هيثم بن طارق يفتتح المعرض الدائم للوثائق والمحفوظات الوطنية

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

 

 

المعرض يبرز تاريخ السلطنة الوثائقي ويوفر مرجعية للباحثين

 

 

الضوياني: يعرف الزائر بالتاريخ منذ استخدام الإنسان الكتابة إلى عهد مولانا جلالة السلطان المعظم

نتطلع إلى أن يُدرج المعرض الدائم على الخارطة السياحية للسلطنة

 

 

الرؤية - مدرين المكتوميّة

 

رعى أمس صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد، وزير التراث والثقافة، افتتاح المعرض الدائم للوثائق والمحفوظات الوطنية بالقرب من مقر الهيئة الرئيسي بمرتفعات المطار بغلا، وقد بدأ الحفل بكلمة ألقاها سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، أشار فيها إلى أنّ افتتاح المعرض الدائم للوثائق والمحفوظات الوطنية يأتي في إطار العمل الحثيث نحو إرساء نظام وثائقي متميز في الأداء والعطاء، متفرد في مجالات عمله وأسلوبه وآلياته ومنهجه، ومواكب للمواصفات والمعايير العالمية، وقائم على اكتساب الخبرات وبناء القدرات الذاتية للعاملين الذين يسهمون بكل فخر واعتزاز في النهوض بمجال الوثائق والمحفوظات في سلطنة عمان التي غدت تجربتها مثالاً يحتذى وعملاً يُقتدى.

وأضاف سعادته: حظينا من العناية والرعاية والتوجيه السديد من لدن سموكم الكريم مما كان له الأثر في انطلاقة العمل وصولاً إلى تحقيق الأهداف والغايات المنشودة والآمال والطموحات المرجوة؛ إدراكاً لأهميّة التطوير في حقول المعرفة والتكنولوجيا من أجل الإسهام في الإنجازات الوطنيّة لبلدنا العزيز، إيماناً بأهميّة التعريف بالجوانب الحضاريّة والتاريخية لسلطنة عمان ودور العمانيين في الإسهام الحضاري في الحضارة الإنسانية، وتأكيداً لما للوثائق من ضرورة وأهميّة في البحث العلمي والإبداع الفكري.

 

معرض متحفي

وأشار سعادته إلى أنّ المعرض الدائم للوثائق والمحفوظات الوطنية متحفي يعرف الزائر بكافة الجوانب التاريخية والحضارية بداية من استخدام الإنسان الكتابة عبر الرسومات والصور والدلالات في الصخور والفترات الزمنية لظهورها في عمان، ثمّ يتناول تاريخا متكاملا للتوثيق والأرشفة بما في ذلك استخدام الخط المسند إلى ظهور استخدام الخط العربي، ثم يتحدث المعرض عن  عُمان في العصور والحقب الزمنية المختلفة إلى وقتنا الحاضر وعرض الأدوات المستخدمة في الكتابة والأحبار، فضلاً عن وجود منضدة إلكترونية للبحث عبر شاشات إلكترونية للتعرف على الموضوعات المعروضة، وتوجد قاعة مخصصة عن عهد مولانا جلالة السلطان المعظم والنهضة العمانية المباركة يعرض فيها فيلم متكامل باللغتين العربية والإنجليزية، وخصصت قاعة أخرى عن الهيئة ومجالات عملها. 

يتضمّن المعرض أيضاً عرض الخرائط والعملات والصور والطوابع ونتطلع أن يدرج هذا المعرض الدائم على الخارطة السياحية.

 

مشاريع وأولويات

وأضاف سعادته: أنّ المعرض يندرج ضمن مشاريع الهيئة التي تشهد التمكين لأعمالها وتنفيذاً لسياساتها وتحقيقاً لأهدافها، وهذا تحقق بالثقة الكريمة التي تفضلتم وأوليتموها لنا ولزملائنا في الهيئة لنكون عند حُسن ظن سموِّكم عملاً تلو الآخر ومشروعاً بعد الآخر لنرى معاً هيئة تتبوأ مكانة مرموقة على مستوى المؤسسات الوثائقية والأرشيفية، ولتكون قبلة ومرجعاً للباحثين والدارسين لما سيتوفر فيها من وثائق ومخطوطات ومواد علمية تعنى بعمان والمنطقة المحيطة بها، حفظ الله مولانا جلالة السلطان المعظم وأطال في عمره المديد  وحقق لعمان التقدم والازدهار والرخاء، حفظكم الله سيدي صاحب السمو وأدام الله عليكم دوام الصحة ووفقكم الله لما فيه خير بلدنا العزيز تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا جلالة السلطان المعظم .

 

الأحجار والخرائط والعملات والصحف

 

تتمتع عمان بمكانة تاريخية خالدة وحضارة عريقة؛ لذلك كان لابد من سرد حكاية المجد الرائعة والإرث الحضاري الأصيل للعالم كافة، فقد أنشأت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية المعرض الوثائقي الثابت؛ لتعريف الزائر بتاريخ السلطنة عبر الحقب الزمنية المختلفة.

لم يسطر التاريخ العماني على الورق فحسب، بل نُحت على أحجار سومر وآكاد، ورُسم على الخرائط الدولية، وصُك على العملات والطوابع، وُوثق في المخطوطات، وسُطر في الصحف والمجلات العالمية، وسُرد في الصور والأفلام.

 

قاعات المعرض 

يتكون المعرض الوثائقي الدائم من عدة قاعات تلفت الزائر لبعدين: الأول يأخذ لمحة عن تاريخ عمان الضارب في القدم والآخر يوضح كيف استطاع العماني توثيق هذا التاريخ، والمحافظة عليه ابتداءً من تسجيله على الأوراق والأحجار وانتهاءً بإنشاء مؤسسة وثائقية ممثلة في هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية تقوم على تنظيم هذه الوثائق التي تحكي التاريخ العماني، وتشكل ذاكرة وطينة لهذا البلد العريق.

وتمثلت القاعات في الاستقبال التي تتكون من صندوقين زجاجيين؛ الأول لعرض الأدوات المستخدمة في الكتابة قديما، والآخر لعرض حجر أثري يوضح أهمية التوثيق للإنسان العماني القديم.

وتعرض القاعة الثانية تاريخ التوثيق عبر العالم ابتداءً من النحت على الصخور في الحضارات القديمة، مرورا بتاريخ الأرشفة وتأسيس المؤسسات الأرشيفية في العصر الحديث، وتوضيح مدى الاهتمام بتاريخ الأمم والحضارات وحفظها ومنها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في السلطنة، كما توجد قاعة عمان عبر التاريخ رواية مشوقة سطرها الإنسان العماني منذ العصور الحجرية القديمة مرورا بإنجازاته التي حققها للحفاظ على أرضه الطيبة من الأطماع الخارجية عبر الفترات التاريخية المختلفة، وصولا إلى الفترة الزاهية في تاريخه كافة والتي ابتدأت في السبعينيات من القرن المنصرم بقيادة باني نهضة عمان الحديثة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، وتروي الرواية أيضا حضارة ماجدة أسسها العمانيون في شرق إفريقيا، والتي لم تزل حتى الآن تروي للأجيال المتعاقبة حضارة ومدنية العمانيين في كل شبر، كما يوجد ركن الخرائط والرسومات والقصاصات الصحفية والصور عدد من الخرائط التي توضح امتداد الممالك العمانية عبر التاريخ.

 

 

رسومات وقصاصات صحفية

كذلك تعرض بعض الرسومات والقصاصات الصحفية التي تحدثت عن عمان وزنجبار، وبعض الصور من معالم الحياة في عمان وزنجبار، وكذلك ركن العملات والطوابع البريدية، التي وثقت بعض الأحداث والمعالم البارزة في تاريخ السلطنة، كما يعرض تطور العملة العمانية، ومن أهمها درهم من فضة ضرب في عمان في سنة 81 هـ – 700م، يحمل هذا الدرهم اسم عمان وهو أقدم أثر مؤرخ ذكر فيه اسم عمان، وأقدم قطعة نقدية عثر عليها في شبة الجزيرة العربية.

 أمّا ركن العلاقات الدولية فيعرض وثائق تسرد العلاقات الدبلوماسية والودية بين عمان وزنجبار وبقية دول العالم؛ حيث تبادل الأئمة والسلاطين العمانيون مع غيرهم من حكام ورؤساء الدول الهدايا والزيارات الرسمية وقلدوا وتقلدوا النياشين، واستقبلوا الرؤساء والسفراء، وعقدوا الاتفاقيات والمعاهدات، وغيرها الكثير، كما توجد في المعرض طاولة إلكترونية، تعرض عدداً من المواد منها وثائق وصور ونماذج من المخطوطات العمانية في مجالات مختلفة مقسمة ومصنفة حسب نظام تصنيف أرشيفي، كما يحتوي المعرض على التمائم والتي تعرض على أعمدة المعرض التي كتبها الإنسان العماني وألقاها في مناسبات ومحافل مختلفة، كما تتوزع في المعرض الصناديق الزجاجية؛ لتعريف الزائر بالوثيقة العمانية على طبيعتها وجمالية خطوطها ونقوشها والتمعّن في شكل الخط ونوعية الورق والحبر المستخدم، كما خصصت قاعة لعهد صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، ويعرض فيها فيلم يروي سيرة صاحب الجلالة ومسيرة النهضة المباركة من خلال وثائق تاريخية وصور قديمة، وأخير يضم المعرض قاعة لإنجازات هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ودورها في الحفاظ على الموروث الحضاري، ويعرض فيها فيلم يتحدث عن إنجازات هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية والهدف من إنشائها؛ والذي يتمثل في الحفاظ على الذاكرة الوطنية للبلد لتكون رافدًا أساسيا للباحثين والمستفيدين، وبدأت مسيرة العمل نحو بناء نظام عصري جديد لإدارة الوثائق والمحفوظات في الجهات الحكوميّة، وتطبيق المواصفات الدولية المعتمدة.

تعليق عبر الفيس بوك