مدرين المكتومية
في بعض الأوقات يعترينا القلق والتساؤل حول مستقبل عُمان، خاصة عندما تعترضنا بعض تصرفات من شباب مُستهتر أو أعمال طائشة يقوم بها البعض، لكن تأتي وقفات أخرى لتُعطينا دفقة عظيمة من أمل وتفاؤل بمُستقبل مشرق بأيدي الأجيال المُتعاقبة من أبناء الوطن، ومن هذه الوقفات جائزة الرؤية لمُبادرات الشباب التي جرت فعالياتها على مدى نحو أكثر من 6 أشهر وتتوج بإعلان الفائزين مساء الأحد المُقبل.
هذه المُبادرة بفعالياتها التي طافت مُحافظات السلطنة شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، كشفت شغف شباب عُمان بالعمل والابتكار في كافة المجالات، وزادت جودة المشاركات فيها من صعوبة تحديد الأفضل، فجميع المشاركات بالفعل تنم عن وعي وإدراك ونشاط وحماس وابتكار وروح من الجدية تطمئننا جميعاً على شباب عُمان، وتنفي ما يعترينا من قلق أحيانًا، فالغالبية بخير ويسعون بما يملكون من إمكانيات إلى تطوير أنفسهم وأعمالهم.
ولا يُمكننا في هذا المقام أن نغفل دور القطاع الخاص الفاعل في تبني هذه المُبادرة، وكانت وما زالت الاتفاقية بين مؤسسة الرؤية الإعلامية وشركة أوكسدنتال عُمان والتي تنص على إجراء مُسابقات من هذا النوع لشباب عُمان تبرز كدليل على أنَّ الرغبة في خدمة الوطن هي مسؤولية الجميع ولا تحتاج إلى منصب حكومي للالتزام بها بل تحتاج لضمير وطني وسعي جاد في أن تكون بلدك هي الأفضل.
وبحكم انتمائي لمؤسسة الرؤية الإعلامية فقد تابعت ميلاد هذه المُبادرة وشهدتها تنمو عامًا بعد عام لتتخذ مركزًا على قائمة اهتمام الشباب ونافذة تفتح آفاقاً أوسع أمامهم للمنافسة على جوائز عالمية وبالفعل حصل أكثر من مشروع من الفائزين بجوائز الرؤية على جوائز من الخارج على مشاريع فازوا بها سابقاً بجائزة الرؤية.
واستجابة لتنوع اهتمامات ومجالات إبداع الشباب وكذلك تنوع حاجات المُجتمع فقد تنوعت أيضًا أقسام الجائزة لتفتح الباب أمام المبدعين في مختلف المجالات (العلمية، والثقافية، والفنية، والإعلامية، والإلكترونية، والاجتماعية) والتي تشمل كل من مجال الطاقة المُتجددة، مجال الروبوت، مجال الثقافة والآداب، مجال الفنون، مجال الإعلام الرقمي، مجال أفضل مشروع رقمي، مجال الأعمال التطوعية وخدمة المجتمع، ومجال الإلكترونيات، والتي تتجدد في كل عام، هذا التنوع والمرونة تستوعب تطلعات الشباب وحماسهم وتولد معها فرص أكثر للكشف عن مواهب في مختلف المجالات.
وربما يرى البعض أنّ دورالإعلام هو تغطية الحدث لكن الرؤية بهذه المُبادرات أثبتت أنَّ الإعلام يمكن أن يكون له دور فاعل في صنع الأحداث وتقديم مساهمة إيجابية في وضع لبنة في تواصل البناء، لا تستهدف جزاءً ولا شكوراً ولكن غايتها أن تستخرج كنوز الأفكار من العقول العمانية الشابة، وكما عاهدت الرؤية نفسها منذ البداية وكما عودتنا تنتهج خط "إعلام المُبادرات".
إصراراً على العطاء والدفع نحو مستقبل مُشرق، وهذا ما أوصى به القائد الأب الذي تعلمنا منه معنى العطاء، رجل عُمان الأول الذي جعلنا دائماً في مقدمة دول العالم بالاهتمام الذي أولاه للشباب وبثقته العظيمة بقدراتهم ونادى في كثير من أقواله، بالاهتمام بالشباب وبالطاقة البشرية وتطويرها كونهم المستقبل المُنتظر لعمان.
أشعر، وأعتقد أنّ غيري كثيرين، يتطلعون بحماس للوقت الذي تُعلن فيه الجوائز واختيار 5 من مشاركات عديدة في كل مجال يتم عرضها على العامة فإن لم تحصل على المركز الأول فإنّ فرصتها للتعريف عن نفسها ستشكل فارقًا في مستقبلها، ويفصلنا أيام قليلة عن إعلان الفائزين بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب ومازالت لجنة التحكيم تتحفظ على أسماء الفائزين في كل مجال من مجالات الجائزة الثمانية من بين 39 متأهلاً للمرحلة النهائية من المنافسات، حيث إننا سنكون على موعد مع وجوه جديدة يكشف عنها الإعلام وعن ما قدمته من مُبادرات تستحق الثناء، فهنيئا لكل فائز وهنيئا لكل مشارك، وهنيئا للرؤية هذا العمل، وشكرا من القلب لشركة أوكسدنتال عُمان على اهتمامها الحقيقي بمفهوم المسؤولية الاجتماعية، ودورها الفعَّال في إعطاء الفرصة للشباب ليكونوا على قدر الثقة التي توسمتها فيهم.
madreen@alroya.info