ترجمة عربية لكتاب "فوبيا الإسلام والسياسة الإمبريالية"

 

 

القاهرة - العُمانيَّة

أصْدَر المركزُ القوميُّ المصريُّ للترجمة، ترجمةً عربيةً لكتاب "فوبيا الإسلام والسياسة الإمبريالية" للباحثة الأمريكية "ديبا كومار"، قامت بإعدادها آمال فهمي.

و"ديبا كومار" هي أستاذ مشارك في قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة روتجرز الأمريكية. ويصدر الناشر للكتاب بمقولة لـ"آرون كونداني" مؤلف كتاب "نهاية التسامح: العنصرية في بريطانيا القرن الحادي والعشرين"، والتي يؤكد فيها أن كتاب "فوبيا الإسلام والسياسة الإمبريالية" هو عمل تصحيحي جوهري لأولئك الذين لا يفطنون إلى أن أصول مشكلة الإسلام تكمن فى النزعة الإمبريالية لا في الشريعة، فـ"ديبا كومار" تدلل على أن الأكاذيب النابعة من فوبيا الإسلام لم تنشأ تلقائيا بعد انتهاء الحرب الباردة، بل تضرببجذورها في قرون من الغزو والاستعمار، بدءا بالحروب الصليبية وانتهاء بالحرب على الإرهاب. وهي تبين بما تسوقه من حجج دقيقة وبيّنة كيف قام الليبراليون تماما، مثل المحافظين، بنشر هذه الأكاذيب، وتعري الكيفية التي استغلت بها مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية هذا الأمر. ويقول طارق رمضان، أستاذ الدراسات الإسلامية المعاصرة بجامعة أكسفورد، إن هذا الكتاب بالغ الأهمية، لأنه يتناول إرهاب الإسلام تناولا كليا ومتعمقا جديا. ويضيف: "من يقرأ هذا الكتاب يفهم السبب الذي يحتم علينا أن نكف عن سذاجتنا وعن عدم إبصارنا للحقيقة. فلن يكون هناك مستقبل يرفرف عليه السلام والعدل في مجتمعاتنا الديمقراطية إذا لم تكافح هذا النمط الجديد من العنصرية الخطيرة" وتقول "دينا كومار": "هذا الكتاب ليس عن الدين الإسلامي، فلست متفقهة في الدين، ولا أزعم أن لدي أي معرفة واسعة خاصة بشأن هذا الموضوع، فهذا الكتاب يتناول صورة الإسلام، تلك الصورة الكاذبة المنبثقة من احتياجات السيطرة الإمبريالية التي أدت إلى جعل التقدميين أنفسهم يزعمون أن المسلمين أكثر عنفا من أي فئة دينية أخرى، إنه كتاب عن (العدو المسلم)، والكيفية التي استُخدمت بها هذه الصورة الملفقة لإثارة الخوف والكراهية".

وتضيف: "حتى قبل أن أبدأ دراستي لتاريخ الإسلام، وللبلدان ذات الغالبية المسلمة، وللعلاقة بين الشرق والغرب، كنت أدرك بالفطرة أن طنطنة فوبيا الإسلام التي كانت تُقبل كشيء منطقي في الولايات المتحدة خاطئة تماما، فإنني أشعر بالغثيان من الصور النمطية المقبولة كمعرفة لها مصداقية في الولايات المتحدة الأمريكية". وتشير المؤلفة إلى أن التركيز الشديد على المسلمين بأنهم ذوو نزعة همجية وشيطانية لم يحدث إلا في القرن الحادي عشر في سياق الحروب الصليبية. فحتى ذلك الحين، لم تكن الحرب الأولى ذات نزعة دينية، ولكن الأمر تغير بسبب رغبة البابوية في بسط سيطرتها الروحية والسياسية على مسيحيي أوروبا، ولم تكن هناك طريقة أفضل لها من أن تشعل حربا مقدسة لبسط نفوذها على الإمبراطورية البيزنطية أو شرق روما. وتؤكد "كومار" أن الحضارة الإسلامية حيثما حكمت جلبت الازدهار، قائلة: "إذا نظرتم إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، أو ما يعرف باسم الأندلس، وهو الاسم الذي أطلقه المسلمون طيلة 700 أو 800 عام على إسبانيا، فقد أحضروا التطور الهائل كالتطور التكنولوجي، والتنمية في الطب، وتحسنت معيشة الناس حقاً إلى حد كبير؛ وكان لديك إنارة في الشوارع وفي كل مكان".

تعليق عبر الفيس بوك