا رئيس أشغال بناء.

ولأنّ فرصة دخول معهد للفنون التشكيلية ظلّت بعيدة المنال بالنسبة لمحتوت، فقد كان يزور مدرسة الفنون التشكيلية بالجزائر العاصمة خلال سنتي 1968 و1969 ليُتابع بعض ما يُنجزه طلبتها. وبعد زواجه بجزائرية مقيمة بفرنسا سنة 1974 انتقل إلى العيش هناك حتى سنة 1984.

وأقام محتوت في باريس العديد من المعارض في المقاهي والضواحي وفي مدينة نوفار. وفي سنة 1976، شارك في مسابقة للرسم ضمن 375 رسّاماً مثّلوا العديد من الجنسيات، وكان أن حصل على المرتبة 61، بعدها هاجر إلى كندا وعرض في مونتريال.

وما زال أرزقي محتوت يذكر إلى اليوم تلك النصيحة التي أسداها له مدير متحف بيكاسو في برشلونة الإسبانية حين رأى نماذج من أعماله وقال له: "عليك أن تستمرّ بالرسم من خلال الأسلوب الفريد الذي يُميّزك، وهو أسلوبٌ لا يُقرأُ ولا يُفسّر ولا يُمكن تعلُّمه". وقد دفعته هذه النصيحة إلى التمسُّك بطريقته تلك، وهو عازمٌ على أن يشتغل بها إلى أن تُصبح بصمته التي تُعرّف بفنّه عبر العالم.

حين يقفُ المشاهد أمام لوحة من لوحات أرزقي محتوت في معرضه الذي يستمر حتى 5 يناير 2017، تشدُّه تشكيلة الألوان المتداخلة، فهو يُعبّر باللّون الأخضر عن الأمل، والأحمر عن الغضب، والأصفر عن الذكاء، والأزرق عن الهدوء..، وهكذا، غير أنّه لا يُمكن أن تُقرأ أعماله كتشكيلة لونية واحدة، ولهذا تحتمل لوحاته قراءات متنوّعة ومتعدّدة.

ويرى محتوت الذي يعيش منذ عام 2013 بالجزائر، أنّ الرسم عبارة عن نوع من العلاج النفسيّ، وأنّ اللّوحة حين يبدأها تحبسُه عن كلّ شيء، حتى عن الأكل والشرب، إلى أن يُتمّها.

 

تعليق عبر الفيس بوك