"نظام عالمي أكثر سوداوية" على قائمة توقعات 2017

 

  

حذر زاني مينتون بيدوز في مجلة إيكونوميست من أن سنة 2017 تؤذن ببداية نظام عالمي جديد وأكثر سوداوية.

في أوروبا المدعومة بفوز ترامب، فستكتسب الشعبوية زخماً سنة 2017، والأحزاب اليمينية المتطرفة ستسجل نجاحات في الانتخابات الفرنسية والهولندية

بالنسبة إلى ليبراليين، كانت سنة 2016 كئيبة، مع اجتياح موجة من الغضب الشعبوي دول الغرب، ما أدى إلى تصويت البريطانيين على طلاق مع الاتحاد الأوروبي وانتخاب الأمريكيين قطب العقارات الذي لا يملك أي خبرة حكومية والذي أدار الحملة الأكثر بشاعة واستقطاباً في التاريخ الأمريكي المعاصر.

وتقول المجلة البريطانية إنه في غضون أشهر قليلة، وجه ناخبون على جانبي الأطلسي ضربة قوية لمؤسساتهم السياسية وغيروا معادلة سياساتهم الغربية من اليسار بمواجهة اليمين إلى الانفتاح مقابل الانغلاق، وأعربوا عن رفض جماعي للعولمة التي باتت اختزالاً للنظام الفاسد الذي تستفيد منه نخبة لخدمة مصالح ذاتية، لافتة إلى أن هذه الأمور شكلت ضربات للنظام العالمي الليبرالي، وخطورتها ستصير أكثر وضوحاً سنة 2017.

 

أما السؤال الأهم فهو أي رئيس أمريكي سيكون دونالد ترامب، "فترامب رجل يميل إلى الاقتصاد القومي، ويعتقد أن التجارة الحرة دمرت الاقتصاد الأمريكي، وشكك في الالتزامات الأمريكية حيال الحلفاء ودعا إلى تشييد جدار مع المكسيك ووضع قيود على المهاجرين المسلمين". فمع أنه يستبعد أن يحاول تطبيق كل أجندته غير الليبرالية، فإن بعضاً من بنودها سينفذ.

 وترى المجلة أنه في أفضل السيناريوات، ستلقي رئاسة ترامب ظلالها على النظام العالمي المفتوح، فالشركة عبر الهادئ، وهي الاتفاق التجاري الأكبر منذ سنوات، انتهت، والالتزامات التي حصلت في المؤتمر المناخي في باريس لن تطبق على الأرجح، والاتفاق النووي قد يشلّ. ومع سيطرة الجمهوريين على مجلسي الشيوخ والنواب، فإن مناصري ترامب سيتوقعون بحد أدنى ارتفاع الجدران وترحيل المهاجرين غير الشرعيين وتعيين قضاة محافظين في المحكمة العليا. أمريكا ستنغلق على نفسها.

وفي العالم الأوسع، تقول المجلة إن المستبدين سيزدهرون وسيكونون حريصين على استغلال الانغلاق الأمريكي. فالرئيس الصيني شي جينبينغ، الزعيم الصيني الأقوى على الأقل منذ دنغ تشياوبينغ سيستغل المؤتمر الذي يعقده الحزب الشيوعي مرة كل خمس سنوات لتعزيزه نفوذه. وهو لن يتأخر لملء الفراغ الجيوستراتيجي في آسيا الذي سيخلفه فشل الشركة عبر الهادئ. وبالتأكيد سيستمتع الرئيس الرئيس الروسي باهتمام ترامب به، إلا أنه سيخبئ ضعفه في الداخل بمزيد من الأعمال العدائية في الخارج.

أما في أوروبا المدعومة بفوز ترامب، فستكتسب الشعبوية زخماً سنة 2017، والأحزاب اليمينية المتطرفة ستسجل نجاحات في الانتخابات الفرنسية والهولندية ، ويمكن للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثاني أن تكسب مقاعد في البرلمان الألماني.

وتضيف المجلة أن مزيداً من الهجمات الإرهابية قد تزيد المشهد سواداً، وكذلك الصدمات المالية. فمن غير المستبعد حصول أزمة مالية في البرتغال وتزايد المتاعب المصرفية لإيطاليا. وفي مثل هذا المناخ، قد تتباطأ المفاوضات لتنفيذ "البركزيت" وستتعقد.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة